ذكريات ولد كوردي 10

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 13:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ذكريات ولد كوردي 10
طبعا لا استطيع الاستمرار بالتسلسل الزمني هنا لاني اتكلم عن ذكريات انساها و اتذكرها لاحقا لذا يجب ان ارجع الى الوراء بين حينة و اخرى.

لارجع الى القضية المركزية العربية التي كانت القضية الفلسطينية في جميع وسائل الاعلام لدرجة تطور لديّ حساسية تجاه قضية لم تكن قضيتي ابدا. تصور كوردي يعتبر فلسطين قضيته المركزية و يسمي الحركة الكوردية التحررية بالجيب العميل. كانت الهتافات في المظاهرات بالعامية العربية العراقية تقول: فلسطين عربية - قزلقرت (قوزلقرط = دود احمر) الصهيونية. كلمة قزلقرت لربما هي تركية مثل زقنبوت (التي تشير الى اهانة تركية وحشية) و (طز) على الاكثر بسبب اصوات القاف و التاء (تتحول التاء الى الطاء في العربية بسبب ميل العربية الى التضخيم) التي تتغلب في التركية و دخلت الى اللغات الشرقية الاخرى في العهد العثماني و تعني: لتكون اكلة فلسطين مرضا و موتا لاسرائيل.

كان الهاجس الفلسطيني طاغيا و كان هناك شارع باسم شارع فلسطين. كنت اتعجب لماذا لا يوجد شارع باسم (شارع كوردستان) و بغداد هي ايرانية بالاصل من بغ (الرب او السيد كما في سعادة البيه في العامية المصرية) و داد (هدية من الفارسية دادن = يعطي) اي هدية الرب و لكن العربي نسى بانه هو الغازي و المحتل و المستعمر لاراض شاسعة بسيف الاسلام و بدأ يتكلم عن الاستعمار و الصهيونية و يسمي كوردستان باسرائيل ثانية. بالحقيقة نحن في حاجة الى اسرائيليات كثيرة لتحرير الاراضي من المستعمر العربي الاسلامي.

سبق هذا الجو و المحيط القومي العربي المتسلط برنامج لشخص برأس مدور كبير يسمى بالعلامة مصطفى جواد و برنامجه التلفزيوني (قل و لا تقل). عقلية (قل و لا تقل) هي ليست عقلية علمية بل عقلية دكتاتورية ابوية متسلطة و هذا يعني ان عقلية الاوامر و الدكتاتورية غرست في جينات الانسان الشرقي في العائلة و المدرسة و وسائل الاعلام و طبعا الانظمة السياسية. ليس هناك في تعلم اللغة اسلوب الامر او دكتاتورية (قل - لا تقل) تعلمها للناس كوصفة طبية (تناول حبة في الصباح بعد الطعام و حبة في المساء) لان اللغة بطبيعتها ديموقراطية - ليس هناك (صح و خطأ) بل ممارسات لغوية ديموقراطية فاذا قالت الاكثرية (لم ارى) بدلا (لم ار) يتحول (لم ار) الى خطأ. نلاحظ هذا التحول اليوم في نصوص الكتاب العرب.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات