أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - الطعن في دستورية القوانين















المزيد.....

الطعن في دستورية القوانين


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجدت القوانين من اجل تقنين العلاقات الناشئة بين أفراد المجتمع غايتها حفظ الحقوق وضمان الحريات وحماية المصالح المشروعة ، لذلك فان تطور القوانين من حيث طبيعة الموضوع والشكل وآلية التشريع ألقى بظلاله على تطور الضمانات الدستورية ، وذلك لما يتمتع به القانون من قوة إلزامية تصل أحيانا الى حد فرض قيود تتعلق بسلب الحريات الشخصية إن لم تكن في إنهاء حياة إنسان ، لذا نجد ان في توفير أفضل وسيلة لآلية التشريع سارت بخطوات مهمة تجاه توسيع المشاركة الشعبية في إصدار التشريعات ومنها وجود البرلمانات او مجالس النواب ، لكن قد يصدر قانون او قرار له قوة القانون معبر عن وجهة نظر الأغلبية البرلمانية التي لا تعني بالضرورة إنها ممثلة للأغلبية الشعبية ، وقد يكون هذا القانون او القرار فيه خرق للمبادئ الدستورية و كما يعلم الجميع إن الدساتير عند إنشائها تعرض على الشعوب للمصادقة عليها بالاستفتاء وهذا ما معمول به في جميع البلدان الديمقراطية او التي تتمتع بهامش من الديمقراطية في ممارسة الحكم .
ومن هذا المحور ظهرت الحاجة الى وجود المحاكم الدستورية التي تعنى في النظر بالطعون المتعلقة بدستورية القوانين والقرارات التي لها قوة القانون ، بمعنى إنها تنظر في مدى انسجام ومطابقة النص القانوني مع أحكام الدستور النافذ ولها أن تحكم بعدم دستوريته ، وهذا يرتب اثرا قانونيا مهما اذ يجعل كل النتائج التي ترتبت على هذا النص او التشريع باطلة وبحكم العدم ، او برفض الطعن واعتباره دستوريا , لذلك فان وجود هذه المحكمة له تأثير كبير على الحياة العامة للمجتمعات ولابد لنا من ان نقف تجاه الرأي الذي يعتبر أن عمل المحكمة الرقابي هذا قد يكون باتجاه التدخل في السلطة التشريعية الممنوحة للبرلمان من الشعب وان جميع القوانين والتشريعات التي يصدرها تكون بناء على هذه السلطة او التفويض, كما قد يرى البعض الآخر انه تقويض لتلك السلطة ، لكن ما ان نمعن النظر في الموضوع من الناحية الفنية الدقيقة نرى ان الرد عليه متوفر في كون الدستور قد صدر بموجب مصادقة الشعب بنسبة لا تقل عن ثلثي الشعب من خلال الاستفتاء المباشر من قبل المواطنين عليه ، بمعنى ان المبادئ التي وردت فيه حازت على اغلبية ثلثي الشعب ، بينما القوانين لم تحصل إلا على أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان إن لم تكن بالأغلبية البسيطة بنسبة نصف زائد واحد, لذا فان الأغلبية الشعبية اكبر بكثير من الأغلبية البرلمانية من حيث العدد ، مما يكون من الضروري جدا المحافظة على هذه المبادئ التي اقرها الشعب او الامة وعدم منح الأغلبية البرلمانية سلطة التدخل في إصدار قوانين تتعارض مع الدستور أو حتى تصل إلى درجة تعطيل المبادئ الواردة فيه لذا فان وجود هيئة تكون بمثابة العين الحارسة على صيانة تلك المبادئ والقيم التي اقرها الشعب او الأمة أمر لابد منه .
كما يجب ملاحظة كون الطعن يكون منصب حصرا على القوانين والقرارات التي لها قوة القانون ولا ترد على الأحكام القضائية حيث ان لتلك الأحكام طرق نص عليها القانون للطعن فيها ولا مجال لذكرها الآن .
كما ان من المفيد الإشارة الى ان المحاكم الدستورية في اغلب البلدان تتقبل الطعون من كل الأشخاص الطبيعيين كالأفراد العاديين من المواطنين او الأشخاص المعنوية كالمؤسسات او الوزارات او الشركات, لذا نأمل ان تكون المحكمة الدستورية التي ستتشكل بموجب الدستور الجديد منسجمة مع ما تقدم من اجل ضمان سيادة القانون وديمومة الحكم الدستوري .
لكن ستظهر لنا إشكالية قانونية حول بعض القوانين والقررات التي لها القوة القانون النافذة حاليا, والتي صدرت اعتبارا من تاريخ قيام الدولة العراقية في عام 1921 ولحد الآن حيث يرى البعض إنها أضحت لا تنسجم مع المبادئ الجديدة التي وردت في أبواب وأحكام الدستور الجديد, إذ أنها ملزمة للقضاء للنظر في الدعاوى التي تقام بموجبها وعليه الحكم على وفق مقتضاها, لان القاضي عند النظر في أي قضية ملزم بإعمال النص النافذ ولا يحق له النظر في أي طعن بدستورية هذا القرار أو القانون لذا فان الدفوع بهذا الاتجاه ستكون كبيرة وكثيرة, مع الإشارة الى ان بعض تلك الدفوع أثيرت فعلاً خلال الفترة التي تلت أحداث عام 2003, مما ينهض معه السؤال التالي ,ماذا سيكون موقف القضاء من تلك الطعون؟ ,
أرى بكل تواضع ان يصار الى إصدار تشريع من الجمعية الوطنية المقبلة يتضمن تعديل قوانين اصول المحاكمات الجزائية او المرافعات المدنية وكذلك أي نصوص او قواعد اجرائية تتعلق بالمحاكم بما يمنح القاضي سلطة استئخار النظر في الدعوى الى حين حسم النظر في الطعن المتعلق بالدستورية, على ان تتم احالة الطعن الى محكمة الدستورية بواسطة الجهة التي تم الطعن أمامها , فاذا صدر الحكم بقبول الطعن واعتبار القانون او القرار الذي له قوة القانون غير دستوري, فان محكمة الموضوع التي تنظر في الدعوى المتعلقة بهذا القانون ستلاحظ ذلك عند إصدارها قرار الحكم المتعلق بحسم الدعوى, اما اذا كان قرار الحكم الصادر من المحكمة الدستورية يقضي برد او رفض الطعن واعتبار القانون دستوريا ومنسجم وأحكام الدستور النافذ فعند ذاك تستأنف المحكمة السير في الدعوى على وفق مقتضيات ذلك القانون , كما ان تلك الاحكام الصادرة من المحكمة الدستورية فانها تكون واجبة الاتباع امام المحاكم الاخرى ولا يجوز الطعن مجددا في ذلك القانون, وانما يتم الاكتفاء بالقرار الصادر للمرة الاولى ويعمل به ويكون محل نظر من قبل المحكمة المختصة عند الدفع به من أي خصم في الدعوى ولا يجوز استئخار الدعوى وإحالة الدفع الى المحكمة الدستورية مرة أخرى وإنما يعتمد القرار الصادر من تلك المحكمة والمتعلق بدستورية القانون او القرار محل الطعن, وذلك من اجل تفويت الفرصة على من يسعى الى التسويف او المماطلة في حسم القضايا .
ومما تقدم نرى ان الطعن في دستورية القوانين سيحقق حظا أوفر لضمان الحريات والحقوق الأساسية للمواطن ويساهم في تعزيز الأمن القانوني والاجتماعي للأمة , وان ما ذكرته في أعلاه هو شذرة محفزة للباحثين في هذا المجال من مجالات القانون لتقديم ما يجود به فكرهم النير.



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكييف القانوني لفعل التطاول على الرموز الدينية
- الأثار القانونية للفصل العشائري
- تعريف الإرهاب في قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005
- الحقوق العينية
- الوزير قد يعطل أعمال القضاء أحياناًَ !
- الوزير قد يعطل اعمال القضاء أحيانا
- أحكام الصلح في القضايا الجزائية
- مؤسسات المجتمع المدني واعادة النظر في القوانين النافذة
- الوعي والثقافة القانونية
- المركز القانوني للمتزوج بأكثر من امرأة واحدة
- ضمانات رجل الاعلام في القانون العراقي
- قراءة في نص المادة 24 من قانون المحكمة الجنائية المختصة رقم ...
- سكن الزوجة في فترة العدة عند الطلاق
- الرقابة القضائية على أعمال مؤسسات المجتمع المدني
- مفهوم القاصر والحدث في القانون العراقي
- التفكير والتكفير


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم روضان الموسوي - الطعن في دستورية القوانين