أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى بن سليمان - الحداثيون يركضون خلف السراب - رد على الأستاذ سمير إبراهيم حسن















المزيد.....


الحداثيون يركضون خلف السراب - رد على الأستاذ سمير إبراهيم حسن


موسى بن سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا رد على رسالة الكاتب في الحوار المتمدن الأستاذ / سمير إبراهيم حسن المعنون لها بـ ( تعليق على رسالة )
الحداثيون يركضون خلف السراب

أنا في الحقيقة لم أرسل رسالتي هذه ( يا عباد الله أحذروا الحداثة ) إلى الأستاذ سمير فقط بل أرسلتها إلى عدة أشخاص من كُتاب موقع ( الحوار المتمدن ) والسبب هو أني راسلت الموقع بعدة مقالات من جملتها هذا المقال فلم يُعرض لي أي مقال لأن الموقع يُتيح الكتابة لجميع الناس على اختلاف مشاربهم وأديانهم إلا المسلمين كأن الموقع مخصص لحرب الإسلام وأهله فقط وهذا هو مفهوم التمدن عند القائمين على الموقع وللأسف !!


أولاً يقول الأستاذ سمير : ( إلاۤ أننى عدلت عن ٱلحوار ٱلخفىّ وتوجهت إلى ٱلحوار ٱلعلنىّ ليشارك فيه مَن هو مناصر للشيخ ومن هو مناصر للجديد ) أقول الإسلام لا يحارب الجديد أبداً وخاصة في مجال المخترعات والمبتكرات والتقنيات التي تفيد المسلمين وتُسهل لهم حياتهم اليومية ولذا لا نعلم عن أحد من أهل العلم ممن يُحرم ركوب الطائرة أو استخدام الهاتف أو الكهرباء أو غير ذلك من المخترعات الجديدة المفيدة عملاً بقول الله تعالى : ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّن! ْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... ﴿32﴾[ الأعراف ] وأما الجديد الذي يقصده الأستاذ وهي ( الحداثة ) فهي في الحقيقة ليست بجديد بل هي عين الرجعية والتخلف والقِدم لأن أصول هذه الأفكار من عقائد الوثنيين والفلاسفة الذين كانوا يسخرون بالأنبياء وبما جاءوا به من دين من عند الله وينبذون كل عمل يقيدهم في عقائدهم و تصرفاتهم وفي القرآن الكثير من القصص التي تدل على ذلك منها إنكار الأمم على أنبيائهم البعث والنشور بعد الموت ومن الأمثلة على تعلّق الحداثيون بالوثنية تسمية " علي أحمد سعيد " بـ( أدونيس ) فأدونيس كما قال صاحب دائرة المعارف ( بطرس البستاني ) ه! و شاب وثني سوري كان له قصة حب مع الكواكب فخطفته الزهرة أو المريخ ... ا لخ في قصة سخيفة وثنية لا يقبلها العقل السليم . فانظروا إلى الرجعية عند علي أحمد (أدونيس ) وعشقه وتعلقه بالوثنيين وتُرّهاتهم وسخف عقولهم والتسمي بأسمائهم .



ثم يقول الأستاذ : ( وأنآ أرى فى ٱلجديد أمرًا لا يخالف فيه أصحابُ ٱلحداثة ما جآء عنه فى بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ.) فنقول له إذا كان الجديد لا يصادم القرآن والسنة وإجماع الأمة فهذا مقبول غير مردود وأما ما كان من الاستهزاء بالله وبرسوله ودينه واختراع البدع والوثنيات كما هو موجود في كثير من أقوال وأشعار الحداثيين فهذا بلا شك ولا تردد تكذيب لله ولرسوله وتزييف للإسلام وإلحاد ظاهر لكل ذي عينين يفرق بين الحجر والشجر فكيف يُسخر بالله وبكتابه وبرسوله ودينه ويكون من بلاغ الله وهل هذا يُعقل ؟!!

بل إن الله حكم على مجموعة من الأشخاص ممن خرجوا في الجهاد في سبيله ومرضاته في غزوة تبوك بالكفر لقولهم بعض الكلمات يسخرون بها بالمسلمين فكيف بمن أكثر مؤلفاته استهزاء بالإسلام ؟!

وسياق القصة جاءت عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة : ( أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء ـ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القرّاء ـ فقال له عوف بن مالك : كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه. فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال : يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب، نقطع به عناء الطريق. فقال ابن عمر : كأني أنظر إليه متعلقاً بنسـعة – أي حبل - ناقة رســول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه – وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب – فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ﴿65﴾ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .... ﴿66﴾ [ التوبة ] ما يلتفت إليه وما يزيده عليه ).

- فكيف بقول محمود درويش : ( صار جلدي حذاء للأساطير والأنبياء ) ديوان محمود درويش ص 292 .

- وبقول أدونيس : ( الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظاً رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة ، ... والتمسك بهذه التقاليد موت والمتمسكون بها أموات ، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور ، لكي يدفن أولاً هذه التقاليد ، كمقدمة ضرورية لتحرره ) الثابت والمتحول ص3 .

- وبقول محمد الفيتوري : ( لا شيء لكي أكتب كلمة فالكلمة في شفة الله
والله على الأرض سجين ) ديوان الفيتو ري 1/378 .

- وبقول سميح القاسم :

( حين قيل : انقضى كل شيء

كانت المئذنة

شارب الله تحت النعال الغريبة ) ديوان سميح القاسم : ص 417 .

وغيره كثير .



ثم يتابع الأستاذ سمير فيقول : ( فقد نهى ٱلبلاغ عن ٱلالتفات إلى ماضٍ ميِّت. أمّا ما يطلبه ٱلشيخ فيخالف ٱلنهى ٱلعربىّ ٱلذى يعزر مفهوم "ٱلحداثة" علىۤ أنها ٱلجديد: "ولا يلتفت منكم أحد" 81 هود. ) هذا الكلام غير صحيح فالقرآن والسنة يأمران بالنظر إلى الماضي في حدود مثل النظر إلى ما حل بالأقوام السابقة لمَّا خالفوا الأمر الإلهي حتى سُميت في القرآن سورة القصص فيها تاريخ وعبر بعض من مضى ، ويقول تعالى في الرجوع للكتاب والسنة عند التنازع : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴿59﴾ [ النساء ] وهذا في النظر فيمن مضى وهو القرآن والسنة وحاصل كلام الأستاذ نبذ الكتاب والسنة الذي يستشهد بأنها معه وليست ضده !

وأما آية سورة هود فكلامه عليها يدل على عدم فهم للكلام العربي لا من قريب ولا من بعيد فالآية تخاطب لوط عليه السلام لمَّا حل بقومه العذاب بأن لايلتفت منكم أحد حينما تخرجون من بلدكم إذا حل العذاب أي ألتفات حسي قال المفسر أبو حيان في تفسيره البحر المحيط : " والظاهر أن قوله ولا يلتفت، من التفات البصر " ثم نقل عن الزهراوي أنّ المعنى: " ولا يلتفت أحد إلى ما خلف بل يخرج مسرعاً " ولذا قال الله تعالى تكملة للآية :﴿ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴿81﴾ [ هود ] بسب كفرها معهم لكن الأستاذ بتر الآية لكي يُروج على الجهال هذا التأويل الباطل للآية من أجل أن يوافق هواه .



ثم يقول : ( فٱلّذى يلتفت يدفع بنظره إلى خلفٍ حيث ٱلماضى ٱلقديم وٱلسّلف ٱلميّت. فيَهُودُ إليهم وينسى حاضره وجديده. ويصير من ٱلّذين هادوا وٱليهودُ فى كلّ وقتٍ ) وهذا الكلام داخل في الكلام السابق ومكذّب لدعواه أن القرآن موافق له لأنه في هذا الكلام يصرّح بنبذ الماضي المتمثل بالكتاب والسنة التي يستشهد بها تارة ويكذبها تارةً أخرى وهذه هي حال أهل الأهواء قديماً وحديثاً قال تعالى : ﴿ أَفَتُؤْمِنُ! ونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿85﴾ [ البقرة ] .



ثم يقول : ( وأقول رأىِّ للشيخ موسى أنّ ما يقوله ٱلحداثيون ٱلملحدون وٱلعلمانيون لا يستدعى من ٱلمؤمن أن يستنفر ويعلن عليهم ٱلحرب فٱلبلاغ ٱلعربىّ يبين لهم هذا ٱلحقِّ:

"وقُل ٱلحقُّ من ربِّكم فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر" 29 ٱلكهف.

وإن أراد ٱلشيخ حربًا حول هذه ٱلمسألة فعليه إعلان ٱلحرب على مرسل ٱلبلاغ. فقد بيّن ٱلمرسل أنَّ ٱلطاعة للَّه وحده. كما بيّن أن لكلِّ فرد من ٱلناس ٱلخيرة فىۤ أمره يختار لنفسه موقف ٱلمؤمن أو موقف ٱلكافر. وٱلفرد هو ٱلذى يختار بإرادته ومسئوليته ٱلموقف ٱلذى يرـٰه. وقد عزَّر ٱللَّه مشيئته فى توجيه بيّن:

"لآ إكراه فى ٱلدّين" 256 ٱلبقرة )

هذه القول يدل على جهل عظيم بنصوص القرآن لأن العلمانيون والحداثيون هم من جملة المنافقين ،والمنافقين قال الله فيهم : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿73﴾ [ التوبة ] وأقوالهم وأفعالهم مثل أقوال وأفعال كبير المنافقين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله بن سلول لا يوجد ف! رق فيقاسون عليه وعلى أمثاله في العداء والبغض . ثم الكفر و الإيمان المخير به الإنسان في الحياة الدنيا له جزاء في الآخرة فالمؤمن له النعيم والكافر له العقاب الأليم فكيف يختار العاقل العذاب لنفسه ويهرب من النعيم ؟! ثم أليس هذا قدح في عقولهم وفهمهم وجهل لمصالحهم؟!

بل هذا الكلام حجة على الملحدين الذين يظنون أن الله ظلمهم ، لأنهم مخيرين باختيار مصيرهم في الآخرة فلا يكون لهم حجة عند الله في كفرهم وفجورهم .

وأما موقف المسلم من الكافر فهو العداء والبغض كما قال إبراهيم لقومه قال الله تعالى : ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ... ﴿4﴾ [ الممتحنة ] وهذا مدح وحث للمسلمين بالتشبه بموقف إبراهيم مع الأعداء في الدين ، وقال تعالى : ﴿ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ ﴾ أي يحبون ﴿ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿22﴾ [ المجادلة ] وهذه الآيات قاعدة في عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين . لكن لا يعني هذا التعدي عليهم بغير وجه حق مثل القتل وغير ذلك فهذه الأمور متعلقة بيد ولي الأمر للمسلمين فلا يُقتل معاهد ولا رسول للكفار ولا مستأمن ، فبغضهم شيئ وقتالهم شيء أخر قال رسول الله صلى الله ! عليه وسلم : " من قتل مُعاهداً لم يرح رائحة الجنَّة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً " فالدين الإسلامي يجب أن تجمع فيه النصوص ولا يعمل بنصوص وتترك نصوص أخرى و إلاّ يكون المرء داخل في آية 85 من سورة البقرة السابقة .

أما من انتسب للإسلام ثم أرتد فنصوص الوحي تأمر بقتل المرتد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) وقتل المرتد وتنفيذ الحدود يكون من قبل ولاة الأمور– السلطة التنفيذية – لا من قبل أفراد الناس بحيث ينفذون الحدود من عند أنفسهم فيعم الفوضى والفتن بين الناس.



ثم يقول : ( أما ما يستشهد به ٱلشيخ موسى من قول لـ مايكوفسكى بقوله أنه "الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل". فأرى فى قول مايكوفسكى أنّه! ٱلأقرب إلىۤ أمر ٱللّه "ولا يلتفت منكم أحد".) أقول لن يكون مايكوفسكى وغيره من الجهال أعلم بمراد الله في كتابه من رسوله وأصحابه وعلماء المسلمين مثل الأئمة الأربعة وغيرهم . نعم هناك بعض الجهال ممن ينتسب للإسلام والعلم يظنهم العامة من العلماء ولكنهم من جملة الظلال والمبتدعة مثل أبن عربي الملحد ومن تابعهُ على بدع الصوفية فهؤلاء بلا شك شوهوا الإسلام عند أهله وعند الأمم الأخرى لأنهم عطلوا الشريعة التي تأمر بالتطور والرقي والعمل واشتغلوا بضرب الدفوف في المساجد والمخرقات الشيطانية وأكل أموال الناس بالباطل وسموا أنفسهم بالأقطاب وأنهم لا تشملهم الشريعة في الأمر والنهي كل هذا من أجل أن يكسبوا ! قلوب العوام ويكون لهم مكانه عندهم حتى طمع أعداء المسلمين ببلاد المسلمي ن واستعمروها ولذا الأستاذ سمير قد يكون ممن ظن أن الإسلام هو ما يراه في بلاد المسلمين اليوم من تصوف وعبادة لآل البيت كما تفعل الرافضة - من الشيعة - من تمسح بالقبور وطلب من أصحابها أمور لا يقدر عليها إلا الله أو ضرب أنفسهم وأسالت دمائهم في عاشوراء فهؤلاء بلا شك يسيئون للإسلام والإسلام منهم بريء وأما قول الأستاذ : ( وأن ما جآء للشيخ موسى من قول عن تقديس للماضى ٱلميِّت هو ٱلتفات إليه ومخالفة لأمر ٱللّه. ) فهذا الكلام مناقض بعضه البعض لأن الأستاذ يأمر بنبذ الدين المتمثل بالقرآن والسنة وإجماع الأمة ويصفه بالميت ثم يستشهد على صحة كلامه من القرآن الذي هو ميت بزعمه !!



ثم يقول : ( وفى عرضه لأسمآء أنصار ٱلحداثة فى ٱلشرق ٱلعربى وٱلإسلامىّ يقول عن ٱثنين منهم (يوسف الخال- الشاعر النصراني- أدونيس (علي أحمد سعيد) نصيري). وقول ٱلشيخ موسى عنهما يظهره من أصحاب ٱلموقف ٱلطآئفىّ ويبعده كثيرًا عن كتاب ٱللّه وعن دينه. )

بلا شك أن من يطالع كلام الأستاذ يعلم أنهُ ليس له دراية بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد بل إن بعض اليهود والنصارى يعلمون عن الإسلام أكثر منه فنحن نسأله ألم تطالع التاريخ للمسلمين فضلاً عن ما في دين المسلمين من آيات وأحاديث تخالف دعواك فماذا تقول في قوله تعالى : ﴿ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴿29﴾ [ التوبة ] وهذا القتال يكون بأمر ولي الأمر الذي هو الملك أو الرئيس وليس لكل أحد أن يجاهد من عند نفسه إلا في حدود ضيقه جداً مثل أن يداهم العدو البلد فالمسلم في هذه الحالة يدافع عن نفسه ودينه ! وعرضه .

وماذا تقول في قوله تعالى أيضاً في المخالفين للإسلام : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ .. ﴿1﴾ [ الممتحنة ] وبقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿51﴾ [ المائدة ] قال المفسر أبن جرير الطبري عند هذه الآية : " إن الله ! تعالى ذِكرُهُ نهى المؤمنون جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصاراً وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفاً وولياً من دون الله ورسوله والمؤمنين فإنه منهم في التحزب على الله وعلى رسوله والمؤمنين وأن الله ورسوله منه بريئان ". إلى غير ذلك من النصوص القرآنية .

وماذا تقول في رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم التي يهدد بها الملوك إذا لم يستجيبوا للإسلام مثل تهديده لهرقل النصراني كما جاء في صحيح البخاري ( أما بعد فأسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ..) وكان يقول في حق أهل الكتاب أيضاً كما جاء في صحيح مسلم وغيره : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار ) حتى عند موته كان يلعن اليهود والنصارى ويقول كما روى البخاري ومسلم : ( لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر مما صنعوا . فهذا موقفنا من اليهود والنصارى من منطلق الكتاب والسنة .

ثم النصارى يعاملون المسلمين معاملة إجرامية في القديم والحديث فالمسلمين جزء منهم قُتل وجزء منهم نُصّر بالقوة في الأندلس ومالطة وصقلية ولا يوجد أي مسلم ينحدر أصوله من المسلمين القُدامى إلى الآن باقي في هذه البُلدان يتعبد في مسجده كما هو حال أهل الكتاب في بلاد المسلمين الذين يتعبدون في معابدهم ولم يمسهم أي أذى خلال هذه القرون الطويلة !!

فلماذا تستغرب منا أن نعادي اليهود والنصارى وهم يعادون المسلمين ويعملون على تصفيتهم كما حدث في البلاد التي ذكرنا وفلسطين والبلقان وأفغانستان واليوم في العراق تحت مباركة البابا في الفاتكان . هل تريد أن يُقتل المسلمين ولا يدافعوا عن أنفسهم ؟!

وأما عن أهل البدع كالنصيرية وغيرهم فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر " أن أمته تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " وفي حديث أخر قال : " هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " وأهل البدع كالنصيرية وغيرهم ليسوا على ما كان عليه الرسول وأصحابه ، وقال أيضا : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " [ حديث صحيح رواه الأمام أحمد وأبو داود والترمذي ] وأهل البدع لم يتمسكوا بالسنة بل أحدثوا وزادوا في الإسلام ، وقال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ .. ﴿103﴾ فلا يحل لأي شخص ينتمي للإسلام أن يبتدع في دين الله ويزيد من عنده لأن هذه البدع تعني تشريع جديد في الإسلام وأن الله لم يُكتمل دينه وأن محمد مات ولم يُكمل الرسالة.

ثم نحن ننبه الأستاذ سمير بأن حملته الشعواء على الإسلام والمسلمين هي عين الطائفية والحزبية وإقصاء الآخر ويذكرنا بالمثل العربي القديم القائل : " رمتني بدائها وانسلت " !



ثم يقول : ( وجآء فى قوله ٱلمجمل عن "الأفكار والمعتقدات" للحداثيين. أنهم يرفضون مصادر ٱلدين "ٱلكتاب وٱلسنّة وٱلاجماع وٱلشريعة" وأنهم يدعون إلى "تأويل جديد وإلى ثورة على ٱلأنظمة ٱلسياسية ٱلحاكمة لأنها رجعية متخلفة".

ومن وجهة نظرىۤ أرى فيما قاله ٱلشيخ موسى عن أفكار ٱلحداثيين أنهم فى ٱلطرف ٱلأقرب إلى ٱللّه وأنّ ٱلشيخ فى ٱلطرف ٱلبعيد. وما على ٱلشيخ إلا ٱلعقل بين ما يقوله وبين بلاغ ٱللّه ٱلعربىّ حتى يدرك كم هو بعيد عنه. ) نحن في الحقيقة نستغرب من استنتاجات الأستاذ بأن الحداثيون والعلمانيون أقرب إلى الله وهم يسخرون بدينه وشرعه وينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا يقومون بشيء من أركان الإسلام ، وهذا في الحقيقة قُدرة عجيبة لدى الأستاذ على قلب الحقائق وإخرا! ج اللص بثوب الشريف والشريف بثوب اللص وهذا مصداقية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما وصف الناس في أخر الزمن بقول : " سيأتي على الناس سنوات خداعة ، يصدّق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " [ حديث صحيح رواه الأمام أحمد وغيره].



ويتابع فيقول : ( وأقول للشيخ أننىۤ أرى فى ٱللّغة أنها من صناعة ٱلكافرين. ولى رأىّ فى ذلك معروض فى مقال "ٱللّغة ٱلفصحى لسان باطل" على موقعى ٱلفرعى لدى ٱلحوار ٱلمتمدن ولدىۤ أصدقآء ٱلديمقراطية. ولاۤ أريد هنا ٱلزيادة فى ٱلقول عليه. وللشيخ موسىۤ أن يطلع عليه إن أراد معرفة ما جآء لى فيه من قول.)

نعم علماء اللغة هم كافرين ولكن ليس بالله بل هم كافرين بما يدعيه الأستاذ من زيف واضح حول اللغة يعرفهُ من له أدنى مسكة من عقل وكأن الأستاذ ضاقت عليه اللغة العربية من بين لغات العالم القديمة والحديثة فالحملة هي حرب صريحة على القرآن والإسلام لا أقل ولا أكثر وهذا لا يضر الإسلام في شيء فحال الأستاذ مع الإسلام كمن يجلد جبلاً عظيم بعصاً صغيرة قال الأعشى الشاعر :

كناطِح صخرةً يوماً ليُوهنها فلم يضرها وأعيا قرنه الوعلُ



في النهاية يتضح لنا مدى حقد القوم على الدين الإسلام ومدى تبعيتهم وتعلقهم بأذيال الأمم فالقوم نفوسهم تأبى إلا أن تكون أسيرة وخاضعة للأمم ولا تريد أن تصنع مجد كما صنعته الأمم الأخرى التي تعتز بماضيها وحاضرها .

الحداثيون والعلمانيون العرب خاصة لم يتجهوا إلى المصانع والمخترعات بل اتجهوا إلى جسد المرآة والخمور وتحلل المجتمع وهذا الأشياء ليست من الحضارة في شيء .

الغرب حضارتهم قائمة على ترسانتهم النووية التي تخيف العالم وليست تنميق للكلام ومجازفات من القول وترك لدينهم ، فالنصارى إلى اليوم جزء من سياستهم يستقونها من التوراة والإنجيل وموقفهم من اليهود في فلسطين خير شاهد على ذلك ناهيك عما قاله بوش بعد أحداث 11 سبتمبر ( أنها حرب صليبية ) وزيارة بلير إلى البابا في الفاتكان قبل غزو العراق لكي يبارك لهم أجرامهم .


الشيخ / موسى بن سليمان



#موسى_بن_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الزاوية اللؤلؤية.. قبلة المبعدين عن المسجد الأقصى
- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موسى بن سليمان - الحداثيون يركضون خلف السراب - رد على الأستاذ سمير إبراهيم حسن