أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - العدالة















المزيد.....

العدالة


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 16:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العدالة !
كلمة العدالة هي الحد الفاصل ما بين الاعتراف بالحقيقة ونفيها .
فالعدالة مطلب انساني منذ فجر التاريخ أراده الانسان وعبر عنه بطرق مختلفة في صراعه مع حاجياته الانسانية للاستمرار والحفاظ على الجنس البشري .
العدالة تطورت بالمفهوم الانساني من خلال تفاعل الانسان مع محيطه الذي انعكس بدرجات مختلفة في وعيه ومعرفته وكلما كان يزداد انخراطا في الممارسة العملية كانت متطلبات العدالة الاجتماعية ترتفع. ومع تراكم الخيرات المادية نتيجة النشاط كان لا بد من تنظيم توزيعها بين المجتمعات البدائية التي اخذت الطابع التبادلي طبقا للحاجيات الملموسة والتنظيم تطلب مجموعة من الاعراف والتقاليد بين التجمعات البشرية والتنظيم كان بحاجة لقوى بشرية تقوم بتنفيذه وهنا نشأ الشكل البدائي للسلطة التي كانت تستعين باقوى الرجال من بينها لحماية قوانين وتقاليد التجمع البشري وكانت مهمتها ايضا حماية القبيلة والاهم نسائها واطفالها . واخذت كل قبيلة من القبائل تسن قوانينها وتقاليدها الخاصة بها ومع ازدياد اعداد القبائل واعداد افرادها اخذ دور جهاز حماية السلطة دورا اكبر في تحديد توزيع الخيرات المادية التي كانت مصدرها النشاط الانساني من صيد وزراعة.
في هذا السياق التاريخي ظهرت بعض قبائل خارج سياق التطور الطبيعي للمجتمعات البشرية حيث اخذ طرق مختلفة في تامين حاجيات افراد قبيلتها حيث كانت تقوم بغزو القبائل الاخرى ونهب خيراتهم ونتاجهم ومع استمرار هذه الغزوات وتراكم المنتجات بين ايدي هذه القبائل العصابية وجدت ضرورة ان تغير من نمط حصولها على الخيرات عن طريق طرح شرط وقف الغزو مقابل الحماية للحفاظ على حياة افراد القبائل المنتجة .
وفي هذه اللحظة التاريخية شرعت قانونيا عمليات النهب والقتل والسرقة واصبحت القبائل جميعها تعمل وتقتسم نتاج عملها مع مراكز القوة التي اعطوا انفسهم القاب عبر التاريخ من سادة الى امراء الى ملوك الى سلاطين وامبراطوريات .
وازدادت البشرية واصبحت الخيرات المنتجة المتبقية بعد دفع حصة السادة والامراء والملوك والامبراطوريات والسلاطين واذا ما اضفنا لهم جهاز حمايتهم لا تكفي قوت ابنائهم ,في هذه اللحظة بدأ الانسان ولقلة حيلته ينشد الى العدالة التي اغتصبت منه من مجموعة سارقي نتاج عملهم ونشاطهم وهنا كانوا يلجؤون الى الدعاء لنجدتهم من هول ما سيلحق بابنائهم واختلفت تعبيرات مطالباتهم ولكونهم لا يستطيعون مجابهة ظلم ظالميهم سالوا قوة من خارج وعيهم علها تستجيب لانصافهم .
وظهرت الافكار التي عبرت وبشكل مختلف طبقا للمكان والمخاطر التي كانت تجابه البشر من مخاطر طبيعية الى مخاطر بشرية ظهرت فئة اطلقوا على انفسهم بالسحرة ثم تحولوا الى مستشارين للفئة المسيطرة وفي ظل هذه الحالة التاريخية وعدم اجابة السحرة على اسئلة البشر الملحة والمتعددة نضجت فكرة لدى اصحاب سلطة راس المال المتراكم بان يجدوا اسبابا لواقعهم من خارج وعيهم واعطوا مجموعة من التعاليم التي من خلالها يحكمون سيطرتهم وبذات الوقت يعطون مبرارت اخلاقية لظلمهم عبر مقولات ان هذا ما كتب لكم .
اصبحت العدالة بالنسبة لمجموع البشر هي مطلب للخالق من اجل انقاذهم من واقعهم وهنا اصبحت الفكرة الدينية منفذا للخلاص الروحي .استخدمها الفقير للخلاص من فقره واستخدمها الظالم لتبرير ظلمه .
وهنا المفارقة التي يجب ان ندقق بها ان الدين استخدم من قبل اصحاب السلطة من اجل تبرير ظلمهم وقتلهم والمظلومين استخدموا الفكرة الدينية للخلاص ومحاولة يائسة لفرض العدالة الانسانية وهنا نفهم عبر التاريخ ان الفكرة اليهودية التي تحالفت مع راس المال منذ فجر التاريخ وحتى الآن واخذت تعبيرات واشكال مختلفة هي في جوهرها فكرة ظالمة ترعى الظالمين وتجد لهم منافذ ومخارج واساليب وطرق لا تتوانى بها من ظلم ابناء جلدتهم من اجل بقاء سيطرة فكرة قوتهم وعلوهم عن الآخرين وفي ذات السياق فان الفكرة المسيحية والاسلامية من حيث الجوهر وسياقها التاريخي ظهرت من بين الفقراء المظلومين لتثور على فكرة الظلم الذي عبرت عنه فكرة الاحبار الذين كانو يمارسون تبرير ظلم السادة والامراء والملوك والسلاطين والامبراطوريات.
ان اي قراءة لدور الدين في التاريخ ولكي ننصفه علينا ان نوظف جوهر فكرته من حيث انها ظهرت في سياق الصراع ما بين الظالمين والمظلومين .
ان استمرار سيادة الفكرة الدينية في عقول الفقراء والعامة لكونها ما زالت مفاعيلها قائمة بانها من الممكن ان تكون مدخلا لسيادة العدالة الانسانية في حدها الادنى وخلاصا روحيا لايجاد موقع في العدالة الالهية ما بعد الحياة في هذه المجتمعات التي ما زالت فكرة العدالة متلازمة مع الفكرة الدينية.
وللاسف فان القوى المستبدة ادركت حاجيات المجتمعات للعدالة وبسطها وهي تدرك بذات الوقت بان هذه الشعوب اذا ما اخذت العدالة بايديها فانها ستحققها الى نهاياتها وبالنتيجة فان مصالحها وتحكمها بمقدراتها وخيراتها التي هي سبب رفاهيتهم واستمرار سيطرتهم سيتنتهي فاعادت انتاج وتوجيه تحقيق العدالة الانسانية من خلال ايجاد ادوات تحقيق العدالة الالهية وهنا انتجت الادوات السياسية الدينية التي عرفت نفسها بانها هي صاحبة الحق الالهي في تحقيق العدالة الانسانية القائمة على معاييرها الخاصة كجماعة التي اختلفت فيما بينها وانتجت جماعات وقوى وتنظيمات عبر التاريخ منذ الاندلس حتى يومنا هذا هذه الجماعات والقوى التي كانت تحارب وتكفر كل العلماء والفلاسفة وبذات الوقت تحمي وترعى العصابة التاريخية التي سرقت العدالة الانسانية منذ فجر التاريخ.
وليس صدفة ان يفتتح غداء مؤتمر وارسو بان هذه الغرفة تجمع قادة اليهودية والمسيحية والاسلام .
هذه المقولة التي يجب فضحها بان هذه القاعة جمعت من سرقوا فكرة العدالة التي اطلقها (الرسول )المسيح وفكرة التحرر التي اطلقها ( الرسول) محمد وسارقي فكرة (الرسول) موسى ونصائحه لقومه بان لا تسرقوا او تقتلوا .
هؤلاء من اجتمعوا هم ممثلي سارقي العدالة الانسانية والروحية.
العدالة مفهموم نسبي مرتبط تحقيقه بظروف الزمان والمكان ولكنه مطلق من حيث السياق التاريخي والسعي لتحقيق العدالة مرتبط بمدى وعي حاملين رايتها لارتباطها بالموروث التاريخي والحضاري للشعوب . في كل مراحل التاريخ الانساني كانت العدالة الجمعية هي مطلب يتصارع عليه الفقراء مع غاصبين خيراتهم وقوتهم هم يعملون ليل نهار ومغتصبيهم يتربعون على راس الهرم يتمتعون .
كل القصص والابداعات الفكرية الادبية هي من تكلمت عن الفقراء والمستضعفين ولا يتوانى الظالمون عن تقديم الجوائز والهدايا للكتاب الذين يبدعون في وصف حالة الفقراء وتراهم يفتخرون بهذا.
العدالة لا تتحقق الا عبر العمل الدؤوب لتحقيق العدالة الجمعية للمجتمع التي تحمل المساواة للجميع عبر المشاركة الخلاقة التي تحترم حرية الخيارات الانسانية وتطور وعيها الانساني عبر تعميق النشاط الاجتمعاعي والاقتصادي وتعبيراته السياسية الجمعية وتحول النجازات الجمعية الى منظومة قانونية تحمي ما انجز من عدالة جمعية.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيارات الفلسطينية الممكنة
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم استانبولي - العدالة