أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسيون - الإصلاح بين الممكن والضروري














المزيد.....

الإصلاح بين الممكن والضروري


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماتزال قضية الإصلاح تراوح في مكانها رغم تزايد المخاطر والضغوطات التي تجعل منها ضرورة لاتعلو عليها أية قضية أخرى، فعلى حلها الصحيح سيتوقف مصير البلاد، حلها من حيث المحتوى ومن حيث التوقيت.

وإذا كان المحتوى المطلوب من الإصلاح واضحاً بجوهره، إلا أن الأوضح الآن أن آجاله الزمنية لاتقل أهمية عن محتواه وتوجهه، فأي تأخير في السير على هذا الطريق سيجعل الإصلاح بحد ذاته بعد حين لامعنى له.

مما لاشك فيه أن الحلول الإصلاحية ليست وصفة سحرية بحد ذاتها، فهي تتطلب وقتاً للتنفيذ ووقتاً لظهور النتائج، وصولاً إلى إزالة أسباب عدم التوازن في الاقتصاد، وبؤر التوتر في المجتمع.

لذلك فإن التأخير في الإقلاع بالإصلاح الحقيقي بل جره في اتجاه خاطئ يعني حكماَ تأخيرا ًفي التنفيذ وتأخيرا ًللنتائج، فكم من الوقت متاح لنا في ظل تعقد الأوضاع العالمية والإقليمية؟ وهل يمكن أن نستمر في ترف إضاعة الوقت للبدء بتنفيذ برنامج الإصلاح الجذري الذي تطلبه الجماهير الشعبية؟

إن مايجري حتى الآن ليس إصلاحاً، وهو يدخل في أحسن الأحوال في إطار بعض الحلول التجريبية والمترددة التي تجري في الوقت الضائع انتظاراً لتبلور اتجاهات وحوامل الإصلاح المنشود ومنظومته، هذه المنظومة التي يجري حولها نقاش وأخذ ورد شديدان، ويدخل في أسوأ الأحوال في إطار التنفيذ الخجول للبرنامج الليبرالي الذي تطالب به قوى السوق الكبرى.

وما يسبب القلق والخوف المشروعين، هو أن هذا التأخير والانحراف عن المسار أحياناً إلى جانب مايسببه من تأخير لتعبئة وتجنيد قوى المجتمع ضمن استراتيجية مقاومة المشاريع الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة، يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استفحال المشاكل التي يجب أن يحلها الإصلاح نفسه، بحيث تصبح عصية على الحل، ولاتنفع معها الحلول المقترحة، لأن المشاكل المطلوب حلها من بطالة وفقر وقصور في النمو وجراء التأخير في معالجتها، ستنتقل من صف المشاكل المؤقتة إلى صف المشاكل المزمنة التي مآلها حتماً إلى أحد اتجاهين: إما أن تصبح سبباً لانهيار شامل بالتزامن مع ضغوط خارجية معينة، وإما أن تصبح سبباً لهزة عميقة ومؤلمة وتغيير جذري في منحى التطور العام، لايمكن الآن تقدير آفاقه ونتائجه وعواقبه.

يحاكم البعض الأمور على أساس أن مايجري هو الممكن، ومع الأسف فقد صيغت أهداف مشروع الخطة الخمسية العاشرة على أساس هذا المنطق، والممكن هنا هو الحل التوفيقي بين الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأمور نتيجة لدور الدولة السابق الذي بتطويره للقوى المنتجة خلال فترة تاريخية معينة أنتج ظواهر خطيرة مثل النهب والفساد وعمّق الخلل في توزيع الدخل الوطني، وبين الضروري الذي يفرضه الواقع الموضوعي واستحقاقاته ضمن آجال زمنية محددة غير مفتوحة، والذي يُطلب منه حل المشاكل الجدية خلال آجال زمنية متوسطة المدى (5-7) سنوات في أسوأ الأحوال.

لذلك فإن هذا الممكن ، المطروح في الخطة الخمسية التي ستعرض للنقاش في مجلس الشعب، هو هروب من الضروري، وعدم إعطاء أية ضمانة حقيقية لتنفيذ الممكن المقترح، وخاصة أن نسب النمو المقترحة ستعتمد ليس على تعبئة موارد الدولة على حساب النهب والفساد، وإنما على تعبئة الموارد خارج قطاع الدولة وخارج البلاد، هذه الموارد التي لايمكن التحكم بها في ظل تعقد الظروف الإقليمية، أي أنها تبقى موارد افتراضية، لذلك تصبح كل الخطة افتراضية، وبما أن أهداف الخطة يجب أن تكون جزءاً لايتجزأ من استراتيجية المقاومة حفاظاً على الكيان الوطني والسيادة الوطنية، فهل يمكن أن نسمح بأن تصبح استراتيجية المقاومة، استراتيجية افتراضية؟ أم أنها الخيار الوحيد المفروض علينا والذي ارتضيناه دفاعاً عن كرامة الوطن والمواطن.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع موضوعات حول وحدة الشيوعيين السوريين المقدمة إلى:الاجتم ...
- الإصلاح الاقتصادي... أو 340 ألف جامعي على قارعة الطريق
- بلاغ :عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- رئيس اتحاد العمال العرب لقاسيون:تطبيقات الليبرالية الجديدة ب ...
- الإصلاح المنشود واستراتيجية المقاومة
- كم ستخسر الخزينة عند الخصخصة؟!!
- لو رفعت الحكومة أسعار المازوت... قد تربح ولكن سيخسر الناس
- أكثر من نصف السكان دون مأوى ..أزمة السكن بين مطرقة الركود ال ...
- عرب «النقب» في مواجهة سياسة الاقتلاع والتهجير الصهيونية
- «الوطن في خطر» استعارة ستالينية أم صرخة وطنية أصيلة؟
- ماذا يبقى للعمال في اقتصاد السوق الاجتماعي؟؟
- الفساد الكبير بين حديثي النعمة ومن سبقهم...
- سيناريوهات الاقتصاد المقاوم أمام الحصار المعلن
- عقلية الخصخصة تصل إلى البحر.. و المرافئ ضحيتها الجديدة
- خصخصة القطاع العام .. طريقة من مئة لشل الاقتصاد الوطني
- من يملك يحكم..ومن لايملك لايحكم
- شعار الإصلاح هل يبقى مجرد كلام نظري؟..الأسواق بلا رقيب.. وال ...
- رسالة مفتوحة إلى وزير الإعلام : قَدِّم استقالتك.... إن كنت م ...
- من الذي يعيق عملية الإصلاح؟
- البير و «غطاه» ... جواب إلى عزيز .. من كمال خلف الطويل إلى م ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسيون - الإصلاح بين الممكن والضروري