أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - المكانة















المزيد.....

المكانة


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 06:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن نشاهد لدى كافة الحيوانات التي تعيش ضمن جماعات أن لكل حيوان أو مجموعة مرتبة أو تسلسلاً وله وظيفة وله مكانة محددة
وأن هناك آليات وطرق معينة يستخدمها أفراد كل الجماعة في تفاعلها أو تعاملها مع بعضها لتحديد الوظيفة أو مكانة أو المرتبة في الجماعة
فمثلاً كل فرد في جماعة الثدييات في وقت معين - غالباً أثناء النضوج الجنسي بالنسبة للذكور- يسعى إلى تبوء المرتبة أو المكانة التي تناسب قدراته وخصائصه
وذلك بإظهارها أو فرضها , وكذلك يحدث للإناث
ويجب أن نلاحظ أن الوراثة ليس لها دور أو تأثير على المكانة عند الحيوانات , فالأب أو الأم لا يورثوا مكانتهم لأبنائهم
أما بالنسبة للحشرات التي تعيش في جماعة مثل النمل أو خلايا النحل فالمكانة والوظيفة تحدد فزيولوجياً .
وعندما تتعامل مجموعة من الثدييات أو الرأسيات- الأسود ,الذئاب , الوعول, الشمبانزي..- و ليست من أسرة أو قطيع واحد- غرباء- ليكونوا جماعة
تحدث أهم التفاعلات أو التنافسات و الصراعات بينهم , فتحدث ألعاب وصراعات و تنافسات إثبات الذات, وبالتالي تحديد المكانة- المرتبة والأفضلية- لكل منهم
فكل فرد يسعى لإظهار أقصى وأفضل ما يملك من قوى وإمكانيات تمكنه من تحقيق مكانة ووظيفة جيدة في المجموعة
وبعد تشكل مراتب المكانات للأفراد , تعتمد ويصبح من الصعب تغييرها , وتنتظم المجموعة حسبها فتتقرر الأدوار والأفضليات وبالتالي العلاقات , وذلك حتى تطرأ ظروف تستدعي تغييرها.

إن هذا يحدث لدى البشر أيضاً , ولكن بشكل متطور وأكثر تعقيداً
فبدء اللعب مع الآخرين- أو بدء العلاقات- له أبعاد وتأثيرات واسعة وهامة جداً لدينا نحن البشر
فهو يقرر نوعية ومنحى ودرجة العلاقات اللاحقة التي تحصل.
فعند بدء العلاقات غالباً ما يلعب الجميع بأقصى طاقة , وتحدث المنافسات و الصراعات لإظهار أفضل الإمكانيات والقوى المادية والمعنوية لتحقيق الأفضلية في المنزلة أو المكانة
فيتم استخدام الذكاء والمهارات , كما تستخدم الخبرة والسلطة والقوة واللجوء إلى الاحتيال والغش أحياناً, ويتم الاهتمام بالشكل والمظهر وغيره.....الخ .
وإثبات المكانة لدينا نحن البشر لا يتحقق بسهولة , فيجب إظهار القدرات والأفعال التي تبرهن وتثبت ذلك , وغالباً ما يحدث أن توضع العقبات والصعوبات في طريق تحقيقها من قبل الآخرين .
فتحقيقها غالباً لا يتم بسهولة وهذا له أسباب
فتحقيق المكانة دوماً له ميزات ومكاسب, و يحقق الفرد الذي وصل للمكانة العالية تفوقاً على الآخرين
وكذلك يتعرض كذلك لضغوط ظاهرة أو مستترة من قبل المنافسين له
وكما قلنا أن تحقيق المكانة يتم بصعوبة وكذلك تغييرها يتم بصعوبة, وهذا يزيد من دوافع وقوى السعي لتحقيقها أو للمحافظة عليها .
لذلك يأخذ تحقيق المكانة أهمية قصوا لدى البشر, فنحن نشاهد ذلك في الاجتماعات والمقابلات الاجتماعية الأولى , وفي المؤتمرات والمقابلات السياسية والثقافية والفنية والعلمية والتجارية .... , وفي كل المقابلات الأولى التي تحدث بين البشر, في الشارع, في المقاهي, في المحلات..... .
وكذلك يظهر السعي لتحقيق المكانة العالية عن طريق التصرفات واللباس والسكن ..
وفن العلاقات العامة هو الذي يؤهلنا لامتلاك المهارات في بدء اللعب مع الآخرين وتحقيق المكانة العالية , طبعا مع وجود الامكانات والقدرات اللازمة فلا يمكن تحقيق المكانة والمحافظة عليها دون وجود الخصائص والقدرات المطلوبة.
والعلاقات الأولى مع الآخرين هامة جداً لأنها تنشئ التصنيف الأولي والأساسي لتسلسل المكانات, وهذا متى تكون, يقاوم أي تغيير, أو يصعب تغييره.
والصراع على المكانة له موجباته القوية , لذلك يأخذ مجالاً واسعاً جداً في حياتنا , فالحصول على المكانة له تأثيراته و نتائجه الواقعية الهامة
فهو يقرر آلية ومنهج العلا قات بين الأفراد أو بين الجماعات نتيجة اختلاف المكانة , و عندما ينتهي تصنيف وتنظيم المكانات , يصبح تغييرها أو تعديلها صعباً - لأنه لا بد من انتظام العلاقات - فتنتظم وتقرر حسبها العلاقات
والرابح سوف يقاوم التغيير ,أما الخاسر فهو يسعى إلى التغيير, وتبقى قوى الصراع موجودة ولكن في حدها الأدنى , إلى أن تحدث مستجدات وقوى تستدعي تغيير المكانات .
وتظهر وظيفة المكانة وأهميتها في تنظيم وترتيب وتسلسل الأفراد في الجيش , ويكون لها أهمية وتأثير كبير في فاعلية الجيش
وكذلك للمكانة دورها الهام في كافة التنظيمات الاجتماعية و في كافة الجماعات والمؤسسات.
وإذا دققنا في أغلب صراعاتنا و تنافساتنا فإننا نجدها غالباً هي نتيجة السباق على المكانة العالية.
وتظهر المكانة على شكل عزة نفس أو الكرامة .....
ويمكن كتابة كتاب عن المكانة وخصائصها, وأبعاد تأثيراتها الاجتماعية والسياسية.

المكانة المكتسبة نتيجة الوضع أو الوراثة , لدينا نحن البشر
إن رب الأسرة يكتسب مكانة مميزة عن باقي أفراد الأسرة وغالباً يكون الرجل هو رب الأسرة
والأب أو الأم لهما مكانة خاصة بالنسبة لأولادهم
والأخ الأكبر يكتسب مكانة بالنسبة لإخوته.
وكذلك ابن الملك أو الأمير, أو ابن العائلة المميزة.....الخ
والمكانة المكتسبة يمكن أن تكون عالية أو منخفضة, جيدة أو سيئة .
ويمكن أن تتعدل أو تتغير هذه المكانة نتيجة الأوضاع والظروف.
والمكانة أيضاً تكون للفئات و الجماعات والدول كما تكون للأفراد , ومكانة الجماعة تنعكس على أفراد هذه الجماعة , لذا فإن كل ما يهدد مكانة الجماعة يرد عليه غالباً بقوة وحزم من قبل الأفراد.
إن تغير الأوضاع وتغير البنيات الاجتماعية الموجودة مثل الثورة أو الحروب...., أو الانتقال من بنية اجتماعية إلى أخرى , يمكن أن يغير المكانة , فينشاْ ترتيب جديد لمكانة الأفراد أو تتغير مكانة بعض الأفراد .
وأهم المكانات لدى الكائنات الحية الاجتماعية هي مكانة القائد , وكلما كانت الجماعة أكبر عدداً كان دور القائد أكثر أهمية , وبالتالي مكانته أعلى وأكثر تميزاً , مثل مكانة قائد القطيع عند الوعول أو الذئاب .
وفي حالة كون الجماعة مؤلفة من فردين فقط يكتسب القائد المكانة المميزة عن الآخر, حتى وإن كانا طفلين صغيرين , ولابد لكل جماعة كائنات حية من قائد.
وهناك لدى البشر المكانة المغتصبة , أو المفروضة بالقوة أو بطرق أخرى, وهي تكون ضعيفة وتابعة للقوة المفروضة , وبزوال هذه القوة تزول المكانة.



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعي الذات وخصائص الأنا
- حل لقضية شغلت كثيراٌ الفلاسفة والمفكرين
- التفكير والدماغ
- خصائص المعرفة
- عمل الدماغ بشكل موجز
- الانفعالات
- التواصل البشري
- الفردية أو الأنانية , والمكانة , والصراع
- التفكير البشري والتفكير بشكل عام
- هل مازال الإنسان ذلك المجهول
- لمحة عن نظرية الكم ونظرية كل شيء
- المعارف العلمية والمنهج العلمي
- الإنسان والموت
- هل مدينة باريس موجودة؟ - نظرية المعرفة
- الأنثى هي المسؤول الأول عن استمرار النوع
- اللذة والألم
- الكائنات الحية


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - المكانة