حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 23:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينبغي ان نتعلم ونتغير .. 1
قبل كان العراقيين يتداولون بعض المفرادات التي لها مغزى كبير .. وهو اضربه كتف .. يعني اصطدم بالشخص القادم بعكس اتجاهك .. كتف .. وهي حركة عدائية استفزازية كنا نمارسها بنوع من الشعور بالقوة واحتقار الاخروتحدي صلف واستعراض لهمجيتنا وعدائيتنا ضد الاخر الذي لا نعرفه .. انتقل الى مشهد اخر في تركيا .. حيث اشاهد ان علاقة الكلاب مع الناس فيها نوع من الالفة الحميمية .. على عكس ما الفناه في بلدنا ... حيث نخاف منها ونتجنبها لانها غدارة ومتحفزة دوما للانقضاض على اي فرد وخاصة اذا كان لوحده .. في حين هنا حينما سئلت قالوا لي هذا العرف قديم جدا .. العلاقة بيننا وبين الكلاب والبزازين (القطط )علاقة صداقة دائمة ومحبة متبادلة واحترام للاخر على مستوى عال .. ولم نسمع يوما ان شخصا ما عض كلب او كلب عض احدا ما .. هذا لم ولن يحدث .. فتسالت مستغربا هل كنب هذا في دستورهم ام هو عرف وعادات وتقاليد متوارثة .. والسياسيين هنا يحرصون على تقوية هذا العلاقة .. اذ ان الناس متصالحين مع الكلاب والقطط ومع انفسهم .. وبالتالي فالبشر متصالح حتى مع قشرة راسه .. ولا ابالغ ان احسست بالامان وانت تمشي وحولك عشرة كلاب وكل كلب اضخم من الاخر ..الا انهم تشعر بعد لحظات من الخوف انك تمشي بصحبة اصدقاء اوفياء لا يغدرون ابدا .. كما انهم يتميزون بالخلق الحسن ويقدمون لك الحماية دون ان يطالبوك بعظمة .. سمعت احد العراقيين وهو مارا بقربي مع عائلته .. ديروا بالكم تره يعظن .. فقلت له ... لا يابه ...هذني متربيات احسن تربية .. رد علي بصوت عال .. يمعود اني عضني جلب بالعراق ... فضحكت وقلت له ...هنا الكلاب لا تعظ ابدا لكنها ممكن ان تدافع عنك اذا داهمك خطر ما .. وبالتالي فالناس هنا ايضا لا يعظون ولا يضربون كتف .. مضى اخونه في طريقه يتلفت حول نفسه .. فتذكرت ان تركيا خسرت الحرب وخرجت مقطعة الاوصال .. لكن رجل واحد مؤمن بشعبه وبارضه وسمائه وكانت له رؤية ثاقبة وتمكن من رؤية مستقبل تركيا ان هي تخلت عن الكثير من اسباب التخلف فاتخذ الحداثة طريقا للبناء والعلمانية اسلوب حياة وادارة . فوضع تركيا على سكة التقدم والتطور والبناء ووضع دستورا رائعا مكن الذين اتوا من بعده الى ان يكملوا الطريق ...وليبقى هو من قبره يراقب ويحكم وعينه تتطلع الى بناء دولة حديثة متقدمة وقد اصاب واخطأ الكثيرين ممن حاولوا ان ينقلبوا على النظام العلماني الديمقراطي ليعيدوا تركيا الى عهود التخلف والجاهلية ..
حامد الزبيدي
1/2/2019
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟