أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - العفيف الأخضر - ماذا قالت لي الصواريخ المتساقطة عل عاصمة الرشيد؟















المزيد.....

ماذا قالت لي الصواريخ المتساقطة عل عاصمة الرشيد؟


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 435 - 2003 / 3 / 25 - 04:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الأحد 23 مارس 2003 17:41 


1
            
بالرغم من أني من أبناء تونس - أحد بلدان الثغور الحساسة حتى الهستيريا من حروب "دار الحرب" علي "دار الإسلام " فقد سمعت ووعيت مثل تسعة علي عشرة من العراقيين لغة الصواريخ التي تتساقط علي أهدافها في بغداد.

2
            
 قالت لي بلسان أعجمي مبين: كل الشعوب تقريباً تتقدم في اتجاه التاريخ: إلي العولمة ومجتمع المعرفة والحداثة السياسية إلا أنتم تتقدمون ركضاً في الاتجاه المعاكس للتاريخ. دول أوربا الشرقية انتقلت بسلام وبسرعة البرق من التوتاليتارية الستالينية الدموية إلي الديمقراطية ومن التخلف الاقتصادي إلي التنمية الاقتصادية المستديمة التي فاجأت أكثر التوقعات تفاؤلاً. أما أنتم فتنتقلون بخطي حثيثة من التخلف إلي ما تحت التخلف ومن الفقر إلي ما تحت الفقر. معدلات الانفجار الديمغرافي وشراء الأسلحة متصاعدة أما معدلات التمدرس والنمو الاقتصادي فمتدهورة إلي الحضيض. شعوب المعمورة محكومة بقانون التطور أما أنتم فمحكومون بقانون النكوص: استبدلتم ديكتاتورية الشاه بتوتاليتارية الخميني الثيوقراطية التي ينز الدم من كل مسام جلدها. في السودان انقلب حسن الترابي، الذي يسميه إعلامنا " حبر الإرهاب العالمي " بعد أن سقط في انتخابات شفافة، علي حكومة الصادق المهدي المنتخبة ليقيم علي أنقاضها نظاماً إسلامياً _ عسكرياً _ دموياً نادراً في حوليات هذا البلد عاد به في جميع المجالات عشرات العقود إلي الوراء.

3
      
    وهكذا عجزت نخبكم السياسية والفكرية المهووسة بفكرة ثابتة واحدة وحيدة هي أخذ الثأر العسكري لهزائمها طوال قرنين من الغرب وإسرائيل بدلاً من أخذ حقوقكم العادلة بالمفاوضات كما تفعل النخب المعاصرة عدا نخبكم أنتم التي تحاول أن تحقق بالإرهاب ما تحققه النخب الأخرى بالدبلوماسية.

4
       
  الرغبة المجنونة في أخذ الثأر اعتقلت عقولكم عن التفكير المنطقي فلم تستطيعوا تشخيص مشاكلكم الحقيقية وتحديد أولوياتكم السياسية، الاقتصادية، التعليمية، والاجتماعية. مجتمعاتكم من دون سائر المجتمعات الأخرى تقريباً إما منغلقة أو مواربة في عصر ثورة الإتصالات التي حولت العالم إلي بيت من زجاج. وقد قررنا أن نشفيكم من جنون أخذ الثأر بتعميق جرحكم النرجسي المتعفن وعقدة خصائكم التاريخية عملاً بقول شاعر بغدادي " وداويني بالتي كانت هي الداء ". اللا مبالاه بقصف بغداد وأحياناً الحياد المتعاطف الذي تبديه قطاعات واسعة من مثقفي العراق ومواطنيه الذين ظل صدام طوال 35 عاماً يجلدهم في اليوم بألف سوط ويدوسهم في اليوم بألف قدم مشجع لنا على توسيع مشروع إعادة احتلالكم والتدخل في شؤونكم الداخلية في عواصم أخرى مازالت ترفض فتح مجتمعاتها علي التعددية السياسية والإعلامية واحترام حقوق الإنسان بتعريف الحد الأدنى وتفكر مثل بغداد في الحصول علي أسلحة الدمار الشامل لتدمير شعوبها أولاً اقتصادياً وتدمير نفسها سياسياً وعسكرياً بعد ذلك كما فعل نظام صدام الغبي والمستبد أكثر من أي نظام آخر في العالم العربي والعالم.
 
5     
  نعرف أن ثقافتكم الدينية غير المستنيرة عائق مخيف يعيق انتقالكم إلي مجتمعات أقل انغلاقاً وأقل ظلامية وأقل عداء للفرد والمرأة وغير المسلم والعقل والحداثة والحياة كما نعرف أن مخيالكم السياسي لم يعرف منذ عثمان إلي صدام إلا " الخليفة الذي لا يعزله إلا الموت أو الكفر _ وليس الظلم _ البواح ". وقد جعلنا من أهداف صواريخنا هذا المخيال السياسي العتيق لنرغمه علي الانفتاح علي الديمقراطية وقرينها: الاعتدال. نعرف أن النجاح معكم ليس مضموناً. لكن المحاولة جديرة بالرهان وآخر الطب الكي.

6
 
     نكذب عليكم إذا قلنا لكم إننا نريدكم واقعيين وعقلانيين ومنفتحين وديمقراطيين وحديثيين حباً في عيونكم السود. فأنتم لا تزنون في موازين قيمنا حبة خردل بل من أجل مصالحنا النفطية والاستراتيجية في الشرق الأوسط  ومن أجل أمننا الذي أصبحتم قادرين علي تهديده بالإرهاب والسعي المحموم إلي امتلاك أسلحة الدمار الشامل وهما مزيج متفجر لن نسمح لكم باللعب به. لكن رهاننا علي تحديثكم رغم أنوفكم خدمة لمصالحنا يتقاطع أيضاً مع مصالح قطاعات مهمة من نخبكم المستنيرة وجمهورهم الواعي بدءً من نخب وشعب العراق إلي نخب وشعب إيران المعنيين بإعطاء حقوق المواطنة وحقوق الإنسان إلي الذين حرمتموهم منها مثل: السنة في إيران الذين يعتبرهم الخميني " نجاسة " لا حق لهم حتى في مسجد واحد في طهران يقيمون فيه صلاة الجمعة وصلاة الجنازة علي موتاهم ومثل شيعة العراق المحرومين، رغم أنهم الأغلبية الساحقة، من حقوق المواطنة، ومثل الشيعة في السعودية الذين يسميهم فقهاء الإرهاب الوهابي " الروافض " وأفتوا بتحريم أكل ذبائحهم ومثل غير المسلمين الذين ألقيتم بهم إلي درجة الصفر في حقوق المواطنة ومثل النساء اللواتي مسختموهن إلي نصف رجل في الشهادة والإرث وإلي صفر _ رجل في حقوق المواطنة بل حرمتموهن حتى من حق قيادة السيارة كما في السعودية أو استخراج جواز سفر دون إذن زوجها كما في الأردن والجزائر. وإن كان الرئيس عبد العزيز بو تفليقه كون ورشة لإعداد قانون أحوال شخصيه شبيه بقانون الأحوال الشخصية التونسية. فمرحباً به في نادي الحداثه
 
7
          
 لماذا لم تفكروا في حل مثل هذه المشاكل الحقيقية مهدرين بسفاهة نادرة جميع مواردكم المادية والبشرية في تربيع الدائرة لحل المشاكل الزائفة التي استحوذت علي البقية الباقية من ذكائكم ؟ بسبب هوسكم بالثأر الذي يلاحقكم كلعنة الفراعنة. عالجنا بالإحتلال وبكل نجاعة ألمانيا النازية واليابان العسكريتاريه من هذا المرض القاتل فنسي الألمان واليابان كلياً التفكير في تبذير مواردهم علي امتلاك الأسلحة التقليدية أو غير التقليدية وتعلموا كيف يخصصونها حصراً لتحديث الاقتصاد والتعليم والمؤسسات السياسية. كما عالجنا بالقصف جنون صربيا بالتطهير العرقي وعلمناها كيف تلعب لعبة الديمقراطية والاعتدال في السياسة وكيف تسلم دونما شعور بالإذلال " صدامها " إلي محكمة الجزاء الدولية ليقف أمامها كمجرم حرب... وها نحن نجرب هذا العلاج المر معكم عسي ولعل... وعلي كل حال هي فرصتكم الأخيرة أنتم سادة تفويت الفرص.
تساءلت: نعم أهل بغداد غير مبالين بالصواريخ وكثير منهم ينتظر عن خطأ أو عن صواب أن تأتي معها بالفرج لكن أهل المملكة المغربية الغياري أذهب صوابهم سقوط الصواريخ في عاصمة الرشيد والمأمون وبيت الحكمة الشهير فأجابني توماهوك وهو ينفجر في قلب أحد قصور العائلة الحاكمة بل: في عاصمة صدام وعدي وقصي و " سجن النهاية " الشهير !
اختلط صوته بصوت بائع عراقي متجول يمدح سلعته بكلام كالشعر.

إيلاف خاص



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كنت أول من طالب صدام بالاستقالة – الإقالة ؟
- راشد الغنوشي وأفكاره الثابتة
- الثقافة الغربية مطلوبة
- هل ينقلب صدام على نفسه ؟
- أميركا : هل حوّلتها سياستها الخارجية ضحيةً آثمة ؟
- متى سنقيم الحداد على ما فات ومات؟
- وعد الحرب على العراق ووعيدها؟
- المثقفون والعمليات الانتحارية : هذيان جماعي !
- بشائر انقلاب في الفكر الإستراتيجي الفلسطيني
- لماذا نحن جبناء فكرياً وسياسيا؟
- رسالة لـ-حماس-: متى تنقضون حلفكم غير المكتوب مع شارون ؟
- كي لا تكون مقترحات بوش ( المؤجلة ) فرصة أخري ضائعة
- مراهنة علي ضبط تلاقح الثقافات والحضارات
- العمليات الإنتحارية مجازفة بمستقبل الشعب الفلسطيني
- ما العمل بعد الزلزال ؟


المزيد.....




- الصحة اللبنانية: مقتل 33 وإصابة 169 جراء الغارات الإسرائيلية ...
- صافرات الانذار تدوي في نهاريا شمال إسرائيل بعد تسلل مسيرات م ...
- روسيا تعدِّل عقيدتها النووية: قد أعذر من أنذر
- بالفيديو.. لحظة استهداف مواقع إسرائيلية في نهاريا بطائرات مس ...
- إسرائيل تغتال نصر الله.. كيف سترد إيران؟
- إعلام إسرائيلي: الجيش يشن هجمات واسعة في بلدة المغراقة وسط ق ...
- لافروف: إعادة بيع تركيا لأنظمة -إس 400- غير ممكنة بدون موافق ...
- لافروف: أنشطة الولايات المتحدة عائق أمام التطبيع بين تركيا و ...
- لندن.. وقفة عقب مقتل نصر الله
- نتنياهو: كلما رأى السنوار أن حزب الله لن يتواجد لمساعدته بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - العفيف الأخضر - ماذا قالت لي الصواريخ المتساقطة عل عاصمة الرشيد؟