أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - كرم شقور .. تناغم الشعر مع الوجدان














المزيد.....

كرم شقور .. تناغم الشعر مع الوجدان


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 15:19
المحور: سيرة ذاتية
    


كرم شقور .. تناغم الشعر مع الوجدان
بقلم: شاكر فريد حسن
كرم شقور شاعر وكاتب مسرحي وممثل قدير، يشغل مدير مسرح السلام في سخنين، وهو ليس اسمًا جديدًا في المشهد الثقافي والأدبي والفني، وانما اسم عريق له حضوره وتميزه. اعرفه منذ سبعينيات القرن الماضي، من خلال كتاباته في صحيفة " الأنباء " المحتجبة عن الصدور. وما يميزه الصراحة والشفافية والصدق ورهافة الحس.
كرم شقور من مدينة سخنين في الجليل، أنهى دراسته الجامعية بموضوع اللغة العبرية، واشتغل معلمًا لمدة ٢٤ عامًا.
درس المسرح في كلية اورانيم لمدة ٣ سنوات، واشترك في العديد من المسرحيات والأفلام، وأدى أدوارًا رئيسية فيها.
أدمن كرم شقور الشعر والمسرح وانغمس في التمثيل، وجميع المسرحيات التي قدمها مسرح السلام هي من تأليفه، وهي مسرحيات لجميع الأجيال من الطفل حتى الكهل، تعالج وتتناول مواضيع اجتماعية وسياسية من لب واقعنا، كالعنف والسموم والمخدرات وتدخين النارجيلة.
يتعاطى كرم شقور الشعر منذ الطفولة، وكان قد كتب قصيدته الأولى وهو في السادسة عشرة من عمره، وهي رثاء للأديب مصطفى العقاد، ويقول فيها:
نمت بليل ثم قمت باكرا
والعين لم تر شبح الاجساد
ففركت عيني كي ازيل غشاوة
واذا النهار حالك بسواد
فسألت عن سبب سواد نهارنا
فقالوا لي: توفي العقاد
ثم توالت قصائد كرم شقور في الرثاء والغزل والحب والوطن والانسان. ومن قصائده الرثائية ايضًا ما كتبه يوم توفي ابن عمه المرحوم الأستاذ سامي شقور، قائلًا:
خلا قلبي من الآهات حزنًا
على سامي فقد رحل العميد
ومن حولي بكاء قد تعالى
صراخ وارتجاج قد يزيد
وجاء الرد أن هالت جبال
وثار البحر وانصهر الحديد
يموت الليث والكباش تلهو
ويمشي شامخًا حمل وليد
وغزل كرم شقور رقيق ناعم رهيف بالغ الجمال، ومن روائعه في هذا الغرض قصيدة " شقراء "، فيقول:
شقراءُ شامخةٌ ,فهلْ لا ترأفُ

تمشي وأنظارَ الشبيبةِ تَخْطِفُ

مرتْ بنا فتشابكتْ أعناقنا

جفَّ اللعابُ كأَنَّ حلقيَ ناشفُ

فَسَبَتْ عُقولاً واستمالتْ أعْيُناً

أشقَتْ قلوباً يا لها لا تُنصِفُ

وتدقُ أرضاً حينَ تمشي حالها

كأناملٍ لمستْ جِتاراً تعزفُ

فاستوقفَتَها دميةٌ في متحفٍ

مَنْ فيهما يسري دمٌ.. ؟؟ لا نعرفُ

ورَمقتُ إحدى العارضاتِ بنظرة

غارتْ شبيهتٌها وماجَ المُتحفُ

تَتلألأُ القطراتٌ فوقَ خدودها

كنقاطِ طلٍّ فوقَ وردٍ يرجفُ

كشقائقِ النعمانِ أصبح خدُها

لمّا أتَتْها فلةٌ تستعطفُ

والشعرُ يلمعُ كالسنابلِ أصفرا

عددُ السنابلِ فتيةٌ تتلهفُ

إنْ عينُها الزرقاءُ زَمَّتْ رِمشَها

زالَ النهارُ وجاءَ ليلٌ يَدلفُ

كيف الوصولُ إلى العيونِ ليرتوي

في نظرةٍ منها عشيقٌ مرهفُ

وأكثر ما يسترعي انتباه القارىء والمتلقي تلك الشفافية الفوّاحة التي تنبعث من نصوصه، وتمتاز بها الألفاظ والمعاني، من خلال أسلوب شعري واضح عميق وجميل بليغ، خالٍ من التعقيد والغموض، فضلًا عن جمال الايقاع والصور الشعرية والطلاوة والرقة والعذوبة.

فهو شاعر هادىء، رحب الخيال، رفيع الذوق، صادق الاحساس والنبرة، انساني النزعة، قصائده تفيض بالرومانسية، وتتشح بالجمال، فكرًا وعاطفة، وكأنها لوحات فنية عسجدية رسمت بالكلمات المتوهجة، بالأزهار ، بالأقمار، والطيوب. وهي شديدة التدفق، بالغة العذوبة، فيها بوح عفوي، وأناقة لغوية، مفعمة بالاحاسيس الجياشة، وبالتفاصيل العشقية الواضحة في ألفاظها ومعانيها. تجمع في ثناياها شعر الحب والطبيعة والشكوى والتأمل، والشعر الصوفي والوطني والاجتماعي ، مازجًا بين فضائين شعريين: كلاسيكي ورومانسي.

سلامي لك أخي وصديقي العريق، الفلسطيني/ السخنيني/ الجليلي المعتق كنبيذ عنب الخليل، كرم شقور، يا صاحب الاحساس الدافىء الجميل، متمنيًا لك وافر الصحة والسلامة ودوام العطاء والابداع في مجال التمثيل والكتابة المسرحية والشعرية، وطابت أيامك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد قضماني .. وداعًا يا رفيق الشمس
- الشاعرة والكاتبة العراقية وفاء عبد الرزاق تحصد جائزة الأوسكا ...
- إلى أمي
- وفاءً لذكرى الشهيد د. حسين مروة
- الشاعر شكيب جهشان في ذكرى رحيله السادسة عشرة
- كلمات على قبر خليل توما
- إليها في عيد الحب
- رحيل الشاعر والنقابي الفلسطيني خليل توما
- آه يا جرحي المكابر
- صبحي شحروري ( أبو نضال ) أحقاً رحلت َ؟!
- جميلة أنت
- رواية - نطفة سوداء في رحم أبيض - جديد الشاعرة والكاتبة الفلس ...
- من أغتال الأديب والمثقف العراقي علاء مشذوب
- إلى معين حاطوم غداة الرحيل
- ١٨ عامًا على رحيل شاعر الجليل جورج نجيب خليل
- ملاكي .. إلى ابنتي آلاء في عيد ميلادها
- ٤٢ عامًا على احتراقه: راشد حسين ذكرى خالدة
- السورية سمر عموري والجمال الشعري
- معزوفة على اوتار الحب
- نمر مرقس أقوى من النسيان


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - كرم شقور .. تناغم الشعر مع الوجدان