أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - الكرامة مسألة اعتبارية














المزيد.....


الكرامة مسألة اعتبارية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما دارت رحى الإنتخابات الأمريكية الأخيرة, قسمت الأمريكيين الى نصفين متضادين متعاديين تقريباً, وكل يرى في الآخر خطراً على البلاد. كذلك اصطف العالم بشكل لم يسبق له مثيل مع احد المرشحين الأمريكيين ضد الآخر. والحقيقة ان الموضوع كان فقط "ضد الآخر" الذي هو بوش. وليس هذا غريباً, فالإنتخابات الأمريكية انتخابات عالمية من ناحية تأثيرها. فمن يجيء الى البيت الأبيض يضع بصمات إدارته على العالم, وكان العالم خائفاً من بوش, الرجل الديني المتطرف الذي يعتقد ان الله هو الذي اختاره, والذي كان له الفضل في ان الغالبية العظمى من شعوب العالم صارت تكره اميركا وتخشى منها على مستقبلها, وعلى حد علمي الإستثناءان الوحيدان هما اسرائيل وبولونيا.

في هذا الجو المشحون والقلق لم يستطع العالم ان يخفي مشاعره وامنياته من خلال الصحف والبرامج التلفزيونية والإنترنيت وكلها تقريبا تتمنى أن يفوز كيري ليخلص العالم من " الخطر الأكبر على الحياة على وجه الأرض" حسبما وصفه محافظ لندن.

على احدى صفحات الإنترنيت قرأت رسالة ملفتة للنظر كتبها أمريكي شديد الحماس للتخلص من بوش, يرجو فيها الناس في الخارج التوقف عن تأييد كيري تحت عنوان كبير: "ارجوكم لاتساعدونا". والسبب هو أن لذلك اثر سلبي على نتائج الإنتخابات بالنسبة لكيري نفسه. أما تفسير ذلك فهو ان الشعب الأمريكي شعب يعتز باستقلال قراره وله احساس عال بكرامته, فأن احس ان الناس في الخارج تحاول الضغط من اجل مرشح ما, فأنه سيميل الى انتخاب المرشح المعاكس كرد فعل.

تذكرت هذه الرسالة وانا اقرأ اليوم خبرا في الحياة يقول انه في اجتماع للسفير مع «التحالف الكردستاني» و«جبهة التوافق» و«الائتلاف» و قائمة اياد علاوي (كما اسماها الخبر في جريدة الحياة) يقول صالح المطلك، زعيم «جبهة الحوار الوطني» أن خليل زاد قال المجتمعين معه: «يمكنني ان أقبل بأي شيء الا ترشيح الجعفري».

فـ "سعادة السفير" لايقبل,....عفواً "لايمكنه ان يقبل" مرشح الكتلة الفائزة في الإنتخابات. وهذا, ان صدقنا ما قاله صالح المطلك, ابعد كثيرا وكثيرا من ان تعطي تفضيلك لمرشح ما قبل الإنتخابات.

إنها اهانة للجعفري ان يتحكم سفير في ترشيحه,

إنها اهانة للإئتلاف الذي رشحه,

إنها اهانة للشعب العراقي الذي انتخب الإئتلاف, وهو يعلم ان الجعفري مرشحه, وهذا ما يعادل تقريباً انتخاب الجفعري مباشرة.

إنها اهانة لبقية السياسيين لأنهم يفترض ان يختاروا رؤساءهم بأنفسهم, وهو تحد لهم...

إنها اهانة للديمقراطية وللآملين بها في العراق

هل هذا هو رجلك "الصديق الذي لايتدخل" يا سيادة الرئيس طالباني؟

إنها اهانة للمرشح البديل الذي يسعى خليل زاد لوضعه على رأس الحكومة العراقية بديلاًَ لمن انتخبه الشعب. وهذه الإهانة ستبقى دهوراً, ولو كان هناك احساس بها لأعلن المرشحون البدائل انسحابهم حرصاً على سمعتهم.

أنها اهانة ايضاً للكتل الرافضة للجعفري لأسبابها الخاصة, حيث اندمجت هذه الأسباب مع الضغط الأمريكي فلم يعد تمييزها ممكناً وسيحسب التأريخ على هذه الكتل انها ساهمت مع السفير الأمريكي يوماً لحرمان المرشح المنتخب ممارسة حقه.

هل نسمع صوتاً من الأصوات الكثيرة التي تستيقظ كرامتها حين تتدخل دول الجوار؟ ام ان الكرامة لاتتحس الا من الجيران؟

إنها اهانة لمنصب رئيس الوزراء وكل من سيتولى المنصب فيما بعد بشكل ديمقراطي حيث سيقال انه لو لم يرض عنه الأمريكان لما وصل الى الحكم...

هل ابالغ؟ هل ان الأمر مجرد حديث طبيعي لا علاقة له بالكرامة والأهانة؟

على اية حال, فـ "الكرامة" و "الإهانة" مسائل اعتبارية يصعب البرهنة عليها, وهي ذاتية بحتة. فالعبيد الذين نتعجب اليوم لقبولهم وضعهم المهين, ابتعلوا البصاق المقذوف في افواههم قروناً دون ان يحسوا ان نظام العبودية امر غريب او مهين. لقد وجدوه امراً "طبيعياً" لقرون طويلة, الى ان تغيرت الإعتبارات والمفاهيم. فإلى اي القرون نعود نحن في مفاهيمنا واعتباراتنا؟



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العامة والسادة في حافلة نقل الركاب: خيار بين الإمام علي ومعا ...
- تحذير عاجل من حملة غش بالإنترنيت على العراقيين
- الحمد لله ليس ما في العراق حرب اهلية!
- أيها الجعفري لاتنسحب
- المصباح الوحيد في الشارع
- مبدأ مقهى ابو فاتح
- ما ايسر بيت قلته؟ هدية مشاغبة الى الحزب الشيوعي العراقي بعيد ...
- سلام عليك بلادنا
- إنه العشق يا نزار جاف
- الخيارات الأمريكية للعراقيين: علاوي أو الحرب الأهلية– سيناري ...
- لنمتنع عن ذكر الهوية الطائفية للضحايا: مشروع قانون لتفادي ال ...
- الذكرى الثالثة للتحدي بين الإنسان والكاتربيلار
- هولندا: امل بربيع يساري بعد شتاء يميني طويل
- هولندا: لنعبر عن امتناننا لليسار الأخضر بانتخابنا له غداً في ...
- لا ديمقراطية إلا في العراق: عشرة ادلة!
- خطوطك الحمراء شرفك..فمن لاخطوط له لاشرف له
- مراجعة حسابات معركة الكاريكاتير
- ثغرة الدرس الأول
- عهد شرف ضد التملق
- أعتذر باسم الشعب العراقي للباكستانيين والأمريكان


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - الكرامة مسألة اعتبارية