|
خواطرى حول الاسلام وغيره 7
زاهر زمان
الحوار المتمدن-العدد: 6138 - 2019 / 2 / 7 - 22:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تأكيد : [ لا توجد أية دلائل يقينية على أن هناك دعم أو تأييد غيبى ، من خارج كوكب الأرض ، لما أنجزه محمد ، كما يزعم من يروجون للأيديولوجية المحمدية وغيرها من الأيديولوجيات الدينية الأخرى . كل مافى الأمر أن الدائرة الضيقة من الأتباع المستفيدين من الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، للشخصيات القيادية التاريخية من أمثال ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ، يلجأون الى اختلاق روايات لأحداث خارقة للعادة ، ينسبونها لأمثال تلك الشخصيات العبقرية التأثير فى البشر وفى البيئة من حولهم ، أو يروجون رويات لأحداث خارقة للعادة ، يقوم باختلاقها مؤسسى الأيديولوجيات والمشاريع السياسية المفصلية فى حياة القبائل والشعوب ، لتمرير رؤاهم وأطروحاتهم بين أقوامهم ، كزعم مؤسسى مايسمى بالديانات السماوية ، أنهم تلقوا تعاليمهم وأحكامهم من كائن غيبى ، يقطن هناك فى السماء السابعة ؛ أطلق عليه البشر قديماً وحديثاً مسميات مختلفة ، منها : يهواه ، يسوع أو الله ، وغيرها من مئات الأسماء ، التى تتعدد بتعدد الشعوب والأزمان والثقافات واللغات ؛ المهم أنها جميعاً كانت أسماء لكائن أو كائنات غير مرئية تتحكم فى كل مايتصل بالبشر والنبات والأكوان وماهو مرئى ومحسوس ، وماهو غيب غير مرئى ولا محسوس ! ] أهم الخِصال التى أهَّلَّت مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، لوضع اللبنات الأساسية ، لتكوين امبراطورية عربية ، يحكمها رجال من قريش ، تدين لهم بها العرب ، وتدفع لهم بها الجزيةَ العجم ، والتى تناولناها فى مقالاتنا السابقة ؛ نوجزها فيما يلى : - اليُتم . - الروحانية وجموح الخيال . - قوة العزيمة وقوة الإصرار على بلوغ الهدف . - الفصاحة . - اهتمامه الشديد بالجوانب السياسية محلياً واقليمياً . - الفِرَاسة الشديدة - الجمع بين النقيضين المتطرفين - الذكاء الحاد وسعة الأفق والادراك - العروبية - الإبداع
ونستأنف فى هذا المقال ، مانستطيع الإلمام به ، من خصال أخرى ، أهَّلَّت مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، لوضع اللبنات الأساسية ، لتكوين امبراطورية عربية ، يحكمها رجال من قريش ، تدين لهم بها العرب ، وتدفع لهم بها الجزيةَ العجم ونبدأ بــ : • كثرة التأمل وقوة الملاحظة : ليس أدل على توافر صفة التأمل فى شخصية مؤسس الاسلام ، من العبارات ( الآيات ) ، التى ساقها فى قرءآنه ، والتى يحث بها أتباعه ، ويتحدى بها معارضيه ، من نوعية : [ أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) سورة « ق » / قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) سورة « العنكبوت » ] . ومن الطبيعى أن نرى من يكثرون التأمل فى البيئة من حولهم ، يتمتعون بقوة الملاحظة ، وذلك ماكان متاحاً لمؤسس الاسلام ، فى بيئة صحراوية جرداء ، ليس فيها مايشغل قاطنيها ، سوى التجول فوق رمالها نهاراً ، لرعاية الابل والأغنام ، والالتفاف حول رب العائلة ليلاً ، لتبادل قص الأخبار والحواديت . • القدرة على تأليف قلوب أتباعه : وليس أدل على ذلك من قدرته على الصلح والمؤاخاة بين قبيلتى الأوس والخزرج . ولكى ندرك مدى قوة تأثير الرجل ، على هاتين القبيلتين ، يكفى أن نعلم أن الحروب استمرت بينهما لمدة تقارب الـ 120 مائة وعشرين عاما ، ورغم أن آخر حرب بينهما كانت قبل فرار محمد من مكة الى يثرب ، بخمس سنوات ، واسمها حرب ( بُعاث ) ، الا أن نار العداوة والبغضاء بين القبيلتين ، قد خمدت وانطفأت تماماً ، بعدما استطاع محمد استمالة قلوب القبيلتين اليه فور هروبه من مكة الى يثرب بليل . ولكى ندرك مدى البؤس والضعة والفقر والهوان ، الذى كان عليه ذلك الحى من العرب ، قبل أن يستطيع محمد أن يصلح بينهم ويوحدهم تحت رايته ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) ، التى عجز عن رفعها فى مكة طوال 13 ثلاثة عشر عاماً ، قبل فراره الى يثرب بليل ؛ لكى ندرك حال ذلك الحى قبل فرار محمد الى يثرب ، دعونا نورد ماأورده الطبرى فى تفسيره لـ (" وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته ") من سورة آل عمران ؛ جاء فى تفسير الطبرى مايلى : 7591 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته "، كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، (64) وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين (65) على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار، (66) يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض، كانوا فيها أصغر حظًّا، وأدق فيها شأنًّا منهم، حتى جاء الله عز وجل بالإسلام، فورَّثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووضع لكم به من الرزق، (67) وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا نِعمَه، فإن ربكم منعِمٌ يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد الله، فتعالى ربنا وتبارك. ومما يلفت النظر فى ذلك الحديث الذى رواه الطبرى عن سعيد بن قتادة هو هذه الجملة التى أوردها سعيد « وأحل لكم به دار الجهاد » ! دار الجهاد ! كلمتان تدلان دلالة واضحة ، لا لبس فيها ولا غموض ، على عبقرية مؤسس الاسلام فى كيفية استغلال العصبيات والحميات والثارات القبلية التى كانت بين الأوس والخزرج قبل قبولهم بقيادته لهم تحت راية ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) ، التى عجز عن رفعها بالاقناع واللين ، طوال ثلاثة عشر عاماً فى مكة ، قبل فراره الى يثرب بليل ! لقد استغل مؤسس الاسلام تلك العصبيات والثارات القبلية بين الأوس والخزرج ، فى تكوين أولى سرايا جيشه بيثرب ، لمهاجمة قوافل قريش التجارية التى كان لابد لها من المرور بيثرب ، فى طريق ذهابها الى الشام وعودتها منه . لقد ضرب مؤسس الاسلام عصفورين بحجر واحد : ألآ وهما القضاء على العصبيات والثارات البينية التى كانت بين القبيلتين ، وكذلك توحيد جهودهما لمهاجمة قوافل قريش لسلب ونهب مايقدرون عليه من تلك القوافل على أنه رزق ، رزقهم به اله محمد الذى يقاتلون تحت رايته « فورَّثكم به الكتاب ، ووضع لكم به من الرزق » ، كما أورد الطبرى فى حديث سعيد بن قتادة أعلاه ! ليس ذلك فقط ، بل تغيرت أحوالهم من النقيض الى النقيض ، كما جاء على لسان سعيد بن قتادة فى حديثه الذى أورده عنه الطبرى : (وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. ) ! وامتلاك رقاب الناس ومصائرهم طوعاً أو كرهاً هو لُب الاستراتيجية التى سار عليها مؤسس الاسلام ومن خلفوه ، فى زعمهم أنهم يجاهدون فى سبيل اعلاء كلمة الله - التى هى قرءآن محمد – تحت راية (لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) ، وهى نفس الراية التى يرفعها تنظيم داعش الارهابى ، فوق أى أرض يطالها ارهابهم وجرائمهم الوحشية فى حق الأبرياء الآمنين المسالمين ، الذين تعجز الأنظمة الحاكمة عن حمايتهم ، بفعل تدخل قوى اقليمية أو دولية ، لتحقيق مصالح سياسية ، على حساب الشعوب المقهورة أصلاً ، مابين ديكتاتوريات عسكرية وفاشية استبدادية دينية . وللكلام بقية .
#زاهر_زمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغالطة الكونية فى آيات السماء
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 6
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 5
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 4
-
خطورة مايحدث فى ( المنيا ) على مصر وشعبها !
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 3
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 2
-
خواطرى حول الاسلام وغيره
-
حول اعادة بناء الشخصية المصرية
-
ماذا لو أصبح اسم مصر الرسمى جمهورية مصر الديمقراطية !
-
رداً على ماكتبه بشاراه أحمد عرمان فى مقاله [مناظرة حول -الأد
...
-
حقائق صادمة يجب أن يعيها المسلمون
-
ماهية العقل والاله الابراهيمى !
-
من وحى أحد تعقيبات الرئيس السيسى
-
لا مصلحة لى مع أبناء اسرائيل ياسيد عبدالحكيم !
-
من يقتل الفلسطينيين فى تظاهرات الأرض ؟
-
إسلام السيسى وإسلام مرسى !
-
مجرد تساؤلات حول وضعية أورشليم / القدس
-
نصيحة قلبية من Ex – Muslim لايران وتركيا وقطر
-
الأديان صناعة بشرية قلباً وقالباً !
المزيد.....
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|