أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 00:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذه الانقسامات و ان كانت في بداياتها دنيوية و سياسية مجردة، الا انه بمرور الوقت و تعمق الخلافات و ظهور العديد من الاجناس الفقهية و العقيدية و الفلسفية و الفكرية الداخلية و الخارجية، فاصبح هذه التيارات تيارات فكرية مخالفة مع البعض، فاصبحت جرحا كبيرا في جسد المجتمع الاسلامي ليس في تلك العصور التي حدثت فيها فقط و انما المجتمع الاسلامي يعاني من آلامه يوميا، و لحد الان و هو يقدم الضريبة السياسية و الاجتماعية العظمى بسببها. هذه المواقف و ان كانت لا تحتوي على الثقافة و الفكر، و لكنها بعد مرور الوقت و في بعض الوقت احتاجوا الى ان يملوه بمعطيات دينية، و بسبب وفاة النبي بقي الشيء الوحيد المتوفر لديهم هو التفسير و التاويل للنصوص الدينية المقدسة بشكل يكون سندا لهذا او ذلك التيار السياسي. وكان ذلك باستخدام سلاح الاحاديث كسلاح دائمي و غير مكتوب في هذه الحروب، و بعكس القرآن الذي بجمعه و كتابته و تقديسه لم يدع هذا المجال. و بشكل مختصر جدا، ما كنا نقصده من تلك الاشارات ان نقول ان الصراعات السياسية على السلطة انحرف الى التصادم المسلح على ارض الواقع، و من ثم بعد ذلك اصبحت دافعا للنقاشات الفكرية و السياسية، المؤدي الى بروز الجبهات المتعارضة في المجتمع الاسلامي في المراحل التالية مع كتابة الفكر و الاسس الفكرية للخطاب الديني وفق الخارطة السياسية، و الخلافات الداخلية كانت سببا رئيسيا لهذه. حاول كل طرف ان يحتكر الحقيقة الدينية و يفسر النص المقدس و يصوره بشكل ان يكون موازيا و مساويا لميوله السياسية و المخالفة و غير المنسجمة مع الاتجاه المناويء له.
بهذا الشكل، ان كان في البداية التشيع هو تاييد علي و التسنن هو الاعقتاد باصحية خلافة ابوبكر و عمر مثلا، انما في المراحل التالية و بظهور المذاهب الفقهية و الجماعات الاسلامية اخذت تلك الخلافات بعدا ثقافيا و تسببت في التصادم الايديولوجي في بودقة الدين الواحد و بين الاخوان الديني نفسهم. في هذه المرحلة انتشرت هذه الخلافات السياسية على كافة الجوانب الثقافية الدينية و بشكل اصبح كل طرف من هذين الاتجهاين الاسلاميين الرئيسيين صاحب الشريعة و عقيدة التعبد و الخطاب الديني الخاص به. ادت هذه الصراعات الى بروز الجنس القديم من قوة مجتمع شبه الجزيرة العربية قبل مجيء الاسلام مرة اخرى و بشدة، اي القبيلة و اعائلة و التعصب العائلي، و لكن كما قلنا، ان هذه الصراعات لم تبق على شكلها الديني و السياسي و انما اضيف اليه الجنس الديني و المذهبي رويدا رويدا، و في النتيجة خرج التشيع و التسنن من ان يكون صراعا من اجل السيطرة على السلطة و انما اصبح حربا ايديولوجيا عارما من اجل السيطرة على الدين. اصبح بشكل اذا لم نبالغ نقول بعد مرور قرنين او ثلاثة اصبح خلافا بين دينين. بداية هذا الانفصال الثقافي الشيعي والسني و الخوارج و حتى المعتزلة كما نرى فيما بعد، كان له علاقة بمسالة سياسية مجردة، من يستحق الخلافة و اي سلطة لها الحق الديني؟ و لكن و بسبب الافرازات السياسية لهذا السؤال بذاته، مع الحروب الداخلية و المجازر، توسعت حدود هذا السؤال لمستوى؛ ان يصبح اي منهما مسلما و ايهما كافرا؟ ما االسلام و بماذا يصبح الشخص مسلما و باي شيء يخرج منه؟ عند الخوارج ( اول جماعة سياسية معارضة عسكرية) الذي اسموه بسؤال( ما حكم الخطيئة الكبرى ؟) بهذا الشكل تغيرت الحرب عن الشرعية الى الحرب على ذات الشريعة، كل ذلك اصبح بداية فضاء لنمو الصراع الفكري و في النهاية ظهور المدارس و المذاهب الدينية المختلفة. و وفق هذا، نحن هنا لا نريد نكتب ذلك التاريخ، و انما نريد ان ندرك و نفهم بداية ظهور الصراعات الفكرية و بروز جنس الفلسفة في الثقافة الاسلامية فقط، لذا نضطر ان نقفز على هذا البحث و نتوجه الى مسالة او ل نقاش فكري و صراع فكري في الثقافة الاسلامية، و الذي بدون شك له علاقة مباشرة مع الخلافت السياسية ذاتها ، و هو مسالة القضاء و القدر.



هوامش الفصل الثاني
1-مقالات الاسلاميين و اختلاف المصلين، ابو الحسن الاشعري( المتوفي 324ه)، تصحيح: هلموت ريتر، الناشر: دار فرانز ستاير، بمدينة فيسيبادن( لمانيا) الطبعة الثالثة/ 1980، ص2.
2- الملل و النحل، ابو الفتح محمد بن عبد الكريم بن ابي بكر احمد الشهرستاني( المتوفي 548 ه)، الناشر: مؤسسة الحلبي، المجلد الاول، ص 22.
3- تبصير اولى النهي و معالم الهدى او التبصير في معالم الدين، ابي جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري، تحقيق: علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل، دار العاصمة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الاولى، 1996، ص 155.
4- الفصل في الملل و الاهواء و النحل، ابو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم الاندلسي القرطبي الظاهري ( المتوفي 456 ه)، الناشر: مكتبة الخانجي – القاهرة. المجلدة الثاني، ص 90.
5- مقالات الاسلاميين و اختلاف المصلين، ابو الحسن الاشعري، ص5.
6- فرق الشيعة، تاليف: ابي محمد الحسن بن موسى النوبختي، عنى بتصحيحه، هلموت ريتر، اسطنبول، مطبعة الدولة، 1931، ص 15.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)