|
أسئلة بسيطة لعلماء الجزيرة العربية في اللغة
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 03:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
لقد صدعتنا شبه الجزيرة العربية مؤخرا ولمرات عديدة و متكررة بالتدخل في شؤون شمال إفريقيا بلاد الامازيغ و غيرهم من غير العرب بإستثناء مصر بل سموها عربية و هي في إفريقيا و ليست ضمن حدود موطنهم الذي في آسيا حتى صاروا يعتقدون أن لهم الحق في التدخل في قضايا مثل قضية الصحراء الغربية (أوالمغربية) و غيرها من القضايا التي هي من صميم اختصاص اصحاب البلاد الاصليين او لنقل على الاقل الاوائل.. بل يتصرفون و كأنها امارة تابعة لهم ما لها من مَوالي .
و بما أن لشبه الجزيرة العربية "علماء أجلاء" يتنفسون ليل نهار روايات قديمة عن الله بهذه اللغة التي سموها "العربية والفصحى" و التي قال عنها عميد الادب العربي طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي" أنهم كانوا يصطنعونها هناك ، و بما أنهم يزعمون أنهم هم من علم الأمازيغ التوحيد و العربية و غير ذلك و هم في واقع الأمر لم يكونوا حتى موجودين في ذلك التاريخ الذي يقول عنه إبن خلدون المهووس بالعمران "إن العرب كلما تغلبوا على بلدان إلا و سارع إليها الخراب " و نحن نقول أن الأمر يتعلق ببعض العرب المغامرين فقط و ليس بكل العرب ، فسنطرح عليهم بعض الأسئلة.
فإذا كان (الاقدمون) أبعد أن يستدلوا على وجود الله بمثل ما لدينا اليوم من نظريات علمية حديثة و فلسفة لم تكن متوفرة في زمانهم ..فخطأهم يُعد شيء طبيعي ...لكن المحدثين و التابعين يقولون بصواب فكر السلف "الصالح" و بصلاح تلك الروايات لكل زمان ومكان ..وهو ما سنبين هنا أنه ليس صحيحا ..
يمكننا القول في الإستدلال على وجود الله أن نظرية البيغ بانغ big bang أي الإنفجار العظيم تقول بإختصار أنه في البدء النسبي أي منذ 13.8 مليار سنة (13 فاصلة 8...معدل حسابي تقريبي) و لسبب مجهول حدث إنفجار عظيم أدى إلى تكوين الفضاء والمادة :الجزئيات ثم الذرات ثم المويلات والغبار الكوني و المواد المختلفة والاجسام الفضائية وغير ذلك ، فالنجوم والكواكب الخ...
إن بداية الكلام عن الإنفجار العظيم مع ذكر السبب المجهول هو تعبير علمي حديث يستحضر مبدأ أساسيا من مبادئ العلوم الحديثة و هو مبدأ السببية الذي يقول بأن للظواهر أسباب سابقة عنها هي التي تؤدي لحدوثها.هذا المبدأ سبق أن أشار إليه معلمنا أرسطو اليوناني منذ 4 قرون قبل الميلاد ..و كما هو معروف فأرسطو طاليس هو صاحب الماكنة المنطقية و مبادء المنطق أي تلك القواعد التي تتغيأ تجنيب الفكر البشري الوقوع في الخطأ و التي هي بديهية ولا تحتاج لبرهنة ..كما أنه السباق لفكرة المنهج العلمي الحديث و إن بطريقة بدائية شيئا ما مقارنة مع ما نعرف اليوم عن هذا المنهج من صرامة في تحديد مجالاته و شروطه الكثيرة بفضل فلاسفة كبار لاحقين عن ارسطو....
المهم أن المادة تكونت بعد الانفجار العظيم و قبل وجود الإنسان منذ 13.8ملايير من السنين .هذه المادة غير عاقلة .و بما أنها كذلك فلا يمكن أن توجد نفسها بنفسها .بعبارة أخرى لا يمكن للمادة غير العاقلة أن تكون سبب نفسها طبقا لمبدأ السببية العلمي الآنف الذكر.
و بما أن الوعي والعقل قد تحقق في الإنسان منذ 200000 سنة تقريبا عند ظهور الإنسان العاقل و هو واقع محسوس و ملموس ، فمعنى ذلك أن إحتماله يساوي 1 .
ووجود العقل و الوعي عند الإنسان يجعل من سابع المستحيلات أن يَنتُج العقل والوعي بالوجود عن اللاعقل و اللا وعي.
إذن يمكننا القول أن إحتمال وجود شخص عاقل و واعي و حي بعقل ووعي أعلى أوجد المادة هو احتمال لايساوي 0.
و التالي فلا يبقى لنا سوى الإستنتاج بأن سبب وجود المادة ا لذي قالت نظرية البيغ بانغ أنه "سبب مجهول" هو هذا الشخص العاقل و الواعي والحي الذي له القدرة و الارادة و العلم لايجاد المادة و الكون و الإنسان و غير ذلك ضمن فرضية فلسفية و ليست علمية .و هو ما سميناه نحن " العظمة الإلهية" ...
بطبيعة الحال سيسأل سائل : و ما سبب وجود هذا الشخص العاقل الذي تقولون أنه أوجد المادة طالما أنه لكل ظاهرة سبب ؟
هذا السؤال مشروع و منطقي . لابد أن يكون هناك سبب لهذا الوجود.لكننا الآن نجهله.و جهلنا بالاسباب لا يجب ان يجعلنا نستنتج عدم وجودها ..مثلما لم يكن الجهل بوجود البكتيريا كاسباب للامراض قبل إكتشاف المايكروسكوب دليلا على عدم وجودها ..
وهذا موضوع آخر .
ما يهمنا هنا هو أن هذا الشخص الوارد في روايات شبه الجزيرة العربية ،لأنه أوجد المادة فجوهره إذن غير مادي .و بالتالي فلا يمكن أن يكون شخصا مذكرا أو مؤنثا أي أنه شخص غير مجنس .
هنا يجب الإنتباه إلى أننا و نحن نتحدث هنا عن شخص غير مادي بهذه اللغة العربية فقد كنا نستعمل أسماء و ضمائر و صفات مذكرة ...رغم أننا لا نقصد ذلك.
ما نحتاجه في الواقع هي أسماء و ضمائر و صفات تمكننا من التعبير عن هذا المعنى .و يجب ان تكون هذه الاسماء والضمائر موجودة في اللغة .بمعنى آخر ان تساير اللغة تطور الفكر...و اذا لم نجدها فمعنى ذلك ان هذه اللغة لا تساير تطور الفكر ..و معناه انها ليست صالحة لكل زمان و مكان ...
والأسئلة هنا هي لمن يقولون أن "اللغة العربية" هي لغة الله و المقصودون هم علماء العرب الأقحاح في شبه الجزيرة العربية...و إذا أراد أن ينضاف لهم آخرون مثل علماء الأزهر فليتفضلوا ..
السؤال الأول هو : هل تستطيعون جميعا أن تمدونا بأسماء وضمائر و صفات من هذه "اللغة العربية" للتعبير بها عن هذا الشخص الذي لا هو مذكر و لا هو مؤنث و الذي قلنا بما أنه أوجد المادة الكونية فهو إذن غير مادي في الجوهر و لا يمكن أن يكون له جنس ؟
فلا تقولون لنا أن "كل من لا فرج لها تذكر و تؤنث" ...مثل الباب مفتوح والباب مفتوحة ..ليس هذا المقصود ..
للتذكير ففي اللغة الألمانية هناك ضمائر المذكر والمؤنث و ما لا جنس له .فأدوات التعريف في هذه اللغة ثلاث:
DER للمذكر
DIE للمؤنث
DAS لغير المجنس
و هذا غير موجود في "اللغة العربية" حتى بالنسبة لغير العاقل ..
السؤال الثاني هو : بما أن لا أحد يدعي أن اللغة الألمانية هي لغة الله و فقط هي لغة البشر فهل هي أفضل من "اللغة العربية" المدعى أنها لغة الله ؟
السؤال الثالث هو : هل يُستساغ أن تكون لغة بشرية (الألمانية) أفضل مما يدعى أنها لغة الله ("العربية") ؟
السؤال الرابع : ألا يمكن الإستنتاج المنطقي و هو أن هذه اللغة المدعى أنها لغة الله هي في الواقع مجرد لغة بشر إصطنعها بشر و نسبوها كذبا لله لأنها لغة قاصرة عن التعبير عن افكارنا نحن البشر في القرن 21 ؟
السؤال الخامس : أليس أصحابها الذين ورثوها مفبركة عن الأقدمين وجدوها كالسكة التي قيل لهم إمشوا فيها فمشوا و لم يُعمِلوا عقولهم و لا عَملوا على تطوريها و تركوها كما ورثوها (حنطوها) ثم قالوا "كم حاجة قضيناها بتركها والحمد لله" ثم ناموا و لا يزالون نائمين لحد كتابة هذه السطور؟
إننا لم نتغيأ من خلال طرح هذه الأسئلة تحدي "علماء العرب " أو تعجيزهم أو التشفي فيهم . حاشا ...
لقد تغيأنا البرهنة على أن رواياتهم عن الاقدمين ليست صالحة لكل زمان و مكان .
واذا لم يجدوا ما طرحنا السؤال بشأنه هنا فلا يقولون بعد اليوم أنهم مؤهلون لتعليم الامازيغ من سكان شمال افريقيا أي شيء على الاطلاق ...
مع حياتي
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمازيغ ليسوا عربا أو فُرسا وسيادة ثقافتهم واجبة في مناطقهم
-
القمر المغربي الثاني يوضع على مداره بنجاح
-
الساعة المغربية بين الفرنسية و العربية
-
الدارجة المغربية و السعودية أي علاقة ؟؟ تنقيب خفيف في اللغة
...
-
تذاكر قطار البراق المغربي الأرخص عالميا
-
وإنطلق أول قطار مغربي فائق السرعة بل افريقي أيضا أمس
-
على ذِكر اليابان العظيمة بأخلاقها
-
توضيح بخصوص دعوة التلاميذ المغاربة للإستمرار في الدراسة
-
أيها النسيم هب علينا ، فطريق الحرية قريب في ذكرى رحيل لونس م
...
-
أدعو تلاميذ و طلبة المغرب لمواصلة دراستهم
-
اللاعنف كطريقة لإحداث التغيير الإجتماعي
-
لا مجال للمقارنة بين عملاق و مستشار سعودي سابق
-
اليسار الراديكالي اليوناني يحقق النجاحات
-
لا مقارنة بين المغرب والسعودية أو إيران في قضية القنصلية الس
...
-
تركيا تتراجع عن تدريس التطور البيولوجي في المدارس
-
خواطرفي اليوم الاممي للمدرس 5 اكتوبر
-
ترجمة للرسالة التي وجهتها للولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة
...
-
المغرب يضع قطار العلوم على السكة الفرنسية
-
ما حقيقة مقتل الطالبة المغربية حياة في ساحل الشمال؟
-
أيها المغاربة علموا أبناءكم عزف الكمان
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|