أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - قضية قديمة














المزيد.....

يوميات الحرب - قضية قديمة


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 435 - 2003 / 3 / 25 - 04:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اليوم الخامس، 23/03/2003.

يوميات الحرب

مصطفى علي نعمان.

قضية قديمة:

سخِط الكثير من الاخوة المتحمسين للتحرير، سخِطوا وبمرارة على قناة الجزيرة، اتهموها بممارسة "لعبة قذرة"، لأنها ركزت على ضحايا، سقطوا بشكل عشوائي، في البصرة، أعادت غير مرة صورة مأسوية لطفل شهيد، مشوه، لتستدر العطف على شعب أعزل يتعرض للغزو، وكل غزو مرفوض مذموم.

إنها قضية قديمة، لا بل قديمة جداً، لهذا لم يكن الساخطون على حق! فأجهزة الإعلام في كل وقت ومكان تستغل مثل هذه الظروف لمصلحتها الخاصة! ومصلحتها تقتضي التركيز على أي شيء مثير يشد انتباه المشاهد، حتى لو كان حقاً أريد به باطل، المهم أن القضية مربحة، من يدري كم دفع صدام لقناة الجزيرة! أنا لا أدري! لكني سمعت "في الأردن" أحاديث تتردد، بشكل متواتر، بعد حرب تحرير الكويت، أحاديث لو صحت فستذهل السامع! منح صدام الصحفيين الأردنيين، معظمهم إن لم يكن كلهم! منحهم رواتب شهرية ثابتة، وأعطاهم جميعاً سيارات جديدة، مختلفة حسب مناصبهم، وأهمية تأثيرهم، ابتداءً من المارسيدس،وحتى التيوتا، ووزع عليهم شققاً، أو بيوتاً مستقلة "فللاً" ولهذا كانوا يذكرونه بالخير أكثر مما يذكرون الله! وطبلوا وزمروا، حتى بلغت أصوات موسيقاهم النشاز السموات السبع، لتقلق الملائكة في ساعات راحتها، فتلعنهم ليل نهار، وما قصة وليد أبو ظهر، ومنحه خمسة الملايين دولار بخافية على أحد! فهل من الغريب أن تنحاز له قناة الجزيرة الآن؟ أن تزيِّف الوقائع لأجله، ليست "الجزيرة" وحدها من تخضع للمال بل عشرات القنوات التلفزيونية، إن لم تكن كلها! وليس من الغريب أن تلهج ببطولاته، وشجاعته مئات الصحف في كل البلدان العربية!

الأمر بسيط جداً، جداً، فلا أحد يعرف متى قالوا: إذا عرف السبب بطل العجب.

معارك دامية:

سرقت مني قناة الجزيرة بضع ساعات أمس بوقاحة غريبة! وأنا لا أستطيع فعل أي شيء! كما يقول العراقي، "بلاع الموس" غادرت بيتي إلى مقهى "بغداد" لأتسمع الأخبار، فأنا من عباد الله الذين لا يملكون قنوات خاصة في بيوتهم! وهم لحمد الله أكثر من الكثير، في أمريكا وغيرها! كان مذيعو القناة يرددون: مقاومة عنيفة، معارك ضارية، خسائر كبيرة، وكانت الصورة مستقرة على كثبان رملية، يتمدد عليها بضعة جنود أمريكان، بينهم جندية شقراء، وعلى بعد مئات الأمتار ظهرت بعض بنايات أم قصر، وكان المذيعون يخطؤون، خطأً لغوياً بسيطاً غير ذي بال، يخطئونه بين فينة وأخرى، فيلفظونها أم القصر، فيثيرون ضحك بعض العراقيين المتواجدين هناك، قضيت كل تلك المدة لأرى شيئاً من المعارك الدامية، لأرى المنكوبين من أبناء شعبي! لأرى المقاومة حية على الطبيعة! لكني لم أرَ شيئاً، طلقة حائرة تثير حفنة رمال ترتفع بين حين وحين، وتهمد، دبابة أمريكية واقفة، لا تتحرك، وأحد أفراد طاقمها، جالس على سطحها، آثار طلقات تنوير تشع في النهار لا في الليل، سيارات تمرق من بعيد، وأصوات المذيعين يرددون اللازمة عينها مع تغييرات تقتضيها مستلزمات المهنة: مقاومة عنيفة، معارك ضارية، خسائر كبيرة، لكن شيئاً مهماً ذي بال لم يحدث قط، وحينما بلغت الساعة الثانية بعد منتصف الليل قتلني الملل، شعرت بالنعاس، فغادرت المقهى، والمقاومة العنيفة، المعارك الضارية، الخسائر الكبيرة، مازالت في مكانها، تصدح في مقهى بغداد في شيكاغو، كما هي، لم تتغير!

البعث والنازي:

يقارن بعض الاخوة بين حزب البعث وبين الحزب النازي، من حيث العنصرية، والهمجية، وتجاوز حقوق الإنسان، أما أنا فأطالب كل عراقي أن يرفع صوته معي لتحريم حزب البعث من النشاط السياسي، والعمل في عراق المستقبل، كما حُـِّرم الحزب النازي، من العمل في ألمانيا الجديدة، بعد سقوط هتلر، بالرغم من أنهما "في رأيي" مختلفان، نعم حزبان عنصريان، تافهان، لا إنسانيين، ذلك حق، لا يختلف في ذلك اثنان، ولا ينتطح فيه عنزان! لكن حزب البعث أسوأ من الحزب النازي بما لا يقاس، ففي الأقل، أعلى الحزب النازي من شأن الألمان، من شأن ألمانيا، رفع من مستوى الشعب الألماني، قدّم لهم ما لم يحلموا به! أما مشكلته فتقع في أنه فعل ذلك كله، بشكل عنصري، وعلى حساب شعوب أخرى، ارتكب بحقها أفظع الفظائع، فاستحق اللعنة! وانتهى إلى مزبلة التاريخ.

أما حزب البعث، فقد أذل الشعب العراقي، وجوّعه، وأهانه، واعتدى على كرامته، ثم طفق بعد ذلك يعتدي على الجيران، بغير ذنب، وارتكب بحقهم ما لم يرتكبه هتلر! فاستحق بذلك أيضاً لعنة التاريخ، لكن هل سيحِقُ له العمل بعد التحرير ليعيد نشاطه التآمري اللاإنساني! أم سيحَرَّم من العمل، وينتهي إلى مزبلة التاريخ، كسالفه الحزب النازي!

إن الجواب على هذا السؤال سيكون من نصيب استفتاء لابد أن يعرض على أبناء الشعب العراقي، ليقرروا بحقٍ ما يرونه حقاً لأول مرة منذ الثامن من شباط المشؤوم وحتى الآن.

 

 

 



#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - البيئة المثالية
- يوميات الحرب، اليوم الثالث: 21-3-2003. - انشقاق الضباط
- فجر يوم جديد…!
- المرأة العراقية في العراق الجديد
- رحيل الدكتاتور..تحت المجهر!
- عبد الكريم قاسم المغدور مرتين
- الفردوس الضائع
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 2000 ...


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - قضية قديمة