سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 07:37
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ملاحظات اوليه حول ثقافه التكفير !
سليم نزال
يجب القول ان ثقافه التكفير موجوده فى كل الاديان قديما و حديثا و خاصه الديانات الابراهيميه . و التكفير فى هذه الحاله هى نزع الشرعيه الدينيه عن الفئه المقصوده التى يمكن تلخيصها بعبارة ( نحن ) على حق و (الاخر ) الذى ابتعد عن العقيده الصحيحه.
فى المسيحيه مثلا تعبير الارثوذوكس ( يعنى الدين القويم او الصحيح ) و كلمه (كاثوليكوس تعنى العام او الشامل الذى يفترض ان الجميع متفق عليه! )
و كلمه البروتستانتيه تفترض المعارضه (التى هى على حق! ) مقابل الكثلكه (المنحرفه عن الاصول).
و هذا النمط من الفكر امتد حتى للشيوعيه اذ اعتبر لينين فى (مرض الطفوله اليسارى! ) انه ان وجد حزبين شيوعيين فان احدهما انتهازى ( لم يقل لنا من الذى يحدد ذلك !). و ربما على هذا الاساس تمت تصفيه المناشفه !
و التكفير فى الاسلام قديم قدم الاسلام نفسه..
اى شخص يطل على افكار المسلمين الاشاعره و المرجئه و الاثنى عشريه سيجد كما هائلا من حالات التكفير.و كل الثورات التى قامت ضد الدول الاسلاميه المتعاقبه من القرامطه و الاثنى عشريه و الحشاشين , كان التكفير هو الغطاء الايدويولوجى لهذه الثورات(السياسيه عمليا و الدينيه شكلا) بذات المنطق ( نحن) نتبع الدين الصحيح ( و هم ) المنحرفون!
.و بالمقابل كان قمع الدول الاسلاميه المتعاقبه لهذه الثورات يتم على ذات الاساس (نحن ) من نحمى الدين الصحيح و ( هم ) الفاسدون و الزنادقه و المنحرفون عن الدين .و حتى ثوره الزنج التى قامت ضد نظام العبوديه فى الدوله العباسيه تم تامين غطاء ايديولوجى دينى لها . و بل حتى الذين تاثروا بالفلسفه اليونانيه و علم المنطق فى المرحله العباسيه لحقتهم التهم على شاكلة (من تمنطق تزندق!)
و عبر تاريخ الدوله العربيه كانت الفتاوى دوما رهن اشاره الحكام و استمر ذلك حتى العصر الحديث.
و الفتاوى على انواعها جاهزه دوما بيد السلطه الحاكمه.ان اراد عبد الناصر محاربه اسرائيل يصدر الازهر فتوى بذلك و يتم الاضاءه على ايات الجهاد .و ان اراد السادات الصلح مع اسرائيل يصدر الازهر له فتوى ( و ان جنحوا للسلم! ). و رجال الدين فى العراق اصدروا فتوى تحرم الذين يشاركون مع قوات التحالف ضد العراق عام 1990 . اما رجال الدين فى السعوديه فقد اصدروا فتوى حللوا المشاركه.
المشكله باختصار انه لم يتم فى البلاد العربيه ذات التوجه العلمانى تحرير الفكر و الثقافه العامه من تاثير الدين على الحياه السياسيه .و لا غرابه انها عادت بقوه الان لانها لم تختف اصلا .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟