أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - بين الديموقراطية والليبرالية














المزيد.....

بين الديموقراطية والليبرالية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتزامن الديموقراطية والليبرالية في التاريخ الغربي الحديث، كما أنهما لم ترتبطا في المفهوم.
أتت الديموقراطية، كمفهوم وكمطلب سياسي، من حركية مجتمعية أرادت من خلالها طبقات وفئات واسعة نزع استئثار الملك، الذي كان يحكم بشكل مطلق وفردي، بالشؤون السياسية، كما في انكلترا عبر ثورة البرلمان بين عامي 1642و1649 الى أن تتوج ذلك في عام 1688 من خلال انشاء نظام الملكية الدستورية القائم حالياً في بريطانيا (نشأت عن اتحاد انكلترا واسكتلندا في عام 1707، إضافة الى مقاطعة ويلز)، فيما رأينا في فرنسا كيف نشأت حركة مماثلة ضد الملك والكنيسة الكاثوليكية المتحالفين مع بعضهما البعض، أثناء ثورة 1789، ولو أن ذلك لم يؤد الى ديموقراطية دستورية ـ سياسية، وإنما الى حكم اليعاقبة مع روبسبيير والى حكم امبراطوري فردي مع نابليون حيث لم تستقر فرنسا على الديموقراطية السياسية إلا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
تزامن التأسيس المفهومي للديموقراطية السياسية مع ذلك الحراك الاجتماعي، من خلال توماس هوبز في "الليفياثان" (1651) الذي اعتبر القانون ضرورة لتفادي حرب الجميع ضد الجميع في المجتمع الانساني عبر نظرته الى "الانسان كذئب"، وجون لوك في "الحكومة المدنية" (1690) بوصفها مرآة لقوى اجتماعية مدنية تأتي عبر آليات انتخابية لتكون في صورة أخرى عما قدمه الملك المطلق من سلطة أو ما أعطته الكنيسة سواء عبر تحالفها مع الملكية المطلقة أو عبر ما أعطته من خلال ممثلين عنها أو عن سلطتها سواء في الكنيسة الكاثوليكية لما حكم البابوات أحياناً بشكل مباشر أو في الكنيسة البروتستانتية (حكومة جنيف التي شكلها جون كالفن وكانت ذات طابع ثيوقراطي)، إضافة الى مونتسكيو في"روح الشرائح" (1748) لما دعا الى فصل السلطات الثلاث، وصولاً وانتهاء بعمانوئيل كانط في "نقد العقل المحض" (1781) لما أثبت ذاتوية وفردية وحسية المعرفة البشرية عبر تحطيمه الفلسفي للميتافيزيقا مؤكداً على نسبية المعرفة وتعدديتها عند البشر.
لم تكن الليبرالية، كفلسفة ورؤية ايديولوجية سياسية تدعو الى أوسع حيز للفرد والقوى الاجتماعية في حقول الاقتصاد والحراك المدني الاجتماعي أمام حيز السلطة، قد ولدت بعد لما حصل كل ذلك التطور الفلسفي ـ المفهومي على صعيد فلسفة الديموقراطية، والتي هي آليات تنظيمية وقانونية للاختلاف والتنوع في المجتمع، حيث تبلورت بعد ذلك بكثير في أواسط القرن التاسع عشر عبر كتاب جون ستيوارت ميل: "في الحرية" (1859)، وإن كانت إرهاصاتها قد بدأت مع المفاهيم الاقتصادية لآدم سميث (1723 ـ 1790)، ومع هيجل الذي لم يكن فرانسيس فوكوياما مخطئاً لما ربط الليبرالية بأفكاره (كما حاول الماركسيون والفاشيون أيضاً) من خلال رؤيته لمفهوم (المجتمع المدني) الذي يرى أنه يمثل "شروط الحياة المادية" (للمجتمع) التي كان هيجل، على غرار الفرنسيين والانكليز في القرن الثامن عشر، يفهم مجملها تحت اسم "المجتمع المدني" (حيث) يجب البحث عن تشريح المجتمع المدني بدوره في الاقتصاد السياسي" على حد تعبير كارل ماركس في "الاسهام في نقد الاقتصاد السياسي".
إلا أن الليبرالية، التي حاولت تقديم رؤية فلسفية لعلاقة الثالوث (الفرد ـ المجتمع ـ السلطة) عبر أوسع حيز للأول والثاني على حساب الثالث في الاقتصاد والاجتماع وتنظيم ذلك عبر القوانين، لم تستطع أن تماهي نفسها مع الديموقراطية بعد أن أصبحت تياراً سياسياً منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر أو أن تحتكر تمثيل الديموقراطية، حيث نافسها على ذلك الاشتراكيون الديموقراطيون، ذوو الجذور الماركسية، في فترة 1880 ـ 1914 قبل أن يأتي لينين ويسود التيار الماركسي، وأيضاً الراديكاليون ذوو الجذور اليعقوبية التي تعود الى روبسبيير، وفي فترة الكفاح ضد المدّين الفاشي والنازي كان رافعو راية الديموقراطية في وجه هتلر وموسوليني متنوعين من الماركسي غرامشي الى المحافظ تشرشل والليبرالي روزفلت، فيما رأينا، بعد عام 1945، كيف كان الكثير من الديكتاتوريين ليبراليين في الاقتصاد، مثل بينوشه في تشيلي، فيما لم يكن كذلك على صعيدي السياسة والقوانين.
الآن، وبعد تحوّل 1989 الذي يعادل تحولي 1688 و1789 على صعيد مجرى التاريخ العالمي، نرى الكثير من الدعوات، ذات الطابع الايديولوجي، التي يطلقها الكثير من الليبراليين العرب الجدد بشأن "تماهي" الليبرالية والديموقراطية، وهو شيء لا نراه في الوسطين الفكري والسياسي في الغرب (؟...)، حيث تعتمد الأفكار السياسية في عملية طرحها وتدعيمها، على أسس معرفية مكينة، وليس على أسس لا تمت الى المعرفة والعلم بصلة تعود الى نزعة رغبوية ايديولوجية، تختلط فيها الاستئصالية السياسية مع (النخبوية) المعرفية، ومع الاستئثارية الحزبية التي تعود الى الكثير من النزعات الستالينية ـ الشمولية السابقة عند العديد من الليبراليين العرب الجدد الآتين من أحضان الكرملين السابقة.




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-
- حياد التقنية
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - بين الديموقراطية والليبرالية