|
إغتيال حرية التعبير من كامل شياع إلى علاء مشذوب!
صبحي مبارك مال الله
الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 09:42
المحور:
حقوق الانسان
يذكرنا المسلسل الدموي المستمر بإغتيال النخب المثقفة والمتنورة والتي تحمل الأفكار التقدمية والديمقراطية والذين يدافعون عن حرية التعبير بالعهود السياسية التي مرت في العراق، عهود إستبدادية وظلامية ودموية حفلت بالإعدامات الجماعية والإغتيال الفردي وفق قوائم معدة مسبقاً من قبل الذين ينتهجون الإغتيالات الجبانة والتصفيات تجاه المناضلين والمثقفين والأدباء والكتاب والفنانين، هو طريقهم الوحيد لإسكات الأصوات التي تكشف مدى تخلفهم ودمويتهم لأنهم لايستطيعون الوقوف بوجه الكلمة وبوجه الصوت المرتفع إحتجاجاً، أو مطالباً بالحقوق والحريات، إلا بواسطة أدوات قاتلة أو بواسطة الرصاص ، نعم تُعد قوائم تحت الحقد والكراهية والإنتقام بالتعاون مع عصابات مهنتها الإجرام والقتل منهم داخل العراق والآخر مرتبط بدوائر أجنبية ولكن لماذا ؟! الجواب لعرقلة المشروع الوطني الديمقراطي الهادف لمنع التدهور الحاصل في البلاد والقضاء على الفساد والمباشرة في التغيير والإصلاحات. سوف يستمر هذا المسلسل لغرض إرهاب الشعب، ولإسكات صوته الهادر الذي يقض مضاجعهم فهم يمعنون بالفساد ونهب أموال الشعب وثروات الوطن ولايريدون الشعب وفي مقدمته شغيلة الفكر والثقافة أن يحتج أو ينتقد أو يطالب بتعديل الميزان نحو العدالة الاجتماعية. وهم لايكتفون فقط بالإغتيال بالكواتم أو غير الكواتم وإنما يتعدى ذلك إلى الإختطاف والتعذيب والتهديد تحت سمع وبصر الحكومة. وكل عملية إغتيال تسجل ضد مجهول رغم المناشدات من قبل القوى المدنية حول الكشف عن المجرمين القتلة، تجد الأمر وكأنه لايعنيها، كما إن القتلة لايعرفون قيمة المثقف الملتزم بالدفاع عن حقوق الشعب، وهي قيمة كبيرة وسمعة وطنية وعالمية وإنما ينظرون له كهدف مأمورين بقتله. كما إن الإغتيالات توسعت بعد سقوط النظام والإحتلال الأمريكي ، ومنذ البداية تم إستهداف الناشطين المدنيين، والمثقفين ومن ثم الأطباء وأساتذة الجامعة ، والمحامين والصحفيين والمراسلين الصحفيين والكوادر الإعلامية والفنانيين فأنظروا أي ثروة علمية وأدبية وثقافية خسرها العراق فضلاً عن خسارته المادية والإقتصادية .ومن ضمن المثقفين والباحثين الذين تمّ إغتيالهم الأستاذ كامل شياع ، الباحث ومستشار وزير الثقافة في وضح النهار في 23/آب /2008 ، وإغتيال خمسة وعشرين من قادة وكوادر الإنتفاضة في البصرة لغرض ردعها وإيقافها، وإغتيال عدد من المحامين الذين تولو ا الدفاع عن المعتقلين المتظاهرين مجاناً ومنهم جبار أكرم وسط البصرة ، وحمزة الجابري بغداد ، وخلف الجبوري رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين كركوك ، وإغتيال الشيخ وسام الغراوي وهو رجل دين شاب عُرف بآرائه الوطنية الإستقلالية كما إغتيلت الناشطة سعاد العلي في مدينة البصرة على أيدي مسلحين بواسطة مسدس كاتم للصوت ولم يكشف وكالعادة عن الجُناة . لقد أصبحت عمليات الإغتيال الفكري والسياسي ظاهرة خطيرة في العراق بسبب ضعف الوضع الأمني الذي لم يستطع حماية المواطنين هذه الظاهرة شملت الإختطاف والتعذيب وتهديد المثقفين والمدوّنين والناشطين المعارضين . ومثال على ذلك إغتيال الشاب كرار نوشي في شارع فلسطين في بغداد بعد إختطافه من قبل جهة (مجهولة) لمدة يومين وقد عُثر على جثته ممزقة في مكب للنفايات وعلامات التعذيب واضحة. أما إغتيال الدكتور علاء مشذوب فقد أحدثت ضجة في الأوساط المثقفة والشعبية، حيث أصيب بثلاثة عشر إطلاقة في صدره من قبل مجرمين وفي وضح النهار . الفقيد روائي وكاتب وناشط مدني وأستاذ جامعي حاصل على شهادة الدكتوراة من كلية الفنون. وحسب ما تتناقله الأخبار بأن هناك دور للمليشيات في هذا الإغتيال وقد أدان الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بشدة حادث الإغتيال وطالب بمعاقبة الجناة كما تبنى موقف اتحاد الكتاب العراقي ، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. كما أستنكرت منظمات المجتمع المدني والناشطين والمثقفين هذا العمل سواء في الداخل أو في خارج الوطن ، من خلال وقفات إستنكارية وتظاهرات في بعض المحافظات. حاملين مطلب الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة ولكن الذي يؤسف له بأن كل شهداء الكلمة والتعبير عن الرأي وبالرغم من التأكيد على إجراء التحقيقات إلا أنه لم يتم الكشف عن الجُناة وإلى أين وصل التحقيق، من كامل شياع إلى الدكتور علاء مشذوب. وهذا دليل على إن الأوضاع الأمنية غير مؤمنة ولايمكن ضمان أمن المواطن. لقد تمّ بهذه الأفعال خرق الدستور ، والقوانين التي تؤكد على حرية التعبير والتظاهر والإحتجاج . ان مايحصل مأساة حقيقية ودليل على وجود شر قادم، ورغم التضحيات الجسام في المعركة مع داعش، فهناك من لم يحترم دم الضحايا التي قدمت من أجل إنقاذ العراق من هذه الهجمة البربرية ومعركة أخرى خفية تمتد على طول وعرض الوطن وهي معركة الدفاع عن حرية التعبير وعن حرية الإنسان العراقي الذي إزدادت معاناته وآلامه وخوفه على أجياله والسؤال لماذا لايتحرك البرلمان بقوة ، ولماذا لاتتحرك الحكومة بشدة لمتابعة هذه الأحداث ؟ والأصابع تشير بالإتهام إلى من يعمل على إختراق الأجهزة الأمنية والعناصر الحاقدة. لابدّ من وضع خطة جديدة تمنع الإستهداف للأبرياء من حملة الفكر والثقافة . إن من أول واجبات لجنة الثقافة والتعليم والسياحة البرلمانية العمل على كشف من تلطخت يديه بدم الشهداء. هل من المعقول لحد الآن لم يكشف عن قتلة كامل شياع أو قتلة الصحفيين أو المحامين والفنانين وأخيراً علاء مشذوب والكثير من الناشطين؟! أولئك الشهداء المثقفون ضحايا قول الحق وضحايا الفكر لايملكون أي سلاح سوى سلاح الكلمة وسلاح الفكر فهم عُزل ولابدّ من تكريمهم وتثبيت أسماءهم على شوارع مدنهم.
#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في دائرة الضوء....موضوعات سياسية عاجلة!
-
مطالبب الشعب والحراك الشعبي بين البرلمان وجمود الحكومة!!
-
الدولةالعميقة ظهير الأنظمة الشمولية والمانعة للتحول الديمقرا
...
-
الدولة العميقة ظهيرالأنظمة الشمولية والمانعة للتحول الديمقرا
...
-
الحكومة العراقية وزيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة !!
-
مفهوم الدولة العلمانية
-
الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الثانية
-
الدولة المدنية الديمقراطية ومنطلقات بنائها الحلقة الأولى
-
إستعصاء تبني مشروع الإصلاح والتغيير !
-
ليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
-
نتائج الإنتخابات هل غيّرت موازين القوى ؟
-
من المسؤول عن الإغتيالات والخطف والإعتقالات ؟!
-
العراق إلى أين ؟!
-
إنتخابات رئاسة مجلس النواب ...إختراقات دستورية وتأكيد على ال
...
-
البصرة المنكوبة من يتحمل مسؤولية موتها البطيئ ؟!
-
دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية. الحلقة (3)
-
دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية. الحلقة (2)
-
دور المعارضة السياسية في النُظم الديمقراطية (الحلقة 1)
-
ماذا بعد إعلان نتائج الفرز والعد اليدوي ؟
-
النظام السياسي وحركة التظاهرات والإحتجاجات !
المزيد.....
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|