أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - حنان محمد السعيد - ليس دفاعا عن القتلة














المزيد.....

ليس دفاعا عن القتلة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6153 - 2019 / 2 / 22 - 15:13
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


ان اصعب مهمة يمكن أن تقوم بها في دولة الظلم والظلام هي ان تحتفظ بانسانيتك!
أن تترفع عن كل مشاعر الكراهية والانقسام والضغائن والخلافات والرغبة في الانتقام، وتزن الأمور من منظور انساني بحت.
إن من لديه القدرة على الترفع عن مشاعره الخاصة والدفاع عن الحق والعدل والصواب بدون النظر الى خلفية الظالم أو خلفية المظلوم هم قلة قليلة يخفت صوتها بين الصراخ المحموم لجحافل الكارهين والشامتين ومن يعمدون الى تصفية حسابات خاصة بهم ولا يعنيهم الا من هم على شاكلتهم.
ولذلك لم تكن مفاجئة أن يتم مهاجمة كل من يرفض ما يقوم به النظام المصري من عمليات اعدام أو تصفية بصورة شبه يومية فهناك من لديهم القدرة على تبرير كافة اشكال الجرائم والمظالم طالما يحافظون بذلك على المميزات التي ينالوها أو يتقون بذلك شرور النظام الذي لم يعد يهمه أحد ولا ينصاع لأي قوانين أو مبادئ أخلاقية.
يقولون لك ان القصاص حق وعلى القاتل أن يقتل ويقتص منه لاراحة قلوب أهل القتيل، نعم .. قد يكون ذلك صحيحا .. ولكن أين هي الأجهزة التي يمكنها تحقيق العدل في دولة تدهس القانون في كل يوم وليلة وتدعم الفساد والفاسدين ولا ينال فيها أصحاب المناصب مناصبهم الا بالواسطة والرشاوي؟
كيف يمكن أن تثق في عدالة الأحكام عندما يصدر القضاة أحكام اعدام جماعية ولا يسمعون الى المتهمين الذين تبدو عليهم علامات التعذيب جلية؟
كيف تثق في عدالة قاضِ نال وظيفته عبر الواسطة متسببا بذلك في ظلم زملائه الذين اجتهدوا وتفوقوا فما كان منه الا أن سلبهم حقهم بالنفوذ؟
إن من ينال عمل بدون أستحقاق سيكون ولاءه لمن أعطاه هذا العمل وهو قادر على انتزاعه منه بكل مميزاته في أي وقت يرغب هو في ذلك، وهذا في حد ذاته ينسف مبادئ العدالة من أساسها.
كيف يتمتع أي انسان بأدنى قدر من الانسانية ويدعم اعدام شباب لم يستوفوا حتى الاجراءات القضائية المعمول بها؟
إن ما حدث في قضية النائب العام المغدور لأمر يجب ان تتقطع له قلوب الباحثين عن العدل والذين يحتفظون الى الأن بانسانيتهم، فهذه القضية استخدمت استخدام بشع وتم تصفية اعداد كبيرة من الشباب على خلفيتها وفي كل مرة كان يتم اعلان أن هؤلاء هم من نفذ العملية، ثم يتم قتل أو اعتقال غيرهم بدعوى أنهم أيضا هم من نفذ العملية!
يقول البعض: وماذا علينا لو اعدمنا وقتلنا هؤلاء وهم ينتمون الى الجماعة الارهابية؟
ونقول هذا منطق الكلاب المسعورة التي اعمتها الكراهية عن الحق والعدل وأي معنى انساني فكل انسان – كل انسان – يجب ان ينال فرصه في الدفاع عن نفسه في محاكمات عادلة وانتمائك الى اي فئة ليس صك باهدار دمك وانتهاك حقوقك.
ان رفضنا لأحكام الاعدام التي يصدرها هذا النظام الذي جعل البلد تحتل المركز 110 من بين 113 دولة في سيادة القانون ليس دفاعا عن قاتل أو مجرم ولكن دفاعا عن العدل وعن حق كل انسان في الحياة وفي أن يحاسب على افعاله الشخصية وليس افعال الجماعة التي ينتمي اليها أو العرق الذي ينتمي اليه أو الديانة التي ينتمي اليها أو غيرها من الاختلافات والانتماءات.
اننا لن نكون ابدا مثل انصار هذا النظام الظالم الذين يبررون كل شئ واي شئ وحتى القتل وسفك الدماء ولن نكون مثل الاخوان الذين يشمتون في كل شخص يتعرض للايذاء في عصر السيسي بسبب انتقاده لأفعال الجماعة وقت تولي مرسي الحكم.
ان الحفاظ على انسانيتك في هذا العصر وثباتك على مواقفك أمر بالغ الصعوبة ويجر عليك كراهية هؤلاء وهؤلاء فأغلب الشعب على مبدأ "اما أن تكون معنا أو أنت مع الأعداء" أما أن تكون مع العدل والحق وتطالب بهما للجميع بلا تمييز فستذوق وبال ذلك وتعاني كما لم يعاني هؤلاء ولا هؤلاء!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل
- القبيحة ست جيرانها
- مجموع كل المساويء
- التربية على الطريقة المصرية
- احلام الثورة
- لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟
- الديكتاتور المرعوب
- صروح الفقراء
- مآساة الحقوقيين في العالم العربي
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين


المزيد.....




- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - حنان محمد السعيد - ليس دفاعا عن القتلة