-دليل تربية الحمام- كتاب لنشر الثقافة العلمية

صلاح شعير

الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 17:48
المحور: الصناعة والزراعة
    

د.محمد الجمل: الحمام يتمتع بخصال أرقى من البشر منها حب الوطن، والتعاون الإسري، والإخلاص لأنثاه، والعشق النبيل.

صدر عن دار "هايل للإعلام الدولي" بالقاهرة كتاب "دليل إنتاج الحمام" للدكتور محمد عبد المنعم الجمل، أستاذ فسيولوجيا الدواجن بكلية الزراعة جامعة الأزهر، وترجع أهمية هذا الكتاب في أنه من المحاولات الجادة التي تفتح الباب أمام نشرالثقافة العلمية جنبًا إلى جنب بجوار الكتب الأدبية، لأنها لا يمكن للأمم أن تنهض بدون تعزيز آفاق النشر المتنوع، ففي إحدى الإحصائيات الحديثة الصادرة عن الجامعة الإمريكية في مصر عن عام 2018م: أن النشر الأدبي بمصر يمثل نحو 98.5% من المطبوعات الصادرة، وهذا يؤثر على حركة التوازن الثقافي؛ الذي ينبغي أن يغطي كافة العلوم؛ فإذا كانت المعارف هي الطائر الذي يحمل أمال النهضة؛ فإن الثقافة العلمية هي الجناح الأيمن، والمادة الخام لصناعة النهضة العربية المنشودة، أما الأدب الحقيقي فهو الجناح الأيسر الذي يهذب السلوك، ويعلى من شأن القيم الإيجابية، ويساعد في حشد المجتمعات خلف برامج التنمية؛ ولذا يجب على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني التوسع في النشر العلمي بأسلول مبسط؛ لزيادة حجم الوعي الإنتاجي.

يتميز الكتاب بالشرح المبسط، الذي يضمن وصول المعلومة إلى أدنى مستوى، كما أن موضوع الكتاب نفسه يتناول الحمام بوصفه قيمة معنوية ترمز إلى الجمال، فمنذ فجر التاريخ وحتي اليوم مازال الحمام في مقدمة الطيور التي يهتم بها البشر سواء في التمتع بمظهرها الخلاب، أو الاستخدام في الغذائي.

أنواع الحمام: يشير المؤلف إلى أن الحمام يتميز عن غيره من الطيور بالجمال والنظافة، والرقة، ومن حيث التنوع تندرج سلالات الحمام بالعالم تحت نحو 67 جنس وحوالي 313 نوعًا، وبعض هذا الأصناف مستأنس، كالذي يتم تربيته في المنازل والمزارع، والآخر يعيش في الطبيعة حرًا، من أشهر أنواع الحمام: الغزار وهو حمام الغية، ومنها حمام الغزار المصري، والغزار الهندي، والتركي، والشامي، والحمام المنتج للزعاليل، والحمام البلدي، والروماني، والمالطي، والرومي، والكنج، وحمام المودينا، وحمام المالتيز، وحمام الموندين الفرنسي، وحمام الكارنيو، وغيرها.
وبصفة عامة تحتاج تربية الحمام إلى المعرفة، والتدريب، واختيار الأنواع القياسية، والأنواع الممتازة، وتجهيز المساكن المناسبة، والتغذية عبر الطرق العلمية، والعناية الصحية.

مميزات تربية الحمام: تتميز تربية الحمام بالسهولة، وقلة التكلفة، حيث يساهم في تنقية الحقول من بذور الحشائش، كما أنه لا يحتاج إلى مساحات كبيرة في التربية، ويمكن تربيته في مساحة صغيرة، ولا يحتاج إلى مفرخات، أو حضانات لأن الآباء تقوم بعملية التفريخ والحضانة، ويعد الحمام من أقل الطيور إصابة بالأمراض، ويتحمل الظروف المناخية المختلفة، حيث تقل نسبة النفوق فيه؛ ولا تتجاوز 5% : 10% ، كما أن الدورة الاقتصادية تتراوح بين 5 : 7 سنوات يحقق فيها الإنتاج أعلى عائد ممكن، وبمعدل 8 حالات فقس لكل زوج من الحمام في العام الواحد.
طرق تزاوج الحمام: يتم التزواج في الحمام بعد فترة البلوغ الجنسي، والتي تكتمل بعد ستة أشهر من تاريخ الميلاد بإحدى الطريقتين: الطريقة الطبيعية وهي طريقة الزواج الحر بين الحمام الطليق حيث يختار كل ذكر أنثاه، أما الطريقة الصناعية فتتم عن طريق المربين وذلك بوضع الذكر مع الأنثى في مكان مغلق حتى يتم التعارف، والتزاوج.

لبن الحمام: وهو الغذاء الذي يقدمه الحمام لصغاره بعد فقس البيض، لمدة عشرة أيام تقريبًا، حيث تكون الزغاليل غير قادرة على الاعتماد على نفسها، ويتم إنتاج هذا اللبن عن طريق الكيس الحوصلي للأباء، ولبن الحمام عبارة عن سائل كثيف القوام يُفرز تحت تأثير هرمون البرولاكتين.
ومن أهم عادات الحمام أنه يتمتع بمجموعة من العادات والخصال النبلية، ومن هذه الخصال مايلي:

الحنين للوطن: تمثل غريزة حب الوطن عاملا رئسيًا في سلوك الحمام؛ فإذا استوطن في مكان ما؛ فأنه يتمسك به ولا يغادرة طوال حياته، ويعود إليه حتي لو نقل إلى مسافات تصل إلى 1000 كيلومتر.

التعاون الأسري: يمثل التعاون بين الذكر والأنثى نموذجًا يحتذى، فيقوم الذكر بالتعاون مع أنثاه في بناء العش، والرقاد على البيض، ورعاية الأبناء الصغار حتى مرحلة الفطام، وبالتالي هو يتميز عن الدواجن التي تختص الأنثى بالرقاد على البيض ورعاية الصغار.

الإخلاص: يُعرف عن الحمام أنه المثل الأعلى في الإخلاص والوفاء، فالذكر في حالات التناسل الطبيعي لا يعرف سوى أنثى واحدة، ويظل وفيا لها طوال حياته، ويدافع عنها، ولا يحاول الحصول على غيرها، إلا إذا فارقت الحياة.

العشق النبيل: يتميز الحمام بأنه يعرف العشق، والغزل، والمداعبة، حيث يقوم الذكر ببذل مجهود كبير في جلب أنثاه، وإرضاءها، حيث يناديها بأصوات رقيقة مشجية، ويداعبها بمنقاره، كما يفعل ذلك مع صغاره وهو يقدم لهم الغذاء.

تشير تلك العادات إلى الحمام يتمتع بعادات وسلوكيات غاية في الرقي، وربما لا تكون تلك العادات موجودة في الكثير من البشر، وهذا يدعم رجاحة اختياره كرمز للسلام، لأن القيم الإيجابية التي يتمتع بها الحمام هي المعنى الحقيقي للسلام فوق الأرض.

#صلاح_شعير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات