أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشير صقر - وَصْلة صنبور توفر مياه الشرب : عن أزمة قرّاء عدادات مياه الشرب.. ومقترح بحلها














المزيد.....

وَصْلة صنبور توفر مياه الشرب : عن أزمة قرّاء عدادات مياه الشرب.. ومقترح بحلها


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 22:20
المحور: حقوق الانسان
    



تعاني قطاعات واسعة من المواطنين في مصر من فوضى قراءة عدادات استهلاك مياه الشرب خصوصا ممن يقطنون في محيط الأحياء والمناطق السكنية في الريف والمدن. ولأن الأجهزة المعنية لا تنصت لاستغاثات المواطنين المضارين ؛ بل تحول الموضوع من مشكلة محتملة الحل إلي قضية مستعصية. حيث خرج علينا رئيس الوزراء بقصتين جديدتين طريفتين الأولي تتعلق بالوصلات الموفرة للمياه .. والثانية تخص ابتداع نظام جديد للمحاسبة اسمه الكارت مسبوق الدفع.

ووجه الطرافة في ( القصتين) يتمثل في أن كلا المقترحين لا يحل مشكلة قراء العدادات من قريب أو بعيد بل يضمن لشركة المياه رصيدا في خزانتها تغطي به جريمة عدم قيامها بقراءة العدادات في مواعيد منتظمة وعدم تسجيل الاستهلاك الفعلي لا الجزافي، ويعمّي عن جريمة أخري هي وضع المستهلك في شريحة أعلي من استهلاكه الفعلي ومن ثم قيام الشركة بتحصيل مبالغ لا تستحقها من المواطنين المضارين ؛ وجريمة رابعة تترتب عليما سبق وهي مرمطة مستهلكي المياه المستخدمين للكارت مسبوق الدفع في استرداد ما تم تحصيله من زيادات القراءات الجزافية.

ولعلنا لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا أن مشكلة قراءة العدادات- والتي لا تقتصر علي شركات المياه و يصرخ منها المواطنون- قد ألهمت المسئولين عن مياه الشرب في مصر لابتداع اختراعين جديدين يتم بموجبهما تركيب عدادات جديدة لمن لا توجد لبناياتهم عدادات وتتم محاسبتهم بنظام الممارسة وهو ما يكلف الشقة الواحدة ما لا يقل عن 9 آلاف جنيه ، وتغيير الوصلات الداخلية لبعض آخر من البنايات لتركيب عدادات الكارت المدفوع. وهو ما يعني أن تلك الشركات لن تتقدم مترا واحدا لحل المشكلة لأنهم بدون حلها يحصّلون مبالغ إضافية تتجاوز استهلاك المواطنين الفعلي ؛ و"بحلها " بالاختراعين الجديدين يزيدون الطين بلة ويقولون للمواطنين : من معه نقود لشراء الكارت مسبوق الدفع يمكنه استهلاك المياه ومن لا يملك نقودا فليشرب من البحر.

ويبقي وجه كوميدي آخر لإحدى القصتين.. هو أكذوبة ( الوصلات الموفرة ) للمياه علي وزن اللمبات الموفرة للكهرباء .. فهل توصلت التكنولوجيا الأوربية لنوع من المواسير يجعل المواطن يغسل وجهه بكوب واحد مملوء بالماء بدلا من غسله.. بخمسة أكواب.. أم أن تلك الفرية اختراع مصري ويماثل في دواعيه ومتطلباته الجهاز الذى أشيع أنه يعالج عدة أمراض وبائية دفعة واحدة ؟ أم أنها سبوبة جديدة لبعض المحظوظين..؟

كل هذا يجري مع المواطنين ولا يستهدف إلا شيئا واحدا هو ابتزازهم .. بينما المشكلة المصطنعة المتمثلة في عدم قراءة عدادات المياه يمكن حلها ببساطة كالآتي:

•يفيد موقع الشركة القابضة (http://www.hcww.com. ) بوجود 45915 موظفا )مؤهلات متوسطة( و22365 موظفا )من الإداريين( ويبلغ مجموعهم 68280 موظفا ؛ بينما عدد المستهلكين لخدمة مياه الشرب يبلغ عددهم 14.610.000مليون مواطن.

•وبافتراض تكليف هؤلاء الموظفين بقراءة عدادات المستهلكين وذلك بقسمة عدد الموظفين ÷ عدد المستهلكين = 68280 ÷ 14.610.000 فتكون النتيجة 1 : 214 أي قارئ لكل 214 مستهلكا .


•وبافتراض أن البناية الواحدة يقطنها 10 سكان في المتوسط فيكون نصيب القارئ 22 بناية. ويمكن له قراءتها في يوم واحد من الشهر ويتبقي له 29 يوما يقوم فيها بأية أعمال أخري .فضلا عن أن مالا يقل عن 20% من المستهلكين للمياه ليست لديهم عدادات وتتم محاسبتهم بنظام الممارسة وهو ما يعني انخفاض نصيب القارئ إلي نحو 172 عدادا في نحو 18 عمارة فقط.


•والمهم في هذه المسألة هو أن الحل الذى اقترحناه يتبادر لذهن أي إنسان يملك قدرا محدودا من الفهم. لكن الإصرار علي إبقاء قراءة العدادات دون حل يطرح عشرات الأسئلة : منها.. لماذا نبتدع حلولا تكلفنا عشرات الملايين من الدولارات في استيراد عدادات جديدة، وتكلف المستهلكين لمياه الشرب أعباء ومعاناة إضافية ..؟
ولماذا لا نقوم بتكليف البطالة المقنعة من موظفي شركات المياه بقراءة العدادات..؟

فمياه الشرب خدمة حيوية وليست سلعة يجرى التربح منها؛ ويجب أن تقدمها الدولة للمواطنين دون عناء ودون تكلفة إضافية وبأسعار لا تزيد عن ثمن تكلفتها إلا بقروش قليلة ؛ فهذا ما تقوله دساتير العالم ودستور مصر.

لكن من الواضح أن المعنى في بطن الشاعر.. الذي لا يريد أن يقول لنا شيئا سوى أضحوكة الوصلات الموفرة للمياه.



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالان من الشهور الأولي لثورة 25 يناير2011
- قراءة جديدة لوقائع قديمة في ألمانيا الغربية
- عن رحلتي التدريبية لألمانيا الغربية عام 1964 ( 2- 2) الجزء ا ...
- عن رحلتي التدريبية لألمانيا الغربية عام 1964 .. الجزء الأول ...
- التعذيب الممنهج لفقراء البحيرة.. فلاحات الفشل الكلوي .. والب ...
- عاجل من محافظة الغربية : مداهمة قوات الأمن لقرية منشاة الأوق ...
- الأخلاق والمبادئ .. كلاهما لا تتجزأ ..عن حفيد حسن البنا ( 2- ...
- عن حفيد حسن البنا طارق رمضان المتهم بالاغتصاب .. ولمَاذا كان ...
- عن هيبة الدولة والاحتجاج على مد خط الكهرباء بمنشاة الأوقاف ( ...
- متابعة لقصة شركة الكهرباء مع أهالى منشاة الأوقاف بمحافظة الغ ...
- شركة الكهرباء بالغربية تخاطر بأرواح سكان منشاة الوقف توفيراً ...
- - لم ( أرى ) في حياتي حقيبة أموال تحرز أهدافا -
- اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي بين وعي ومتابعة الجماهير وفضح أ ...
- الكتابة السهلة والصعبة .. والتشبث بالقضايا الهامشية
- فى قصة حظر زراعة الأرز بمصر وتقليص مساحته وحتى لا نكتفى بالن ...
- مأزق الأمير تركى آل شيخ بين التجاوزات السياسية والخلافات الش ...
- القصة الأخيرة فى الزراعة
- القصة الأولى فى الزراعة .. ورقة مقدمة لمؤتمر- 7 سنوات على ثو ...
- فضائح هيئة الأوقاف المصرية فى تهريب أرض الإصلاح الزراعى بالب ...
- ملحق ما بعد كتابة الذكريات .. وخاتمة .. من ذكريات الطفولة وا ...


المزيد.....




- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشير صقر - وَصْلة صنبور توفر مياه الشرب : عن أزمة قرّاء عدادات مياه الشرب.. ومقترح بحلها