رياض العصري
كاتب
(Riad Ala Sri Baghdadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6153 - 2019 / 2 / 22 - 18:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في نقد الفكر الديني الاسلامي
1ـ نصوص من القرآن : ( كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ) ، (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ) ، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا )
ـ نقد النصوص : النصوص تتضمن ثلاثة أحداث ( شخص بقي ميتاً لمدة 100 سنة ثم أعيد الى الحياة ، مجموعة أشخاص بقوا نائمين لمدة 309 سنة ثم صحوا من نومهم ، شخص عاش لمدة 950 سنة ) .... الاحداث الثلاثة تتعارض مع قوانين الطبيعة تعارضا قاطعا ، قوانين الطبيعة يستحيل خرقها من قبل البشر في كل مكان وزمان ، كما ان خالق الكون لم ولن يخرق قوانينه من اجل اثبات وجوده واستعراض قدراته للبشر ، وجود الكون بحد ذاته يكفي دليلا على وجود خالق عظيم له ، فهل نصدّق هذه النصوص ونكذّب قوانين الطبيعة ، أم نصدّق قوانين الطبيعة ونكذّب هذه النصوص ؟ وهل من المعقول ان هذه النصوص تمثل كلام خالق الكون ؟
.......................................................
2 ـ نصوص من القرآن : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) ، ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ، وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )
( نصليهم : نشويهم ) ، ( الحميم : الماء المغلي ) ، ( مقامع من حديد : هراوات من حديد )
ـ نقد النصوص : نلاحظ استخدام أساليب التعذيب الوحشية ( شوي الجلود ، صب الماء المغلي على الرؤوس ، الضرب بهراوات حديدية ) لمعاقبة الذين لم يؤمنوا بدعوة نبي الاسلام ، ونلاحظ عبارات التشفي من الاخر المختلف ( ليذوقوا العذاب ، ذوقوا عذاب الحريق ) ... التعذيب والتشفي من طباع البشر ، الحرمان من الجنة ونعيمها هو عقاب أرحم من التعذيب ، فهل من المعقول ان هذه النصوص هي كلام خالق للكون يتصف بالرحمة ؟
.......................................................
3 ـ نصوص من القرآن : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) ، ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ )
ـ نقد النصوص : وفقا لهذه النصوص فان الارض تم خلقها في ( يومين ) ، اما الكون بجميع موجوداته ومن ضمنها الارض فقد خلقه في ( ستة أيام ) ... ونحن نطرح التساؤلات الاتية :
اولا ) الارض ظهرت الى الوجود بعد مرور فترة ( 9 ) مليار سنة على حدوث الانفجار العظيم ، فهل من المعقول ان الكون بجميع موجوداته ومن ضمنها الارض تم خلقه في ستة أيام ؟ ...
ثانيا ) اذا كانت مرجعية ( اليوم الارضي ) تعود الى دوران الارض حول محورها بسرعة معينة فتستغرق فترة زمنية ( يوم ) لاكمال دورة واحدة ، فما هي مرجعية ( اليوم ) في هذه النصوص ؟ ...
ثالثا ) ان حجم الارض وكتلتها تعد لا شيء نسبة الى سعة الكون وكمية محتوياته ، فهل من المعقول ان هذه النسبة هي الثلث ( يومين الى ستة أيام ) ؟ ...
رابعا ) هل خالق الكون بحاجة الى الزمن لانجاز خلق الكون مع انه ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ؟
.................................................
4 ـ نصوص من القرآن : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ ) ، (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ )
ـ نقد النصوص : نلاحظ المفردات ( عذاب شديد ، ذو انتقام ، منتقمون ، نبطش ) تعكس رؤية الفكر الاسلامي لطبيعة خالق الكون ، حيث تم جعله يشبه البشر في الطباع والصفات ، الانتقام والبطش من طبيعة البشر ، وجود بشر لم يؤمنوا بوجود الخالق لن ينقص شيء من قدر الخالق ومن عظمته ، العظيم لا يهتم لصغائر الامور ، وكما قال الشاعر الكبير المتنبي ( وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم ) .. نحن نرى بان خالق الكون لا تعنيه هذه المسألة ان آمن به البشر ام لم يؤمنوا ، وهو لم يرسل الى البشر آيات ولم ينزل كتب ، مؤسسوا الاديان صنعوا آلهتهم وفقا للثقافة السائدة في مجتمعاتهم ، هذه النصوص تدل على ان القرآن منتوج بشري يعكس ثقافة المجتمع الذي ظهر فيه حيث ثقافة التعذيب والبطش تجاه الاخر المختلف .
..........................................................
5 ـ نصوص من القرآن : ( قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ) ، ( قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )
ـ نقد النصوص : النصوص تنتقد سلوك الذين يقدسون الماضي بثقافته ورموزه .. حيث يتمسكون بمعتقدات الآباء والاجداد وموروثاتهم دون تفحص لمدى جدواها وصلاحيتها ، من طبيعة الحياة انها تتغير باستمرار في مظاهرها وانها تخضع لمنطق التطور في تغيرها ، ان التمسك بالماضي هو دليل الفشل في الاندماج مع الحاضر وعدم استيعاب قوانين الحياة ، هذه النصوص صحيحة من حيث المبدأ ، ولكننا نتسائل الا ينطبق مضمون هذه النصوص على الاتباع الحاليين للفكر الاسلامي ذاته حيث انهم يتمسكون ايضا بمعتقدات وأفكار القدماء الذين عاشوا قبل 1400 سنة ؟ وما هي الادلة والبراهين على صلاحية الفكر الاسلامي في كل زمان ؟
..............................................
6 ـ نصوص من القرآن : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) ، (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
نقد النصوص : النصوص تعرض فكرة مفادها ان المصائب والكوارث ( الطبيعية والبشرية ) التي تصيب البشر .. والتي ينجم عنها عادة ضحايا من الابرياء وخسائر جسيمة في الممتلكات .. انما هي مدونة مسبقا في كتاب القدر وبقرار مباشر من الله .. او باذن منه .. او بعلمه ، تعتبر الكوارث الطبيعية والبشرية اعتداء صارخ على حقوق الانسان ، فاذا اردنا ان نبرأ الله من المسؤولية عن الكوارث والمصائب .. وانها كانت بعلمه ولكنها لم تكن بتخطيط مباشر منه ، ولا بموافقته ، ولا بتنفيذه ، فهو للأسف لم يتدخل لمنع حدوث ما وقع بعلمه خلافا لمشيئته ... وهذا نقض لقدرته ومشيئته .
..........................................................
7 ـ نصوص من القرآن : ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )
نقد النصوص : في النص الاول دعوة الى محاورة المخالفين ـ والذين يصفهم بالضالين ـ ... محاورتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولكننا نجد في النص الثاني وصف لهؤلاء الضالين بانهم نجس ... النصين يعكسان تناقضات الفكر الاسلامي ... فاذا كنتم تحتقرون المخالفين لكم وتعتبرونهم نجس فكيف ستتحاورون معهم بالحكمة والموعظة الحسنة ؟ ما نوع الموعظة التي ستقدمونها لهم في ظل احتقاركم لهم ؟
........................................................................
8 ـ نصوص من القران : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا ) ، ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا )
نقد النصوص : النصوص تتضمن المعلومات الاتية : (1 ـ موسى ابن عمران تكلم مع الله بشكل مباشر ، 2 ـ عيسى ابن مريم تكلم مع الناس وهو مازال طفل حديث الولادة ) ... النصين يتضمنان معلومات تتعارض مع قوانين الطبيعة ومع المنطق ... ونحن نتسائل 1 ـ اذا كان الخالق ليس كالبشر لا في ذاته ولا في صفاته وفقا للمنطق الديني ( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) فكيف يتكلم كما يتكلم البشر ؟ ، 2 ـ الكلام هو فكرة معينة منقولة بواسطة لغة معينة ، اللغة هي معلومات متراكمة ومخزنة في دماغ الانسان لتصبح اداة يستخدمها الانسان للتعبير عن افكاره ، كيف يتكلم الطفل الرضيع وهو حديث الولادة ؟ .. الروايات الخارقة لقوانين الطبيعة لا تمثل معجزات وانما تمثل خرافات من نسج خيال أناس جهلة .
........................................................................................
9 ـ عرض الفكرة : يدعي دعاة الفكر الديني ان بقاء دينهم لغاية زمننا هذا رغم مرور عشرات القرون على تأسيسه هو دليل على منفعته وصلاحيته استنادا الى النص القرآني (وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) ، وان هذه المنفعة والبقاء هذه الفترة الطويلة هي الدليل على ان دينهم هو الدين الحق وان مؤسس دينهم هو نبي مرسل من خالق الكون
نقد الفكرة : ان بقاء الشيء زمنا طويلا ليس مرهونا بحصول المنفعة في وجوده .. وانما بتوفر الظروف الطبيعية او البشرية الداعمة لبقائه بغض النظر عن حصول المنفعة في وجوده او عدم حصولها ، اذ ليس كل ما موجود في بيئتنا فيه منفعة لنا ، رُبّ ظروف تعاكس منفعة فتمحيها ، ورُبّ ظروف توافق مضرة فتبقيها ، المعتقدات الدينية معتقدات غير واقعية ولا منفعة فيها لكونها تخالف الحقائق المعروفة لنا .. ولكنها حظيت بالبقاء على مدى عشرات القرون وذلك لتوفر ظروف بقائها والتي هي بيئة الجهل ، الجهل هو التربة المناسبة لزراعة شجرة الدين لكي تبقى هذه الشجرة حية شاخصة امام انظار وفي اذهان مريديها ، بغياب أنوار الحقائق ومصابيح المعارف لن يتم اكتشاف الاخطاء والمغالطات المنطقية في المعتقدات الدينية ، لذا تحظى هذه المعتقدات بالبقاء ما بقي الجهل قائما ، من ذا الذي يملك القدرة على التمييز في الظلام اذا لم يكن يحمل في يده مصباحا ينير له طريقه ، بوجود بيئة الظلام تحيا عقيدة الاوهام .
انتهى .
#رياض_العصري (هاشتاغ)
Riad_Ala_Sri_Baghdadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟