أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف














المزيد.....

السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 09:25
المحور: المجتمع المدني
    


عندما يغيب الانتخاب في اختيار الشخص المناسب لمكان ما يتحول الشخص البديل المُعيّن هذا إلى تابع لمن كلّفه بهذا المنصب أو المهمة،وعندما نبحث عن معرفة تبعات المهمة السياسية المُتعلقة مباشرة بالمجتمع لشخص كُلّف بها من قبل مسؤول ((ما)) نتساءل كيف يعيش هذا المُكلّف،وكيف تكون علاقته الأسروية والعائلية والمجتمعية ؟.
بالعودة إلى المجتمع صاحب قرار التقييم لهذا الشخص نستنتج التالي:
-لا يكسب المُعيّن محبة واحترام الناس مهما كانت الجهة التي عيّنـته، لأنه بهذه الحالة يُمثّل من عيّنه وليس المجتمع الذي جاء لخدمته، لأن للمجتمع رأي في الأفضل لهذه الخيارات،وبالتالي يبحث عن رضى المسؤول عنه ويواليه أكثر من ولائه للمجتمع، فتُختزل المصالح من عامة إلى خاصة، ويخسر المجتمع بذلك مصالحه وفرداً منه عبر تشويهه بانفصاله عن المجتمع الأم الذي يُشكل تاريخه ومستقبله.
-تتشكّل علاقة جديدة جذرها عدواني بين الطرفين، ويسقط الفرد المُعيّن من حسابات مجتمعه، وهذا يتوضّح أكثر بعد أن تنتهي مهمته أي حين يُحال على التقاعد عندما لايجد أحدٌ يتعامل معه في القرية أو البلدة أو الحي،هذا إن لم يتم تقييمه والحكم عليه بما كسب من المال العام المنهوب، الذي بنى فيه قصراً أو مُنشأة أو قطاع خاص.
-خلال وجوده في مهمته المُكلّف بها ونتيجة عدم شرعيته الانتخابية، يعيش مُتحاملاً على مجتمعه فيتعامل مع أفراد مجتمعه بعدوانية نوعية يُبنى عليها كراهية الناس له، وربما لأهله وأولاده،س فتبدأ أسرته بمعاناة قاسية تدفع ثمنها من مستقبلها،وربما يفرض عليها مغادرة مسقط الرأس الذي لا يعودون له إلاّ أمواتاً.
-تتعزز عنده مسألة التعالي العدواني المبني على اللاكفاءة والقدرة على خدمة مجتمعه، وذلك عبر الصراع الذاتي بين رغبته التعويضية عن دونية تاريخية، ورفض المجتمع له بسبب من قدراته البسيطة التي لا تستطيع القيام بتلبية حاجات المجتمع العامة.
عدد غير قليل أولئك الذين يبدوا عليهم الغنى السريع دون خلفية اقتصادية تسمح بحدوث هذا الغنى،وبالتدقيق والتمحيص والتحليل لهذه الشريحة الجديدة نحصل على مايلي:
-بنية الأسرة هذه تقوم على إحساس بالكسر الاجتماعي، وقلق من تعيير الناس للأولاد بأبيهم، الذي لم يكن يملك شيء وبقدرة قادر أصبح من الأثرياء، فيوصّفوه بصفات تتناسب والمقام الجديد القديم،فيُصبح تذكّر الماضي من الأساسيات للتقييم، وهذا ينعكس على الحضور النفسي المُضطرب لأفراد الأسرة(أم وأولاد وأخوة وأهل) في المناسبات، إذ أن المجتمع لا ينسى أفراده، أو أعضاءه الأسوياء، أو المُنحرفين.
-نتيجة لما يُواجه الأولاد من تعيير بالوالد يهمس هؤلاء بأذن الوالدة ما يعانون منه، فينعكس هذا اضطراباً داخل البيت يبدأ بتحميل الأب معاناة الأولاد، وربما يؤدي ذلك إلى نزاعات أسروية تنتهي بالطلاق، أو دمار الأسرة هذه، طبعاً يحدث هذا في حال بقي لدى الأسرة هذه بقية من ضمير أو وجدان تم كسبه من موروثهم الأخلاقي البيتي أو الأسروي أو العائلي .
-يعتمد أعضاء أسرة المُكلّف هذا الكذب في العديد من أحاديثهم، وذلك لتغطية خلل يعيشونه داخليا ويهربون منه خارجيا،والكذب كاف لتشويه مستقبل أسرة بكامله.
لغياب الديمقراطية نتائج خطرة على العلاقة بين الفرد والمجتمع،لأن التعيين هو البديل للديمقراطية، وهذا بدوره يُضخّم الذات الفردية تشويهاً،ويُقزّم الذات المجتمعية قسراً،فيخسر المجتمع مصالحه ويخسر الفرد مع أسرته كيانه الإنساني، وتحل العدوانية محل المحبة في القرية الواحدة أو الحي أو المدينة.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!
- الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني
- المنتمي
- اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله
- النهوض الديمقراطي للفلسفتين الاسلامية والماركسية
- أسامه عيد الشهيد الصامت
- عندما تسرج السلطة على صهوة المُعارضة السورية
- الفتنة العالمية الكبرى
- التفجيرات النووية الغربية في الشرق الأوسط
- الشائعه
- ندوة بعنوان - حوارات مفتوحة للجميع
- هنيئا حماس - إنها الديمقراطية الوليدة
- ضحايا الكاريزما
- الديمقراطية بين المشروع والاستشعار
- !!!إعلان دمشق موؤد طار..طار


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - السيرورة المسلكية المباشرة للمسؤول المُكلّف