أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد بلمزيان - جعجعة بلا طحين عنوان لائق














المزيد.....


جعجعة بلا طحين عنوان لائق


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 02:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


يصاب المرء أحيانا بالإمتعاض وهو يتابع بعض البرامج الحوارية/ السجالية على شاشة بعض القنوات الفضائية ، والتي تتعمد الى اختيار شعارات لافتة وأسماء مثيرة لتلك البرامج السياسية والفكرية،والتي يتابعها بلا شك الآلاف إن لم نقل الملايين من المشاهدين، وغالبا ما أجد نفسي مجبرا ولو من باب الفضول الى متابعة بعضها،والتي تكون مرتبطة بمواضيع الساعة، تعكس وجها من أوجه الصراعات الجارية السياسية والعسكرية الطاحنة في مختلف مناطق هذا الكوكب الأرضي، فما يثير الإستغراب أكثر حينما يتردد على تقديم هذه البرامج صحفيون بارزون ولهم تجربة طويلة في مجال الصحافة الحوارية في تلكم القنوات، لكن غالبا من ما تسقط هذه البرامج في نوع من المطبات من خلال إشاعة نوع من النقاش الممل والمبتذل ، لا يخرج المتتبع أو المشاهد غالبا بأي حصيلة معرفية، سوى الضجيج والصراخ بصوت عال، حيث يتحول المتجدث الذي يتوفر على حنجرة بصوت جهوري الى ضيف قزم رغم أفكاره النيرة وأرائه الجديرة بالإنصات، أمام من يتوفرعلى نبرة صوتية عالية، رغم بساطة أفكاره، فيما يقف المسير أو منشط اللقاء غالبا متفرجا على ما يجري أو مكتوف الأيدي، دون إعمال سلطته في التسيير وإلزام الأطراف بموضوع الحلقة، وبتوزيع عادل ومتساو لأزمنة التدخلات على جميع الفرقاء، أو في أحسن الأحوال يتحول المنشط الى طرف لمناصرة موقف أحد الضيوف ضد ضيف آخر، بدون أن يقف على مسافة واحدة من الجميع، لكي يحصر مهمته في لعب دور المسير والحكم في الجلسة معا، وهو الدور الذي يغيب للأسف في العديد من منتديات النقاش ولقاءات الحوار الإعلامية، ويتم تفويت فرصة ذهبية على المشاهد والمتتبع لأخذ صورة تقريبية عن المواضيع المقترحة للنقاش، بل و يجعل المرء يضرب ألف حساب وحساب قبل أن يقرر متابعة أي برنامج من هذا النوع، حينما يجد نفسه يخرج بعد نهاية الحلقة خاوي الوفاض، فيكتشف بأنه كان أمام جعجة بلا طحين بامتياز، بل ويجد نفسه متأثرا بطاقة سلبية ناتجة عن ترسبات تلك الحلقة المليئة بالتشنجات والإختلاف الحاد في المواقف وسط صخب للأصوات، فتنتهي الحلقة تاركة وراءها الكثير من الأسئلة مطروحة ، فهل يتعلق الأمر بفشل المشروع الإعلامي الجيد والمتجه القاريء والمشاهد، والتحول الى إعلام يشيء الإنسان ويجعله بالقوة مقتنعا بأفكار بشكل قهري وفق منطق السوق الرأسمالية التي تستهدف بيع الملعومة وتوزيعها على الناس وبكل الطرق عبر انتهاج أسلوب الحشو والإستغباء، على حساب أخلاقيات النقاش وأدبيات الإعلام الذي من المفروض أن يحترم المشاهد، والسعي الى تقديم إضاءات من زوايا مختلفة للمواضيع المختارة للنقاش وحتى لا تبقى مجرد قضايا للإثارة الإعلامية .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 4
- روايات كنفاني وسحر الكلمة
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد بلمزيان - جعجعة بلا طحين عنوان لائق