أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!














المزيد.....

أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اعتادت الدول التي تحكمها أنظمة مُستبدة أن يكون أعضاء برلمانها من نسيج واحد تقريباً، وذلك بحكم الاختيار الذي يُحقق رغبة الحاكم حزباً كان أم فرداً،فالكل يعمل على إيقاع واحد ،وعندما يطرح البعض من المعارضين التطابق كشرط للتعارض بتقديري لا يختلف هذا كثيرا عن شكل هذه البرلمانات، أي أن ذهنية التسلط تكون بذروة الوضوح عليها،وأن مبدأ إما معي أو ضدي هو المعيار لهذا الطرح،وهذا المبدأ بدوره يُكوّن ثقافة خطرة تُنتج ضعفاً كبيراً لهذه المُعارضة قوامه التناقض طالما أنها تسعى نحو التغيير الوطني الديمقراطي الحر وعلى قاعدة حضارية.
ما هو واضح ومُعلن أن تناحراً كبيرا يقوم بين المعارضين قبل حدوث التغيير، وقبل دخول البرلمان،وجميعهم يعلمون أن البرلمانات الحضارية والمُتحضّرة والديمقراطية في العالم تعكس التنوع المُجتمعي ولاتقوم على نسيج واحد، بل على تنوع وعلى تناقض، وأحياناً تحدث مُشادّات كلامية تتحول إلى استخدام الأيدي والكراسي، وينتج جرحى في هذا النوع من العراك،وفي الخمسينيات من القرن الماضي كان يوجد تيارين في البرلمان السوري أحدهما حليف لأمريكا والثاني حليف للاتحاد السوفييتي ورغم التناقض الحاد بينهما كانا موجودين في هذا البرلمان من زاوية حق كل طرف في هذا الوجود، وكل واحد منهم كان يُدافع عن وجهة نظره في السياسة والاقتصاد والإدارة.
ويعلمون أيضاً أن البرلمان سيضم اليمين واليسار والوسط والتقليدي والتقدمي والليبرالي وغير ذلك من الاتجاهات بحكم حق المجتمع باختيار مندوبيه للمشاركة والنشاط فلكلٌّ حسب مايرى،أي أن الطيف الاجتماعي والسياسي الطبقي وغير الطبقي سيكون موجود في هذا البرلمان.
ويعلمون أيضاً أنهم جميعا يُقدّمون خطاباً سياسيا يتبنى الاعتراف بالآخر والإقرار بحقه في الوجود الاجتماعي والسياسي، وهذا ما يجب أن يكون خارج البرلمان أولاً وداخله ثانياً.
ما يُمارس في مُعارضتنا لازال غايته منع طرف ما من المُشاركة في التعارض وهذا لا يجوز، بل ويُعبّر عن ثقافة المتاريس التي لم تخرج من ذهنية البعض،إذ أن من حق أي مواطن أن يُعارض بالطريقة التي يراها صحيحة، والتي تخدم مصلحته ومصلحة بلاده من وجهة نظره على أساس المعايير الوطنية،ويمكن أن يتقاطع البعض بهذا التعارض أو يختلف عليه.
بما يتعلق بالبعض من أطراف المعارضة السورية باعتقادي أنهم على قطيعة مع الثقافة البرلمانية وأكثر قرباً من ثقافة العصبيات التي تشترط على الآخر وجهة نظرها لمشاركته لها في المسائل الوطنية،لذلك على المعارضة بشكلها العام أن تتفق على النقاط التالية:
1- من حق كل مواطن ومنظمة وحزب أن يُعارض على أساس الحق والقانون.
2- من حق كل مواطن أن يكون له وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر مواطن آخر،ومن حق كل منظمة وحزب أن يكون له برنامج سياسي يعمل لأجله وحقه أن يتغاير مع غيره من البرامج.
3- ومن حق المجتمع أن يقترع على البرنامج الذي يقتنع فيه ويراه مناسبا.
4- معيار الوطنية لا يُحدّده طرف بعينه بل يتحدّد عبر القانون العام الذي يلغي التخوين الثأري أو الكيدي.
ما أراه بشكل مباشر أن المنع بدأ قبل الوصول للمجتمع،وقبل الوصول للاقتراع،وقبل الوصول للبرلمان،والكل يدّعي الديمقراطية التي أراها بوعي بعضهم نتاج الأبراج العاجية وعقل المؤامرة في وقت واحد،أو أنها ديمقراطية ثقافية استعراضية مُتغرّبة عن واقعنا وغريبة عنه أيضاً.
وحتى يعلم هؤلاء أن ظروفنا الصعبة تستدعي تضافر جهد الجميع،وأن الثقافة البرلمانية تعني قبول الآخر بشكل قانوني ومُنافسته بشكل سياسي…حتى يعلم الجميع ذلك….فإن مواطننا ووطننا في الانتظار!!.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني
- المنتمي
- اشكالية المثقف في الاوساط الشعبية البسيطة
- أساسيات للحوار الديمقراطي
- جدلية الاستبداد
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله
- النهوض الديمقراطي للفلسفتين الاسلامية والماركسية
- أسامه عيد الشهيد الصامت
- عندما تسرج السلطة على صهوة المُعارضة السورية
- الفتنة العالمية الكبرى
- التفجيرات النووية الغربية في الشرق الأوسط
- الشائعه
- ندوة بعنوان - حوارات مفتوحة للجميع
- هنيئا حماس - إنها الديمقراطية الوليدة
- ضحايا الكاريزما
- الديمقراطية بين المشروع والاستشعار
- !!!إعلان دمشق موؤد طار..طار
- الدولة الوطنية الديمقراطية في العراق


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - أين الثقافة البرلمانية من العقل السياسي المعارض؟!!