سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1527 - 2006 / 4 / 21 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم رفضي المطلق لموقف الادارة الأمريكية من الملف النووي الإيراني، استطيع أن افهم منطلقات هذا الموقف فهو موقف متسق مع التوجهات الإمبراطورية الأمريكية الرامية إلي ابقاء هيمنتها علي المعادلة الدولية، بما يستلزمه ذلك من القضاء علي مراكز القوي الإقليمية والدولية المهددة لهذه الهيمنة الأمريكية المنفردة.
وهو موقف متسق مع الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والتي بدأت بما يسمي بــ »الاحتواء المزدوج« للعراق وإيران، ثم انتقلت الي غزو العراق واحتلاله، ثم طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلي إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية الإمبراطورية والمصالح الإسرائيلية التوسعية.
وهذه الخطة لم يعد هناك ما يقف في طريقها بصورة جدية سوي الشوكة الإيرانية. وهي شوكة لا يستهان بها بالمعطيات الراهنة، فما بالك اذا اصبح لها اسنان نووية؟.
وهو موقف متسق مع السلوك الأمريكي المألوف، القائم علي ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، فيقف بالمرصاد للطموحات النووية الإيرانية بينما يغض الطرف عن الترسانة النووية الإسرائيلية.
كل هذا نرفضه ونكرهه ونلعنه في السياسة التي ينتهجها صقور اليمين المتطرف الأمريكي.
لكن ما لا نفهمه ان يعارض العرب الطموحات النووية الإيرانية، وان يقفوا جنبا الي جنب مع الصقور الأمريكية، رغم ان هؤلاء الأخيرين هم الذين يحتلون الأراضي العربية ويساندون الدولة اليهودية ويقولون علي المكشوف انهم يريدون تغيير السياسة والاقتصاد والثقافة وحتي الدين في الشرق الأوسط.
واذا كان للأمريكيين مصلحة في مناوأة إيران بل هدمها علي رؤوس أهلها، فما هي مصلحتنا نحن في ذلك؟
بل ما هي مصلحتنا من الأصل في مقاطعة إيران ما بعد الشاه؟
وبماذا نفسر استمرارنا في مقاطعة طهران بينما وجدت الإدارة الأمريكية نفسها مجبرة علي التفاوض مع الإيرانيين علي تطورات المسألة العراقية؟
اننا لم نكتف بتلقي هذه اللطمة التي اعتبرتنا بموجبها إدارة بوش كما مهملا لا علاقة لنا بحاضر ومستقبل بلدا كان عربيا كان يسمي العراق واستبعدنا من اي مشاورات متصلة به.
بل اننا ابتلعنا هذه الإهانة وذاك التجاهل وسرنا في الزفة الأمريكية المناهضة لطموحات طهران النووية.
ولا تسألوا: ما مصلحتنا في ذلك.. فبعض العرب يحبون ان يكونوا أمريكيين أكثر من الأمريكان والناس فيما يعشقون مذاهب.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟