أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ب - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 - 4















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ب - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 - 4


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:16
المحور: القضية الكردية
    


ويمكننا التمييز بين ثلاثة مراحل لإعلاء الله. المرحلة الأولى تأثرت بالمثيولوجيا السومرية والمصرية وهي مرحلة التكوين التي جاءت بعد طوطم القبائل، حيث أدت العلاقات التجارية والاستيطانية الكثيفة بين مركزي الحضارتين، إلى تحول الهوية الإيديولوجية إلى شيء ضروري. وبدأ إله القبائل ((أل)) يكتسب أهمية مع مرور الزمن ويقوم بحملة تاريخية مع النبي إبراهيم، أما المرحلة الثانية فقد بدأت مع ظهور عيسى. حيث أن الانفجار الأساسي لثورة إبراهيم بدأ مع عيسى رغم المرور بمرحلة موسى التي أنتجت إلهاً وديناً للقوم تطور إلى ملكية عبرية في اليهودية. وكما وجدت العبودية المصرية والسومرية جواباً مضاداً لها عند إبراهيم وموسى، فإن العبودية الإغريقية والرومانية قد وجدت ضدها عند عيسى، وفي الوقت الذي قام فيه موسى وإبراهيم بإعلان الله كحاكم لقوميتهما، فإن عيسى قام بشرح تعاليمه إلى جميع المضطهدين الرومان. إن رب عيسى هو بمثابة أبيه، ومن الواضح أنه قد تأثر بالتقليد السومري كثيراً في هذا الجانب، فقد كان إله بابل ماردوخ هو ابن أنكي إله أريدو العلامة والماكر، ونرى هنا استمرارية للتقاليد. لقد اكتسبت السلطة السومرية ما يقابلها في بابل كهوية إيديولوجية بشخصية ماردوخ، ( إن عيسى هو ممثل للقدس وممثل لعالم المضطهدين في هذا التقليد)، وإذا ما أخذنا الإرث السومري كأساس للمرحلة الثالثة، فإنه في عصر تعدد الآلهة كان فيه جميع الآلهة القدماء هم آلهة لمدينة أو لقوم أو لمنطقة. أما العالمية التي نتجت عن روما كدولة على مستوى الكرة الأرضية فقد أثرت بتغيير مفهوم الإله إلى حد كبير وبالتالي فقد سمي رب عيسى كإله جميع البشر (رب = سيد) الأرض والسموات، وأدى انعكاس الظروف المادية على الساحة المعنوية إلى مرحلة تاريخية هامة مرة أخرى.
يشكل عيسى جواباً لإرث الله على الضغوطات التي كانت تمارسها السيادة الرومانية على ذهن الإنسان وروحه. وهذا الإرث الذي يسيطر عليه الجانب الوجداني والأخلاقي يمثل مرحلة جديدة ويخاطب جميع المسحوقين، ويمثل أيضاً التخلي عن دين التعصب والإله الخاص بقوم اليهود، ويرتبط تأثيره القوي بهذه البنى التي يهدفها وينبع منها. لقد تحول الوجدان الإنساني الذي حاولت روما خنقه إلى إمكانية عصيان وتحرر وانسلاخ تاريخي عن طريق اتخاذ عيسى ووالده الرب موقفاً راديكالياً ضد الكهنة اليهود، وسموه إلههم، واحتل مكانه في التاريخ كأكبر وأحدث هوية إيديولوجية للميلاد الذي به بدأ تاريخاً جديداً.
يهدف رب عيسى إلى الملكية الروحية والأخلاقية وليس الملكية السياسية بسبب الشرائح الاجتماعية والمرحلة التي يستند إليها، ولعدم وجود القوة ولا الاستعداد من أجل السلطة السياسية، إذ كان الوسط ملائماً من أجل الملكية الوجدانية ولا مفر من التوجه إلى ذلك. وهناك عدة مؤشرات تدل على أن عيسى كان يتطلع إلى ملكية القدس. وعندما وجه بالصلب تحولت الحركة إلى حركة عقائدية طويلة المدى، واضطرت إلى التوجه نحو جماعة اجتماعية أخلاقية. وفي الحقيقة كان يوجد وقتها عصيان وتمرد ضد الكهنة اليهود الرسميين، فقد أدت عمالة الكهنة لروما والبلادة السائدة إلى حدوث هذا التمرد، ففي البداية أعتقد هؤلاء بأنهم سيدافعون عن القدس بمساندة الجماهير، لكن خيانة يهودا الاسقريوطي الذي كان أحد الحواريين الأثني عشر قد أدت إلى القبض عليه بسهولة، وفي الحقيقة إن الوالي الروماني كان يرغب في إطلاق سراحه، لكن الكهنة أصروا على صلبه لأنهم رأوا فيه خطراً على مصالحهم. وكأنهم أصبحوا ملكيين أكثر من الملك، بينما لو لم يتم مثل هذا العقاب فإن هذا التمرد كان سيبقى اعتيادياً مثله مثل التمردات الأخرى الكثيرة، لكن الظروف الموضوعية الناضجة والانفعال الناتج عن الصلب أديا إلى ظهور أقوى حركة دينية في التاريخ، ونرى في التاريخ عدة أوضاع مشابهة تؤدي شرارة صغيرة فيها إلى إشعال حريق كبير في موقع تتكوم فيه الأعشاب اليابسة، لقد لعب صلب عيسى هذا الدور بجدارة.
تحولت الحالة البريئة للمسيحية في البداية إلى عالم لاهوتي تحت تأثير الفلسفة الإغريقية ولاسيما فلسفة أفلاطون، وسيؤدي مفهوم الثالوث الإلهي إلى عدة تفسيرات وتحليلات نجد صداها في الميثولوجيا السومرية. إن مشاهدة الأب ـ الرب والأم الربة ـ والابن ـ الرب الأقوى في ميثولوجيا أنكي ماردوخ بابل هي مسألة أساسية ذات صلة، كما يكمن وراء ذلك ثالوث أقدم؛ الجد والحفيد الذي يمثل الإرث والمرحلة والابن. لقد طور هيغل تفسيراً فلسفياً معاصراً، أعتمد على مبدأٍ الطرح والطرح المضاد ـ التركيبة يعبر عن القاعدة الديالكتيكية وللقانون الأساسي لنشوء الكون. وفي الحقيقة فإن هذا القانون يجري حكمه في جميع تكوينات الطبيعة، أما الثنائية الموجودة لدى زرادشت فهي الشكل الأدبي لهذه النظرة، ففي زرادشت لم تصل ثنائية الطرح والطرح المضاد إلى تركيبة جديدة، وسيتم تطوير ذلك في الفلسفة الإغريقية عن طريق هرقليطس، وستصل إلى معناها الأكثر عصرية مع هيغل.
إن الدور الذي منح لمريم الأم في المسيحية فيما بعد ملفت للنظر، لقد ابتعدت مريم كثيراً عن الأم ـ الربة إنانة وستار. وقد لعب تلقي الربة ـ الأم تيامات الضربة القاتلة في عهد ماردوخ في الملحمة البابلية، وسجنها في البيت في عهد موسى حيث زالت آثارها بعد ذلك من التاريخ تماماً، دوراً مهماً.
ترتبط هذه المرحلة لدرجة كبيرة بتناقض القواعد الصلبة للمجتمع الذكري المعتمد على الرجل الذي كان في الإرث السامي، مع القواعد الأمومة لثقافة عشتار التي كانت ربة الزراعة والجبل في العصر النيوليثي "بنفس مرتبة إنانة وستار"، وتم تجاوز البقايا الأخيرة لثقل الربة بالثقافة السومرية في المرحلة البابلية، وبعد هذه المرحلة فان الربة القديمة أصبحت المرأة العفيفة والمطيعة في بيتها، فناهيك عن مساواتها مع الآلهة أصبحت لا تستطيع إسماع صوتها ولا حتى الكشف عن وجهها. لفت بالعباءة وأصبحت سجينة وغدت الحرم المطلق للرجل القوي، لقد طوّر موسى ذلك في إرث إبراهيم أكثر، وعمق عبودية المرأة في الجزيرة العربية يرتبط بهذا التطور التاريخي.
إن مريم أم عيسى هي ربة في أقدم نمط، للإرث..؟. لكن فقدان المرأة لموقعها بشكل مستمر وصل في مرحلة ولادة عيسى إلى أن تكون وسيلة للإنجاب فقط، وهكذا كانت الأوضاع عموماً، إن تاريخ المرأة ما بين 2000 ق.م ـ 2000م. هو تاريخ لأدنى طبقة اجتماعية وتحول لصالح الرجل إلى سلطة سياسية باستخدام الاستغلال والعنف والتحايل، وأصبحت المرأة تحت حكم العبودية بسبب الخاصية الجنسية، إلى جانب عبودية الرجل، أي أنها تعرضت لعبودية مضاعفة، فبعد أن كانت الربة الأم تيامات تحارب نداً للند في مرحلة بابل، حتى انه في مرحلة موسى عاش اشتباكاً شديداً مع قريبته ماريام التي لم تخضع لموسى بسهولة.
أما بالنسبة لمريم أم عيسى فلا يوجد لها أية فاعلية. لقد نفخ الرب فيها، وهي أنجبت، وهذا يعني السيادة المطلقة للرجل، فالنفخ يرمز الى هيمنة الذكر والى أن دور المرأة لم يتجاوز تنشئة الطفل في أحضانها. أما المسألة الأخرى الهامة فهي انه ما أطلق على النفخ المذكور اسم الروح القدس من أجل تحريف القوة الإلهية التي يجب أن تتمثل بالمرأة، لقد سرق ذلك النفخ من قبل المرأة بشخص مريم. ونرى نفس الأثر عند السومريين لدى الأم الربة، وفي الحقيقة توجد أهمية إيديولوجية كبيرة لهذا الموقع، وهذه الأهمية ذات دور وتحديداً في فقدان المرأة لفعاليتها التي ستزول بشكل كبير في المرحلة الإقطاعية. ومنذ ذلك اليوم بقيت المريمات ممسوخات يبكين أطفالهن في صمت مرتبطات بأزواجهن وكأنهن أسيرات إلى الأبد. وليس لهذا الوضع أية علاقة بطبيعة المرأة إطلاقا، مثلما لها علاقة بالهيمنة السياسية الكبيرة للرجل. فإذا كانت الأمهات الربات حاكمات مهيمنات في إحدى المراحل فإن هيمنة الآلهة الرجال أصبحت مسيطرة في الدولة الطبقية في التاريخ، إن هذا الواقع الذي ترك في ظلمات التاريخ وتمت تغطيته بمفهوم الشرف والكرامة بطريقة مزدوجة من قبل الرجل، لا يمكن أن يظهر للوجود ويكون له معنى موازٍ لمستوى الحرية الاجتماعية العام الذي يحققه النضال التحرري، من المؤكد أن المسيحية تحولت إلى هوية إيديولوجية قوية للعصر الإقطاعي بعد ان اكتسبت معنىً فلسفياً. وأنشأت ثيولوجيتها منذ القرن الخامس بعد الميلاد على يد باباوات الكنيسة، ويعبر تحولها إلى إيديولوجية دولة منذ تلك المرحلة عن الاعتراف بدورها كقوة إيديولوجية خلقت العصر الإقطاعي من جهة وعن الوفاق الذي تحقق مع روما العبودية اثر مرحلة نضال طويلة بعد ابتعادها عن جوهرها من جهة أخرى، ولم تبق الإمبراطورية الرومانية تلك الإمبراطورية العبودية القديمة ولم يبق الدين المسيحي ذاك الدين الذي تتحقق فيه المساواة والدين المقدس لعيسى وتلاميذه.
لقد بدأ عصر هيمنة الدوغمائيات الدينية على عالم الفكر مع المسيحية، فمنذ القرن الخامس الميلادي وحتى القرن الخامس عشر أي على مدى ألف سنة، أصبح أسلوب التفكير الديني هو المسيطر، بينما نرى غلبة الفلسفة الكلاسيكية في الألفية الممتدة بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الخامس بعد الميلاد، فمن الواضح أنه قد حدث التراجع والسبب الرئيسي لذلك هو انحلال مجتمع المدينة واكتساب اقتصاد الريف أهميته مرة أخرى، فالمدينة تعبر عن مجتمع كبير متداخل يتطلب تقسيماً للعمل وإدارة أكثر تطوراً، وتدفع إلى الفكر الواقعي، بينما المجتمع الريفي هو مجتمع محدود ورتيب، وأكثر انفتاحاً على الدوغمائية، إذ ان الإدارة الفردية والاقتصاد لا يحتاجان إلى اقتسام العمل، وهذه الخصائص البنيوية تجعل هذا المجتمع منفتحاً على الدوغمائيات الدينية، وهذا هو السبب الذي أدى الى تسمية العصور الوسطى بعصر الظلمات، لقد ترك العصر الكلاسيكي أثراً لا يمحى في تاريخ الإنسانية وهو أساس لظهور العصر الحديث ويمثل أكبر يقظة لعقل وإرادة الإنسان. أما عصر سيادة الدوغمائية الدينية فإنه ذات أهمية كونه سبب تراجع العبودية وتمهيد الأرضية للعصر الحديث. إن الانكسار الذي خلفه التقدم الكبير لمجتمع المدينة هو نتيجة أدت إلى التسرع وعدم المقاومة وكان الوضع مختلفاً حتى لو كان من حيث الشكل تراجع نحو العصر النيوليثي أحياناً، لأنه قد تم تجاوز العصر النيوليثي الذي خلف العبودية تماماً، وكان جوهر المجتمع الجديد أكثر تقدمية من المجتمع العبودي حتى لو كان المجتمع الجديد ريفياً غالباً. لقد اكتسبت الإنسانية ملامح شخصية لا يمكن تقييدها بسلاسل العبودية، فقد تحققت بنية فكرية ومعنوية جديدة.
إن الإنسان الذي دخل القرون الوسطى لم يكن هو نفسه في عهد سومر ومصر. ولا يمكن أن يكون عبداً إلا للإله الذي في السماء وإن كان تحت سيطرة العقائد الدينية، واعتبر العبودية للملك ـ الإله أكبر كفر. لقد دربت الأديان الإنسان ضد العبودية وأنضجته بما فيه الكفاية، وكان عيش التخلف يتم في انهيار المدن والوهن الفكري السليم، وفي هذه المجالات يعبر وجود مدن متقدمة في العصر النيوليثي، وإنشاء المدن الجديدة، ومرحلة كانت فيها كتب الفكر الصحيح مخبأة في المكاتب، وعند النظر عن كثب يمكننا أن نفهم أنه لا يمكن الدخول إلى العصر الحديث دون المرور بعصر تربية المعتقدات.
وبهذا الشكل يمكننا التعرف إلى المرحلة والعالم الذي تكونت فيه الإيديولوجية الإسلامية باعتبارها لب الموضوع كما تحدثنا سابقاً. إن المسيحية وحتى ولو قدمت تنازلات من جوهرها قد حلت الإمبراطورية الرومانية من الداخل واكتسبت منزلة اجتماعية لدى الإيديولوجية الرسمية في روما الشرقية "البيزنطية"، وحققت تفوقاً على الإمبراطورية البرسية ـ الساسانية، ودخل هذا الدين الجديد مرحلة انتشار جديدة في أوروبا. واستطاع تحقيق التقارب الشرقي ـ الغربي حتى لو كان على أساس الإيمان. فإذاً ماذا سيكون دور الإسلام؟. هل هو تجديد للتاريخ أم تكرار له ؟. وما هو الفراغ الذي سيملأه ..؟ وإلى أية موجة حضارية جديدة سيؤدي..؟ هل سيجد قوته من ظهوره الجديد أم بإحيائه بعض التقاليد..؟ هل سيملأ فراغاً جغرافياً فقط أم سيمثل قوة تحوّل الحضارة القديمة..؟ إن الإجابة على تلك الأسئلة المصيرية والحيوية تحمل أهمية كبرى من زاوية تعريف الإسلام.
إن انطلاقة الإسلام في التاريخ يمكن ربطها بالميول الثورية المتطرفة لعصر الحضارة الإقطاعية، وهذا يبدو أكثر واقعية، وإذا كانت المسيحية هي المسار التطوري والإصلاحي للإقطاع فإن الإسلام هو المسار الثوري الراديكالي له، ومن الواضح أنهما قد انبعثا من نفس الجذور الإيديولوجية. إن الإنجيل والقرآن هما الدليل الأكبر على مصدرهما. فلا يمكن التفكير بالقرآن والإنجيل دون العهد القديم، ولا يمكن تصور التوراة والعهد القديم بدون الميثولوجيا السومرية والمصرية أيضاً. وأعتقد أن تقييماتنا المتعلقة بالحضارة قد أوضحت هذا الواقع بشكل كاف.
من الخطأ التفكير بالإسلام على أنه مجرد اقتباس أو تحليل بسيط للكتاب المقدس "العهد القديم والجديد"، وعلينا أن نؤكد بأن التعبير التحولي للإسلام قد كون خصوصية عصره بمقدار تأثره بالماضي. إن وصف النبي محمد كشخصية ثورية تليق بالعصور هي مسألة لا تقبل النقاش. وعند مقارنته بالأنبياء الثلاثة الهامين إبراهيم، موسى، عيسى. نرى أنه استطاع عرض منطقه وإرادته بشكل أقوى وطبقه ونظمه على أرض الواقع، وهو الشخصية التي استطاعت تنظيم مسارها بشكل ناجح وتحولت بجهودها الكبيرة إلى وضع القوة الحاكمة في الجزيرة العربية وهي على قيد الحياة، وعلى هذا الصعيد يمكن مقارنتها بشخصيات نادرة في التاريخ مثل الاسكندر ولينين. وعند مقارنتنا للمفهوم التاريخي والاجتماعي سنرى النبي محمد علمياً ليس بالدوغمائية الدينية وإنما كمعلم إيديولوجي ورجل سياسة وعملياتي ولا حاجة للنظر إلى النبي محمد وتقييمه من خلال اكساءه درع من القدسية. لأن العلم سيعطيه حقه لأنه من الشخصيات التي تأتي في المقدمة تاريخياً، فالتطور العقائدي للإسلام لم يسم بمحمد كما يعتقد، بل تم إظهاره بهوية شخص منهمك بالعقيدة الدينية وهو لا يستحق ذلك.
إن إنشاء محمد من أيدي العقائديين المتسلطين بالتاريخ والحاضر، هو أحد أهم الأعمال الأساسية التي يجب أن نقوم بها في ثورة الخلق الجديد "النهضة" للشرق الأوسط. وإن هذا التاريخ هو التاريخ الذي يظهر العقائد والممارسات التي تتناقض مع شخصيته، ويظهر ما جرى مع أهل البيت، وبقاء جثمان محمد على الأرض مدة ثلاثة أيام دون دفنه، على مدى جرأة وكيفية مسار الخيانة منذ اليوم الأول. إن حادثة كربلاء ليست فقط مأساة تاريخية، بل هي أبكر انفجار للخيانة في أحضان الإسلام وواقعها القوي. وتقدم هذه الخيانة التي اعتدت على أقدس القيم، مثالاً للتطرف والوحشية التي ستظهر بها عبر مراحل التاريخ القادمة، إن أبسط يقظة علمية تشترط تحليل واقع وتاريخ الإسلام بأدق تفاصيله. إذ لا يمكن تكوين فرد عصري دون إزالة الرواسب المتكلسة التي تحيط بذهنية الدول الإسلامية والشرق الأوسط كاملاً. وسيكتسب العلماني أو المجدد الإسلامي الحقيقي معنى مفيداً له عندما يدرك دوره ويقوم بما يجب القيام به أمام هذا الواقع. إن الاحترام والفهم الحقيقي لشخصية النبي محمد غير ممكن أن يكون ممكناً إلا بتجاوز الاستبداديين والعقائديين الذين لا يمكنهم رؤية هذه الحقيقة، فهم يصبون الإسمنت على العقل باستمرار ويكرسون القمع كفراعنة ونماريد معاصرين.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة اليمقراطية الفصل الاول ا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية ب - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 - 4