أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أديب حسن محمد - ويسألونك عن الأنفال














المزيد.....

ويسألونك عن الأنفال


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 10:30
المحور: حقوق الانسان
    


في تاريخ البشرية العديد من اللحظات الحالكة التي يندى لها جبين الإنسانية،لحظات يحتار المرء في توصيفها،وفي تعليل الأحقاد التي تدفع إلى ارتكاب فصولها المروعة،ورغم أن التاريخ يعتبر خير معلم ورغم أن جميع جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية لم تؤدي على امتداد التاريخ إلى تحقيق الأهداف الوحشية الوضيعة لها،إلا أن الطغاة واظبوا على ممارسة دمويتهم ووحشيتهم بحق الأعراق التي لم يستطيعوا مجاراتها في سلوكها الحضاري،ولم يستطيعوا بنظرتهم القاصرة استيعاب الناموس الكوني القائم على التعدد والتنوع منذ حملت سفينة نوح من كل نوع زوجين اثنين وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وكان نصيب الأكراد من جرائم التطهير العرقي هذه حصة الأسد على امتداد تاريخهم الحافل بالمجازر وبحملات الإبادة الجماعية،وإذا ما عرضنا لحملة الأنفال سيئة الصيت التي لا يعرف عنها إخواننا في الدين وشركائنا في المكان(العرب) إلا النذر اليسير،فإننا نكتشف ماهية الفكر الشوفيني البعثي الذي لا يختلف بشيء عن الفكر النازي،فمن شعارات العفالقة إلى ممارستهم،نمر على الكثير من المبررات التي تسوّغ لهم احتلال المكان وإفراغه من ساكنيه،واعتبار كل من لا ينضوي تحت سقف شعراتهم العفنة أعداء وعملاء للصهيونية وللإمبريالية العالمية التي لا يتوانون هم أنفسهم عن طلب المدد منها عندما يستدعي الأمر كما في حالة صدام حسين في حربه مع إيران أو كما فيحالة إيران في حربه مع العراق(فضيحة إيران كونترا عندما كانت الطائات الإسرائلية تحط في المطارات الإيرانية محملة بشتى صنوف الأسلحة الإسرائلية)
ولكي يذر الطاغية الرماد في عيون إخوته العرب والمسلمين سمى حملته بالأنفال وهي اسم لسورة طويلة من سور القرآن الكريم الذي كتبه صدام بدم المساجين العراقيين،وحمله في المحكمة لكي يكون قميص عثمان الذي سيظهره بمظهر حامي العقيدة وحارس البوابة الشرقية لوطنه العربي.
صدام هذا الطاغية الذي كان يرسل بالأطفال والشيوخ والنساء إلى حفلات الموت الجماعي تحت رمال صحارى العراق وبواديه صار يتباكى الآن على مناظر جثث العراقيين الملقية على قارعة الطريق..!!!
وكأنه لم يكن الممثل الحصري لعزرائيل على أرض العراق؟؟
وكأنه لم يقتل بدم بارد أقرب المقربين إليه في لحظات المد البعثي العفلقي؟؟
وكأنه لم يسمم الجبال والآبار والينابيع؟؟
ولم يتلذذ بمنظر العيون الذاهبة إلى الموت وهو يلقي بخطبه الحمقاء من على شرفة قصره؟؟
الأنفال...وما أدراك ما الأنفال؟؟
يصعب الجزم بالملفات التي سيحملها أنكر ونكير عندما ينزلان قبر الطاغية ليستجوبانه عن جرائمه المهولة،أجزم أن الملكين سيحتاجان إلى أقراص سي دي مضغوطة لتستوعب أفعال الجرذ الشنيعة.
فأية ملفات يمكن أن تصف أنين الأمهات تحت التراب وهن يفارقن فلذات أكبادهن؟؟
وأية ملفات يمكن أن تصف دموع الأطفال الحائرة وهم يختنقون تحت الرمال بمعاول الرفاق المناضلين..؟؟
وأية مفردات يمكن أن تنقل صورة الأطفال الرضع وهو يفطمون بالرمل ويوأدون في جاهلية البعث؟؟
كيف لهذا الطاغية أن ينام وأرواح ألوف الأطفال الأبرياء تحوم فوق رأسه النتن.؟؟
ومن سيقتص لينابيع كردستان وجبالها وزهورها ولجيل كامل من أبنائه الذين أرسلوا إلى الموت لا لذنب اقترفوه،ولكن لمجرد أن الله خلقهم أكراداً؟؟
لمَ لم يحاسب المجرم صدام الله على فعلته تلك؟؟
ألا يستحي المجرم أن يحمل المصحف بيمينه بالمحكمة وفي ثنايا سوره آيات مفصلات مثل:
(من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)المائدة 31
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليك القصاص في القتلى الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) البفرة 178
(فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفّيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) آل عمران25
في ذكرى الأنفال لا يسعى المرء إلا أن يترحم على ضحاياه،ويطلب القصاص العادل من الطاغية وزبانيته وأولهم علي الكيماوي الذي وصلت به الوقاحة عندما قيل له أن ضحايا الأنفال أكثر من مئة وثمانين ألفاً فقال باستهزاء:بل هم مئة وعشرون فقط..!!
أية محكمة ستقتص من هؤلاء الوحوش؟؟
وأي حكم سيعوض أرواح الضحايا الأبرياء؟؟
وللمدموزيل المحامية اللبنانية التي رضعت من كوبونات النفط أقول:
ما الفرق بين ضحايا قانا وضحايا الأنفال؟؟
ولمحامي الدفاع خليل الدليمي أقول:
إن لم تستحي فاصنع ما شئت....!!!



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد الشعري السوري 12 قصائد بحجم ابتساماتنا لثلاثة شعراء
- مأساة نادي الجهاد ومهزلة الدوري السوري
- تأبط أرضاً
- وقائع برنامج خاص عن سليم بركات في الإذاعة السورية
- المشهد الشعري السوري11 خدعة الغامض لفرات إسبر
- العماء العربي إلى أين بمناسبة دعوة رجل الأعمال السعودي مقاضا ...
- ما يطلبه المضطهدون
- المشهد الشعري السوري 10 قصيدة النثر ما أبسط أن تكون وحشاً لم ...
- النبي العربي والتجربة الدانماركية
- المشهد الشعري السوري9 قصيدة النثر بورتريه لأمير مهزوم لمحمد ...
- كطائر في جنازة الهواء
- المشهد الشعري السوري8 قصيدة النثر -يد مليئة بالأصابع- لمحمد ...
- قصيدة -جودي
- المشهد الشعري السوري7 قصيدة النثر -يستودع الإياب- لعلي سفر
- المشهد الشعري السوري6 قصيدة النثر مجاز غوتنبرغ لمحمد عفيف ا ...
- قبل البلاد
- المشهد الشعري السوري5 قصيدة النثر -رتوش ما بعد العاصفة-لمحمد ...
- المشهد الشعري السوري 4 قصيدة النثر ..أينما ذهبت لطه خليل
- المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهي ...
- قديس العتبات


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أديب حسن محمد - ويسألونك عن الأنفال