السعيد عبدالغني
شاعر
(Elsaied Abdelghani)
الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 12:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اللوحة للفنان النرويجى إدفارد مونك بعنوان الصرخة ، هذه هى اللوحة
https://www.pinterest.com/pin/714805772080894817/
يقول إدفارد مونك عن هذه اللوحة " كنت أمشى على الطريق مع صديقين عند الغروب وفجأة تحولت السماء إلى اللون الأحمر كالدم فعليا .توقفت واستندت على السياج ، شعرت بتعب ردىء جدا . ألسنة النار والدماء امتدت على المضيق الأسود المزرق .أصدقائى تابعوا المسير ولكنى تخلفت ، أرتعش من الخوف . بعدها ، سمعت صراخ ضخم لانهائي للطبيعة " .
سأحلل أولا الموقف ، الإختلاف فى رد الفعل بين الفنان والأشخاص العادية والحساسية المفرطة التى تعى التغير أي تعى الزمن والتفاعل مع أقل التفاصيل التى لا توحى للاخرين بأي شىء وهو يشعر بذلك لاإراديا بدون تخطيط أو بدون إرادة وما تفعله الطبيعة يصاحبه تغير فى الداخل الشاسع الذى لا يحده أي شىء كأنه ممسوس من تخاطر الخارج مع الداخل ، فكل حدث يخلق به شيئا قد لا يدركه هو حتى وممكن يظهر بعد بعض الوقت ، إن ضرب طوبة أمامه فى الشارع يخلق هذا به شيئا وحالة نفسية لها أبعاد معقدة لا يستطيع أي احد أن يدركها ولكن لأنه يرسم يستطيع التعبير عن ذلك فى عمل فني ولكن أي أداة تعبير تعبر عن جزء بسيط جدا مما يحسه لأن المشاعر المعقدة لا يمكن تصويرها فهى ذاتية جدا وعندما يرسم اللوحة سيخرج من هذه الحالة النفسية ليتخلق شيئا جديدا فى ذاته وانفعال آخر ، انقلاب الوجدان على كل شىء به وهذا دائما ما يحدث فى الفن أنه التعبير عن الشعور اولا وبعد ذلك الذهن ، يدخل الشعور إلى ذهنه فيخلق صورة فى مخيلته لا ترتسم كامله ولكن بمجرد بدء الرسم ستظهر مباشرة .
العجز الوجودى عن مساعدة أي أحد له فى هذه الحالة يظهر فى اللوحة فى وحدته والسماء حمراء تبكى والمضيق المزرق واليدان التى حول الأذن لمحاولة كتم الصراخ الذى يسمعه داخله والصراخ الذى يسمعه للطبيعة والوجه شُوه على حسب التفاعل مع الصرخة ليخدمها ويعبر عنها فلم يرسم وجهه فالفم عند الصراخ يفتح ويتسع جدا بأفقية وعمودية .
#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)
Elsaied_Abdelghani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟