|
مناسبتين عزيزتين على عقول وقلوب العراقيين المتنورين .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مناسبين عزيزتين على قلوب وعقول العراقيين المتنورين . يوم الشهيد الشيوعي .. هذا الغائب الحاضر أبدا في كل وقت وحين !.. هو ليس شبحا يظهر في كوابيس وأحلام الناس !.. ولا هم نسج من الخيال !.. إنهم رسل ومشروع للبِشْرِ وللحرية وللانعتاق من الظلم والقهر والدكتاتورية ، وللخلاص من الاستبداد ونهج مصادرة الحريات والحقوق ، ومن التصحر الفكري والسياسي والثقافي ، الذي يعيشه العراق والعراقيين منذ عقود وحتى اليوم . نتيجة تسلط الأنظمة القمعية والارهابية ، على حكم العراق بالحديد والنار ، هؤلاء المتحجرة عقولهم وقلوبهم ، وعدائهم المستحكم للشعب وللفنون وللفرح وللجمال وللحياة ولكل البشر وللطبيعة وجمالها الفاتن . بسبب تخلفهم الفكري والسياسي ، ورؤيتهم المعادية للديمقراطية وللحقوق وللمرأة على وجه التحديد . الشهداء ومن خلال كفاح مرير وشاق ، تصدوا وببسالة ورجولة منقطعة النظير ، فقدموا حياتهم قربانا وفداء في معركة شعبنا التحررية ، ومن أجل سعادة الناس ورخائهم وحريتهم ، المجد لذكراهم العطرة ولأرواحهم الطاهرة . إن القوى التي تتصدر المشهد السياسي البوم ، هؤلاء ليس بمقدورهم ، التوافق مع حركة الحياة ومع الحضارة الإنسانية ، ولا مع التقدم الهائل الذي طرئ على شكل ومضمون وثقافة وتفكير المجتمع الإنساني ، كون رؤية وثقافة الدين السياسي يتقاطع تماما مع القيم الديمقراطية ومع الحقوق والحريات ومع المرأة وحقوقها . هذا التقاطع والاختلاف المريع بين هذا النظام الذي جاء به المحتل الأمريكي وبمباركته الفعلية ، قد خلق هوة عميقة بين التنوير والمتنورين المتطابقين مع حركة الحياة والحضارة الإنسانيتين ، وبين من يقف حائل بينه وبين الحياة وتعصرنها وتحضرها ، والذي أنتج ثقافة ميتة ومعوقة للعقول الإنسانية في المجتمع ، ونعني هنا نظام الإسلام السياسي الحاكم في العراق اليوم ، هذا النظام أنتج لنا الخراب والدمار والموت والجوع والجهل والمرض ، والكراهية والعنصرية والتمييز والطائفية والمحاصصة والفساد ، والانهيار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي ، وأدى لتدمير ( الدولة ! ) ومؤسساتها المختلفة ، ليحل محلها الدولة العميقة [ الميليشيات وأحزاب الإسلام السياسي ] وتعدد السلطات ونشوء الإمارات ( الحزبية والطائفية والقومية وفي المنطقة والعشيرة ) . هذا قد أفرز لنا واقعا صادما ومريرا ، وقد غاب بسبه الأمن ( نتيجة لهيمنة الميليشيات الطائفية ! ) وغياب العدالة والمساوات بين الناس ، نتيجة غياب العدل وعدم استقلالية السلطة القضائية وتعرض القضات ودور القضاء الى الضغوط وتأثير السلطتين التشريعية والتنفيذية ، واعاقتهم لبسط سلطتهم على ( الدولة !! ) وعلى المجتمع . ما نراه اليوم ومنذ سنوات ، سيستمر في التدهور والانهيار وبشكل أكثر ضررا وخراب ، إن بقية هذه الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة ، تقود البلاد نحو الهاوية !.. لا يوجد خيار أمام شعبنا وقواه الخيرة ، ولا أمل ينقذ البلاد والعباد !,, إلا بزوال حكم هؤلاء الجهلة من سياسي الغفلة ومن هواة السياسة ، إلا بكنسهم من قبل الشعب خارجا ، وتجريدهم من سلطاتهم السياسية بشكل كامل ، ومن دون تسويف أو تظليل ومساومة . الشهداء قدموا حياتهم رخيصة على مذبح الحرية والكرامة ، في سبيل الاستقلال الوطني وسعادة الناس ورخائهم ، وضمان حرية ورخاء المجتمع بشكل عام والطبقات الفقيرة والكادحة والبؤساء والمحرومين بشكل خاص . على جماهير شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية والتقدمية ، أن تبرر ثقته هؤلاء الشهداء وتضحياتهم الغالية ، وينهضوا بجموع قوية ، بالعمل لإحقاق الحق والعدل والانصاف ، بقيام نظام ديمقراطي علماني اتحادي ، في عراق حر مستقل ، وبدولة المواطنة وقبول الأخر . ويصادف اليوم عيد الحب ، اليوم العالم الذي تحتفل به البشرية ، وهي مناسبة عظيمة تعبر عن إنسانية الناس ، والتي ضحى من أجلها شهداء الأوطان ومنها وطننا ، ليسود بين الناس التعايش والتعاون ويجمع بين قلوبهم وعقولهم الحب ، وبالحب وحده نبدأ المشوار لندخل معترك الحياة ونبدأ الخطوة التي تليها بناء الإنسان والأوطان بروح الفريق الواحد ، المتعاون والمحب لبعضه ، بمختلف مكوناتنا وأطيافنا ، ونبذ الكراهية والعنصرية والأنانية التي تنتهجها القوى التي تتسلط على شعبنا اليوم ، ويعملون على فرض رؤيتهم وفلسفتهم المعادية لتطلعات وأماني شعبنا في الحرية والانعتاق والرخاء والديمقراطية . الحب مفردة سامية وخالدة ومتلازمة لحياة البشر، من بداية نشوء الحياة على هذا الكوكب وتواجد الإنسان عليه ، وسيبقى الحب نبراسا لكل شيء فيه حياة ، ومن دون الحب والجمال والبشر والأمل والعمل الجاد لا يمكن أن تستقيم حياة الناس ، هذا اللحب الصادق والنقي ، هو الذي يخدم الناس ويطور مداركهم ومشاعرهم الإنسانية ، وينقلهم للارتقاء أكثر لسلم المجد والابداع والحضارة ، والخروج من ثقافة الظلام والتخلف والتصحر ، ونعرج نحو حلاوة الحياة الهانئة السعيدة ، لا كما نعيشه في عراق اليوم !.. الموت والخراب والجوع والجهل والمرض والفقر ، وسيادة الكراهية والعنصرية والطائفية والمحاصصة والفساد والتمييز بين الناس ، هي السمة المميز لنظامنا السياسي القائم منذ سنوات . أنا أسأل نظامنا السياسي المعادي للفنون وللأدب وللفرح وللحب والجمال !.. هل كان مجتمع سبعينات وستينات وخمسينات وأربعينات القرن الماضي ؟.. هل كان كافرا .. زنديقا .. ملحدا ؟.. ألم يكن فيه مساجد وأديرة وكنائس ودور عبادة لمختلف الأديان والطوائف والملل ؟... أم أنتم من أسس لكل هذه الصروح ؟؟.. ألم يكن لدينا علماء دين وفقهاء أتقياء أنقياء ، ومتفقهين بأمور دينهم ؟ ألم يكن في تلك العقود الماضية من مكونات شعبنا ، مؤمنين بدينهم ويعرفونه ويتبعونه ويقيمون شعائره وطقوسه ؟.. ألم تزدهر الفنون بكل أشكالها ؟.. ألم تنتعش الثقافة والحياة الثقافية والمسارح ودور العرض ودور السينما والمكتبات ودور النشر ؟.. ألم ينجب العراق في تلك الفترات علماء وأساتذة وأطباء ومهندسين ومهنيين في مختلف المهن ؟ .. ألم تزدهر الطبقة الوسطى وتفعل فعلها وتساهم مساهمة جادة وملموس في بناء الاقتصاد والسياسة وفي البناء الاجتماعي والقيمي والأخلاقي ، والذي انعكس إيجابا على حركة المجتمع ؟.. لماذا تم تدمير كل هذا المنجز الحضاري والاقتصادي والمجتمعي والثقافي ، على أيدي النظام المقبور وأتيتم أنتم ورثته الأوفياء له !!.. ، للإجهاز على ما تبقى في الدولة والمجتمع ؟.. لماذا ؟.. هل لكم أن تجيبوا على هذه التساؤلات وغيرها ؟.. لماذا دمرتم وسحقتم بأقدامكم على جمال الحياة وعلى الحب الذي كان الناس يعيشونه بفرح وبشر وتعايش ، واليوم أصبح الحزن وشق الجيوب ولطم الخدود ولبس السواد هو السمة المميزة للمجتمع العراقي ، لماذا توقفت الحياة على أيديكم ؟.. أتعرفون لماذا ؟.. أنا أقول لكم وبكل وضوح ! ... وعليكم أن تعوا هذه الحقيقة المُرًة والقاتلة أحيانا !.. تجرع المر أفضل لكم من تناول السم والموت الزعاف !.. فالأول لم يكن قاتلا .. ومن بعده ستشعرون بطعم الحلو والطيب وجمال الحياة وحلاوتها !.. تداركوا أمركم قبل فوات الأوان !.. عندها لن ينفعكم الندم أبدا !.. وأني لكم من الناصحين . دعوا أبواب الحب مشرعة واسعة ورحبة ، وسوقوا للثقافة التي تبعث على الأمل بأن الحياة يجب أن نعيشها بحب وسعادة وتعاون وفرح ، ويجب تعميق مثل الحرية .. حرية الاختيار لما يراه ويعتقد به الفرد والجماعة ، وحماية الحقوق الكاملة للجميع ومن دون إلغاء وتهميش واقصاء واضطهاد وقمع . لنعمق القيم الديمقراطية والثقافة التقدمية وفتح فضاءاتها واسعة رحبة . تعزيز القانون وهيبته وسلطته ، وبسطها على الجميع ومن دون تمييز . البدء فورا بالتأسيس وإعادة بناء دولة المواطنة ، ومغادرة ثقافة وفلسفة الدولة الدينية التي ألحقت الدمار والخراب والتمزق في العراق وشعبه على امتداد عقد ونصف ، يكفي خراب وموت ودمار وتمزق وكراهية وتمييز . أيه الحاكمين والمتحكمين بمصير شعبنا أسألكم السؤال الأخير !.. لماذا انهار التعليم وصروحه الثقافية والمعرفية ، وأصبح الخراب والتدهور شاملا كاملا ؟.. لماذا ؟.. هل لكم أن تجيبوا على تساؤلاتي هذه ، وليسمع بها القاصي والداني لتعليلاتكم وتفسيراتكم وبتبريراتكم !.. أتعلمون لماذا ؟.. لأكثر من سبب !.. الأول هو الفساد وسرقاتكم لما كان يرصد لدعم البرنامج التربوي والتعليمي وللهيئة التدريسية ولصروح الثقافة والمعرفة !.. المسألة الأخرى هو فقهكم المتخلف والمعوق للتعليم والتعلم والمعادي للعلم ولثقافة التنوير وللحياة ، وفرضتم مناهج وبرامج ومفاهيم مدمرة للتربية وللتعليم ، وعدائكم المستحكم للمرأة وللطفولة وللفتيات وللصبايا ، وفرضتم ثقافة الدولة الدينية ، التي هي ثقافة أحزابكم ، أحزاب الإسلام السياسي ( الشيعي ! ) ، وفرض للثقافة الذكورية الماسخة والساذجة ، التي تلغي المرأة كونها جزء فاعل في المجتمع والذي يكون نصفه ( المعطل من قبلكم !! ) . الخلاص من واقعكم هذا ومن دماركم وعدائكم للحضارة والحياة ، هو وضع كل شيء يتعلق برؤيتكم ونهجكم وفسادكم وطائفيتكم خلف ظهوركم ورميه في مزبلة التأريخ ، ونبذ سياسة ونهج المحاصصة ، الذي يشكل الباب الواسعة للفساد وللفاسدين . لتكن مناسبة يوم الشهيد الشيوعي وتوافقه مع عيد الحب ويوم الحب ، فاتحة أمل بحياة أجمل وأكثر إشراق وسعادة ، ونجدد العهد والوعد بتحقيق الأهداف التي ضحى في سبيلها الشهداء الكرام ، ونعمل على ترسيخ ثقافة الحب والتعاون والتعايش وروح العمل الجماعي ، لتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والسلام ، ولبسط سلطة القانون والدستور ، ونعمل جاهدين مخلصين وصادقين لبناء دولة المواطنة ، ليسود في عراقنا الأمن المفقود منذ عقود ، ويسود بدلا عن الحرب والكراهية والتمزق ، السلام والتعايش والمحبة ، ويعم النماء والرخاء في وطننا لتحقيق الأمل بعراق مستقل والمستقبل السعيد . صادق محمد عبدالكريم الدبش 14/2/2019 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق تنتهك فيه الحرمات !..
-
سوف ينتظر شعبنا طويلا إن لم يصحو من غفوته !..
-
للشهداء تنحني الهامات وتتسمر النفوس .
-
هل يستقر العراق ببقاء قوى الإسلام السياسي تصدره لإدارة الحكم
...
-
اغتيال الدكتور الروائي علاء مشذوب في كربلاء .
-
الشيوعي .. خرج من رحم المجتمع العراقي .
-
الفصل الكامل للدين عن الدولة وبنائها هو الحل .
-
الرفيق حميد بخش القائد والمناضل الزاهد .
-
نعي الرفيق طارق حبيب محمد
-
محاكات مع الذات !...
-
هل يفكر الساسة في واشنطن القيام بعمل عسكري ضد أيران ؟
-
زمن الطاعون
-
رئيس مجلس الوزراء قادر على أحداث التغيير ؟ ..
-
تساؤلات مشروعة ؟..
-
تهنئة بعيد رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد .
-
إدانة لجريمة قتل سائحتين من أوربا في المغرب .
-
وعد الحر دين !...
-
وعد الحر دَيْنٌ ؟...
-
ماذا ؟... ونحن على عتبة حلول عامم جديد !..
-
سعدي يوسف .. أخر الكبار !..
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|