أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - فحصان لحقيقة مراجعات الإسلاميين














المزيد.....

فحصان لحقيقة مراجعات الإسلاميين


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 08:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا مقال قصيرعن التجديد الإسلامي أثاره كلام بعض زعماء تيار الإسلام السياسي في مختلف بلاد الشرق الأوسط عن إجراء مراجعات تصلح شأنهم وشأن مجتمعاتهم، يثار منهم مع كل فشل كبير لهم، وهذه حالة قد تحسب فضيلة، ولكنهم ومواليهم يهتمون في تبرير هذا التجديد والدعاية له بحوادث الأمور العارضة فيهم أو العارضة لهم، بدلاً لأن ينظروا إلى أعماق التفكير وإلى أعماق الاعتقاد عبر التاريخ ويتعظوا بما فيه من أخبار وعبر! لذا يحاول هذا المقال الإشارة إلى علامتي فحص ضروريتين لتبين مدى جدية وصدقية متكلمي الإسلام السياسي في أحاديثهم ومقالاتهم عن المراجعات والتجديد وحتى تأسيسهم لتنظيمات لا تختلف كثيراً في بناءها وكلامها وسمعها ونظرها عن التنظيمات التي أدعوا أنهم يجددونها ويغيرون ما فيها دون أن يغيروا ما في انفسهم، بل ذات الخمر المعتق في أوان جديدة.


أما الأمل في مراجعة حقيقية أو صادقة في أوساط الإسلاميين فترتبط بموقفين:

الموقف الأول هو الموقف إزاء "المعرفة"،

الموقف الثاني هو الموقف إزاء "الإسلام".


يتحدد الموقف إزاء "المعرفة" بناء على الإجابة على سؤال هل المعرفة كاملة أو متجددة؟

أما الموقف إزاء "الإسلام" فيتحدد وفق إجابة السؤال الآتي: هل الإسلام اعتقاد فردي (كما يعتقد أغلب السياسيين الإسلاميين منذ أول عهد الخلافة وإلى مستقبل قريب) أو إنه تصور الهي-فقهي شامل كامل حقق ويحقق المعرفة الكاملة العدد والصحة المؤدية للصلاح الكامل التام الذي يوجب على كل الناس والمجتمعات والشعوب والأمم ان تؤمن به وتمارسه وفق تصور المجموعة الحاكمة، لتحقق رضاء الله وعفوه وغفرانه وتدخل جنته؟


اذا كانت اجابة الاسلاميين "ان المعرفة كاملة" فإنهم يكفرون بمبدأ أو تصور كلية الدين، وبمبدأ نسبية المعرفة،
وإن كان جواب الإسلاميين انه "لا توجد معرفة كاملة" بل على الإنسان النظر والتفكر وطلب العلم والحكمة فإنهم أيضاً يكفرون بالدين الذين ينسبون إليه "المعرفة الكاملة" دون أن يستطيعوا البرهان على وجودها أو على كمالها.

وان كانت إجابة الإسلاميين على السؤال عن الدين وهل هو اعتقاد فردي؟ هي "نعم" فذلك جواب يجعل الحياة الخاصة والعامة للمسلمين مرتبطة بالتطور الحر لمعرفتهم، ومن ثم تزول مبررات ادعاءات إحتكار الدين أو شيوخه للمعرفة والتبيين وما يتبع هذا الإحتكار المعنوي من سطوة وجبروت التحكيم والتكفير. أما ان صار إعتقاد الإسلاميين، مثل ما ألف أباءهم، ان الإسلام ليس إعتقاداً وشريعة ومنهاجا للأفراد، بل شريعة شاملة كاملة دائمة النجاح والصلاح، فهذا يعني ان المعرفة البشرية غير مفيدة لحكم المجالات العامة، وان كل رافض معاند لهذا التصور عن "شمول وكمال الشريعة" عدو لله، يجب إقصائه أو إرهابه وقتاله، وهذا يعني أن هؤلاء الإسلاميين يربطون الإسلام بقصد أو بغير قصد بحالة حرب أهلية مستدامة بل بحالة حرب عالمية مستدامة.


الخلاصة: بدون تناول هاتين المسألتين العموميتين الأولى عن طبيعة المعرفة؟ والثانية عن طبيعة الدين؟ وتصور الإسلاميين لهما عند تناولهم مسائل الدنيا ومسائل الدين، فإن دعاوى وعمليات تجديد الإسلاميين لنفسهم أو لتنظيماتهم أو لأعمالهم أو علاقاتهم مع الآخرين، وحتى علاقاتهم مع الإسلام ستكون مجرد هروب جديد من الأزمة المنطقية لتعارض "المطلق" و "النسبي" التي شابت جميع العقائد المدعية الكمال عند تعاملها مع أمور الحياة وشؤون الناس.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي والتنظيم يؤججان الشباب
- الإنتفاضات السودانية تولد يساراً وتطفأ يميناً، لكنها ليست عف ...
- الإمبريالية تضعف الإستراتيجية الأمريكية
- الحزب والتشكيل الطبقي والوطني للديموقراطية
- إزدواج عربي وإسلامي- صهيوني إزاء العنصرية
- السم في شعار إستقلال البنك المركزي
- شكل لديالكتيك الوعي بين لوحات الأسئلة وألوان الفنون
- أكاذيب أميركا وإيران والعرب
- الجنس من التلقائية إلى التنظيم والتنمية
- تغيير فهم المصلح الديني للإلحاد
- التغيير الفعال ضد كل النظم النخبوية
- من أسباب الضغط الإمبريالي على السعودية
- تأثيل وضع الثقافة في جدليات القيمة والوزن والميزان ومعرفتهم
- عيد الصين
- نقاط تأريخ لقضايا نسوية وشيوعية
- كيف تؤثل نصاً؟
- تأثيل تسميم الإتجاه الليبرالي لنشاط الحزب الشيوعي السوداني
- عدلان الحاردلو
- الوليد مادبو بين الهامش والمركز
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ...


المزيد.....




- الكويت تدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- “نزلها واستمتع”.. تردد قناة طيور الجنة الفضائية 2025 على الأ ...
- كيف تنظر الشريعة إلى زينة المرأة؟
- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - فحصان لحقيقة مراجعات الإسلاميين