أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - أسلحة اللعنات














المزيد.....

أسلحة اللعنات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6144 - 2019 / 2 / 13 - 04:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"يا ملائكة الموت الْعَنِيه، واضربيه، أينما حلَّ وارتحل، واجعلي روحه تُغادر جسده، وليتشتتْ فكرُه، إنه (....) ابن..... (اسم الأم) وليتحول جسده إلى شبحٍ مُصابٍ بالطاعون، ولتكن المصائبُ قدرَه، تخنقه، ولتَزُل ثروتُه، وليُعقد لسانُه، إلى أن يموت.... ولتَحُلُّ عليه كلُّ لعنات التوراة، ألا، لعنة الله عليه، لعنة الله عليه، لعنة الله عليه"
منظومة اللعنات السابقة المضادة للحياة ! مقتبسة من كتاب (الزوهر) اليهودي، ومن التلمود البابلي، تُسمَّى (بولسا دنيورا)!
استُعمل هذا السلاح ضد معظم الإسرائيليين اليساريين في إسرائيل، وأبرزهم، إسحق رابين، لأنه وقع اتفاق أوسلو، ثم أرئيل شارون، لأنه انسحب من مستوطنات غزة، وطالت أيضا المستوطن، نفتالي بينت، لأنه وافق على قانون تجنيد الحارديم!
أخيرا، طالتْ قذائف الأدعية السابقة رئيس بلدية عكا، رون كوبي، والسبب لأنه رفض إغلاق المحلات في مدينة عكا يوم السبت، ولأنه يحارب تكاثر الحارديم في المدينة، قال في صفحته على الفيس بوك:
"إن طائفة الحارديم المتزمتين، (في مدينة عكا) أقامت طقسَ لعنة، بولسا دنيورا على قبر جدي، مشلوف كوبي، في مقبرة عكا"!! (من صفحة رئيس بلدية، عكا، رون كوبي في الفيس بوك، يوم 7-2-2019م).
استخدم المتدينون اليهود هذا السلاح منذ زمنٍ بعيد، استخدموه ضد بعض الفلاسفة اليهود المتنورين، ومن أبرز هؤلاء، الفيلسوف اليهودي الهولندي، باروخ إسبيونوزا، في منتصف القرن السابع عشر، لأنه أنكر هرطقات المتدينين، فقرأ تعاليم التوراة بعقله، وليس بعقولهم، فما كان منهم إلا أن حاصروه في هولندا، وطبقوا عليه لعنة (شيريم)، وهي قصف ليس بسلاح، بولسا دنيورا السابق، بل بقذائف لعنة شيريم، هي طقوسٍ مُذلة، يُطرد فيها الملعون من الدين اليهودي على وقع موسيقى حزينة، حيث تُطفأ الأضواء واحدا بعد الآخر، عند بوابات الكنيس، حيث أُجبر على أن يجثو صاغرا ، بين أقدام الحاخامين، إشارة إلى خروج روحه من الدين اليهودي!!
أنَّ غياب الجرعات الثقافية التنويرية في بعض الأزمان وفي بعض الدول، أتاح لهذه الدعوات فرصة لكي تُحدث تأثيرَها المُرعب، ولا سيما الذين لم يحصلوا على الجرعات الثقافية الكافية للتحصين ضد المهرطقين!
نجح سلاحُ الأدعية في إحداث الرعب في نفوس كثير من السياسيين، فقد اعتاد سياسيو إسرائيل، وعلى رأسهم، نتنياهو زيارة الحاخامين، فقد زار منذ عدة سنوات الحاخام الأكبر، وهمس في أذنه منتقدا اليساريين: "نسي اليساريون أن يكونوا يهودا"!!
للأسف، فإن زعيم حزب العمل (اليساري)! كرر القول السابق، متملقا المتزمتين الحارديم، خوفا من قذائف لعنات السعير، وطمعا في أصواتهم!! كذلك فعل شمعون بيرس، وغيره ممن يُحسبون مثقفين، متنورين!
إن إقصاء المفكرين والمثقفين عن دورهم التنويري ليس مقصورا على الدين اليهودي فقط، بل طال منسوبي الأديان الأخرى، بعد أن أصبحَ التنويرُ والثقافة شذوذا، ولا خيار لبقايا المثقفين إلا أن يُعلنوا براءتهم من الثقافة والتنوير، ويرفعوا الرايات البيضاء أمام كتائب أدعية الهلاك، ويستسلموا لكتائب الجهالات، !!
ابتكر كثيرون في معظم الأديان أسلحة أدعية العذاب، ونسبوها إلى بعض الأديان، وعزَّزوها بالقصص المرعبة، في محاولة منهم للتغطية على عجزهم، وقصورهم عن اللحاق بركب الحضارة والتقدم العلمي!
إنَّ خطر هذه الأدعية لا يُشير إلى عجز مُردِّديها فقط، بل إنَّ خطرها يكمن في تفريغ شحنات الثورات في نفوس البسطاء، فيظنون حين يُرددونها سَرَّا أنهم ثاروا على الظلم، فيشعرون بالراحة، ويُحجمون عن الثورة والتمرد، فنحن أيضا حين نتعرض لظلم ذوي القربى، وقهر المحتل نردد هذا الجزء من الآية القرآنية: (حسبي اللهُ، ونِعمَ الوكيل)!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وظيفتان طريفتان
- شعارات انتخابية إسرائيلية عنصرية
- الفلافل
- الإرهاب اليهودي
- الأحزاب السياسية الإسرائيلية
- زفاف إلى السجن
- عملية ثقافية سرية
- حرب استيطانية
- من تراثنا الأدبي الجميل
- ادرسوا التاريخ !
- الإحصاءات والتوثيق
- السياسيون والعسكريون
- دولٌ محنَّطةٌ
- أسطورة الفيل
- لا تكن مجهول الهُوية!
- جمعيات، وجمعيات
- منجزات السلطان
- فيس بوك وتويتر
- الأونروا مرة أخرى
- عازفون على الأقلام


المزيد.....




- آخر تطورات ما يجري بالضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك
- اليوم الـ84 من العدوان المستمر واقتحام المسجد الأقصى ودهس مج ...
- الشرطة الألمانية تعتقل شبانا حاولوا التسلق إلى كاتدرائية كول ...
- مستعمرون يقتلعون أشجاراً ويجرفون أراضٍ بالخليل وسلفيت
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يؤدون طقوسا تلمودية بالمسجد الأقصى ...
- مظاهرات حاشدة في مدن عربية وإسلامية دعما لغزة
- الخارجية الأمريكية تطالب الموظفين بالإبلاغ عن حالات التحيز ض ...
- أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في -ثالث أقدم كنيسة في العا ...
- أنور قرقاش يهاجم -الإخوان المسلمين- ويثير جدلا على منصة -إكس ...
- عاجل | أبو عبيدة: فلسطين وشعبها لن ينسوا الوقفة المشرفة من ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - أسلحة اللعنات