حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 10:00
المحور:
القضية الفلسطينية
¾ المعارك الخطأ في الوقت الخطأ
لم تمهلنا كثيرا "حماس" لكي تعلن عن عقليتها المنبثقة عن برنامج توتاليتاري يرتكز إلى إطلأقية الفكر الديني في تأويلاته الأكثر تخلفا ونكوصا.
ودون الخوض في مشاريع منع الرقص والموسيقى التي بدأت تطل من أدراج مكاتب وعلى ألسنة ممثلي "حماس"، فهذا موضوع يفضل الإسلامويون فرضه على أرض الواقع قبل تأطيره وتبريره وجعله قرارا" للجمهور".
وسنتناول ثلاث قضايا تبرز بشكل دقيق المأل الذي تعد به "حماس" الشعب الفلسطيني وقضية ثورته المركزية.
أولا: تعمل حكومة حماس على اتخاذ مجموعة من القرارات في حق موظفين للسلطة لم تتبث في حقهم بعد مخالفات تستدعي ذلك ، ويتبين أن هذه القرارات تدخل في معركة للاستيلاء على أجهزة السلطة في توافق تام مع عقلية توتاليتارية لا تفصل بين التنظيم الخاص ب"حماس" وتنظيم أجهزة الدولة. وهذا يشكل خطورة على التطور الديمقراطي داخل المجتمع الفلسطيني.
ثانيا: فتح معركة "الصلاحيات" مع الرئيس محمود عباس وهو للتذكير رئيس منتخب ديمقراطيا من طرف الشعب الفلسطيني، وهي معركة خاطئة لأن الأسس والصلاحيات التي انتخب على أساسها واضحة المعالم والبرنامج. ولا مجال للخلط بين صلاحيات الرئاسة والحكومة.
ثالثا: تحاول "حماس" فك الخناق عن نفسها من خلال المناورة مع التحالف الإيراني-السوري، وهذا الزج بالشعب الفلسطيني في معركة نعتبرها خاسرة مسبقا مغامرة لا تحمد عقباها بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية.
وهذا الغيض من فيض يشكل عنوانا بارزا للمعارك الخاطئة التي تفتحها "حماس" والتي سيكون ضحية لها عموم الشعب الفلسطيني في حياته اليوميةومستقبله، ولا شعب بدون مستقبل.
كان الأمر سيكون هينا لو تخوض "حماس" معاركها كتنظيم، لكنها اليوم تخوض "معاركها" الخاصة باسم الشعب الذي "انتخبها".
ولعل ما يميز هذه "المعارك" هي كونها تخدم في نهاية المطاف الآلة الصهيونية وخاصة الإعلامية بمشاركة "الجزيرة" طبعا ، في تأطير الرأي العالمي وتشويه ثورة شعب أعطت صمود الشعوب زخما وجمالية تزينت بكوفيتها ثورات وانتفاضات.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟