أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متب أنزو - المرور من الرؤية إلى النص الادبي














المزيد.....

المرور من الرؤية إلى النص الادبي


متب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 06:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


لربما شكلت عودة الذاكرة التشكيلية إلى الواسطي تحقيق نوع من الأواصر بين الرؤية الفنية "على يفاعتها " والنص الأدبي . كان ذلك إبان رواج فكرة التأليف والنشر والطباعة اليدوية في صدر الخلافة العباسية في بغداد حيث كانت التواشيح الزاهية التي يجترها سببا إضافيا وربما أساسيا في رواج تلك المطبوعات.
بعد ذلك أنتجت مدرسة بغداد " جواد سليم " الذي أستحضر الواسطي من النسيان في علاقته مع الكتب , وعلى طريقته في رؤى تشكيلية خاصة .
اليوم هناك أيضا " ضياء العزاوي "التشكيلي العراقي الذي يعتمد في أحد محاور مشروعه التشكيلي استعادة العلاقة البهية مع النص الأدبي مع التأكيد على روح الواسطي في هذا النسق من الفنون , وتحقيق نوع من الأمانة مع تواشيحه في توثيقها للمكان والخيال البريء .
في الفترة القريبة الماضية , وكتظاهرة صامتة بقبعات زرقاء ...دخل ضياء العزاوي - بعد غياب – إلى ذاكرة حلب البصرية ,على أكتاف اكتشافاته في المذاهب التشكيلية وقراءاته اللونية لنصوص " محمود درويش, فاضل العزاوي , سعدي يوسف ,وآخرين "
تظاهرة كتلك التي تسير في الشوارع الديمقراطية في مدينة الضباب...هناك حيث يعيش الآن, وحيث يسير البوليس بخوذاته ودروعه وتهذيبه الجم... إزاء متظاهرين قد يتفجرون. وهم في الغالب لا ينفجرون, لأنهم يكتفون بخطابات مشوشة في "الهايدبارك" هناك حيث يستخدم الكلام لطلاء الهواء, بدل أن تتسخ الجدران بالطلاء الحقيقي والشعارات.
وبعيدا عن الإخفاقات التنظيمية التي رافقت حضور الفنان العراقي في مدينة الحمدانيين للمرة الأولى لمناسبة اختيارها عاصمة ثقافية للعالم الإسلامي للعام 2006 اكتشفت النخب التشكيلية الضيقة في حلب مع العزاوي قراءة مغايرة للحرف العربي عن تلك التي سارت عليها مذاهب الحروفيين على تنوعها .
بالمقابل نجد العزاوي يهتم بالحرف كقيمة جمالية يتأسس عليها التشكيل في اللوحة يتوضح ذلك في لوحات الكولاج حيث يتخلص حضور الحرف بعلاقاته باللغة وحقل الكتابة خارجا منها بمعنى من المعاني ليدخل منطق الصورة التي يمتلك فيها هيئة مستجدة بجسد قائم , هو أيضا خروج من مجال الرسم ثنائي الأبعاد إلى نحت بارز ثلاثي الأبعاد .
العزاوي يريد التخلص من رتابة السطح المرسوم بطبقة موحدة فيمنح الحرف ملمسا بارزا تعطيه خروجاً من فضاء العمل إلى ما يشبه الرولييف.
إننا أمام كولاجات جريئة تغامر في بروزها ونتوئها حتى الصعود والتعالي على سطح اللوحة, وتغدو كائنات حسية منفصلة , مع العلم بأن الحرف ككتلة ذات أبعاد ثلاثية هي تجربة صعبة التحقيق, رغم ذلك نجد أن الفـــنان قد أخــرج عمله "وردة الصحراء 2001 " كنحت ثلاثي الأبعاد يمكن رؤيته من الأمام ومن الخلف, وهو ما يؤسس لنقلة جديدة في حرفية التشكيل لديه .
من المهام التي اختارها العزاوي أيضا المولع بالشعر العربي وهو جهد استثنائي في الحركة التشكيلية العربية بأن يكون مفسراً تشكيلياً للنص الأدبي من دون أن يتخلى للحظة عن لغته التشكيلية وخياراته الفنية ومن دون أن يكون مجرد رسام أشكال توضيحية.
فمن الأعمال الدراماتيكية التي أعلن فيها صرخته وأثرت في الضمير الثقافي العربي, مخيم تل الزعتر "النشيد الجسدي" وكانت استلهاما لقصائد ثلة من الشعراء العرب بلغتهم الأم أو بالفرنسية مثل (الطاهر بن جلون), وهي أعمال تشخيصية صريحة وحرة لا تراعي الضوابط الواقعية, وتعيد تركيب العناصر الآدمية والحيوانية وتختفي فيها الإشارات الزخرفية تماما.
إنجازات كبيرة لضياء العزاوي في تجربته التشكيلية ـ الأدبية نذكر منها أعماله من استلهام شعر أبي الطيب المتنبي المنفذة سنة 1977.
وما أنجزه سنة 1982 (تحية إلى بغداد) و(ألف ليلة وليلة) عام 1986 أعمال طباعيه منفذة بتقنيات طباعيه مختلفة.
الامر الذي استدعى الناقد الفرنسي " ألان جوفروا " إلى القول يوما " يجب النظر إلى كل الكتب التي صورها العزاوي وأنجزها مع الشعراء بالفهم نفسه الذي نرى بها
لوحاته.



#متب_أنزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متب أنزو - المرور من الرؤية إلى النص الادبي