أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .















المزيد.....

إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6129 - 2019 / 1 / 29 - 08:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تعد إستراتيجية تطويق النظام التي ينهجها الإسلاميون عموما ، والبيجيديون وحركتهم على وجه الخصوص، خافية على كل متتبع للشأن السياسي المغربي . فمنذ أن تجرأ رئيس حركة التوحيد حينها أحمد الريسوني ، في ماي 2003 ، على استهداف شرعية الملك وأحقيته في تولي إمارة المؤمنين ، أدرك البيجيديون أن الاستهداف المباشر لشرعية النظام الدينية والسياسية ، خصوصا بعد ردة فعل القوية التي أثارتها تصريحات الريسوني داخل أجهزة الدولة وفي صفوف الأحزاب السياسية ، لن يخدم أهدافهم البعيدة وقد يعرضهم لقرار الحل في أية لحظة. لهذا غيروا التكتيك وحافظوا على الإستراتيجية بكل أهدافها ؛ إذ ركزوا على الأمور التالية التي تشكل القاعدة الصلبة للنظام :
1 ــ التصدي للمشروع الحداثي الديمقراطي . لقد تابع المغاربة عامة الحملة الشرسة التي شنها البيجيديون وحركتهم ضد مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية الذي يؤسس للمجتمع الحداثي ويضمن الحقوق لنسائه كافة ويرفع عنهن الحيف الاجتماعي والظلم القانوني والقهر التاريخي . فلا حداثة بدون الارتقاء بأوضاع النساء وضمان مساواتهن في كل المجالات . وما دام البيجيديون يدركون أن تحرير المرأة وتمتيعها بحقوق المواطنة كاملة يشكلان المدخل الأساس لأي حداثة سياسية واجتماعية ، فإنهم تصدوا بكل قوتهم العددية وفتاواهم الفقهية لمشروع الخطة . كانت الغاية إذن إفشال المشروع المجتمعي الحداثي الذي توافق بشأنه الملك والقوى السياسية والمجتمعية الحية والفاعلة .
2 ــ التصدي لجهود الدولة في محاربة التطرف والإرهاب . كانت أولى مواجهة البيجيديين للدولة حين انخرط المغرب في الحرب ضد الإرهاب والتحاقه بالجبهة التي شكلتها الولايات المتحدة الأمريكية . تلاها موقفهم المناهض لقانون الإرهاب الذي صادق عليه البرلمان . بعد فشلهما في الضغط على الدولة للخروج من التحالف الدولي إياه والتراجع عن قانون الإرهاب ، وجه البيجيديون سهامهم ضد الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة بمحاربة الإرهاب . إذ كلما أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك خلية إرهابية إلا وسارعت أبواق البيجيدي وحركته إلى اتهام الدولة بفبركة الملفات . بل إن قيادة البيجيدي اتهمت الدولة نفسها بتدبير تفجيرات الدار البيضاء والتستر على المخططين الحقيقية لها . وكم دافع البيجيديون عن أمراء الدم وشيوخ القتل وفقهاء الكراهية إثر اعتقالهم ، لدرجة أنهم أسسوا هيئة حقوقية مختصة بالدفاع عن المتورطين في القضايا الإرهابية .كانت الغاية من كل هذا هي ممارسة كل أشكال الضغط والتشويش على الدولة وأجهزتها الأمنية حتى تكفّ عن مطاردة الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وإحباط مخططاتهم التخريبية . ولا شك أن الضغط على الدولة والتشويش على الأجهزة الأمنية يسمح للإرهابيين بتشكيل الخلايا واستقطاب مزيد من المتطرفين وتوسيع نفوذهم ليشمل جميع التراب الوطني قبل الانتقال إلى تنفيذ العمليات الإرهابية بهدف زعزعة استقرار الوطن والعمل على إضعاف الدولة .وفي هذا ضرب لصلاحية الملك الدستورية المتمثلة في حماية الوطن .
3 ــ عرقلة تجديد الخطاب الديني . حين أدركت الدولة أن الإرهاب هو عقائد قبل أن يكون قنابل وأحزمة ناسفة ، قررت الانخراط في برامج إعلامية ، دينية ، تعليمية وثقافية تروم تجديد الخطاب الديني وجعله منفتحا على قيم العصر وثقافة حقوق الإنسان وحذف كل ما يحرض على الكراهية والتكفير . وما دامت إستراتيجية الدولة لا تخدم أهداف البيجيديين المناهضين للحداثة ، فقد عملوا على عرقلة جهودها بشتى الوسائل ،أهمها :
أ ــ تجنيد خطباء المساجد ( بالمناسبة غالبيتهم ينتمون أو متعاطفون مع البيجيدي وحركته الدعوية ) للتصدي لهذه الإستراتيجية مثلما سبق وجندهم البيجيدي ضد مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية ومشاريع ومطالب نسائية أخرى ( الإجهاض الطبي ، المساواة في الإرث..)
ب ــ استدعاء شيوخ ودعاة معروفين بتطرفهم ومناهضتهم لقيم حقوق الإنسان ومعاداتهم للنساء . والغاية هي تطويق جهود تحديث بنيات المجتمع ، خصوصا وأن الدين يلعب دورا مهما في حياة الأفراد . ففي عز المعركة من أجل خطة إدماج المرأة في التنمية ، استدعى البيجيديون/الحركيون شيخهم القرضاوي ليفتي بمصادمة بنود الخطة للشريعة الإسلامية . وكلما تعالت أصوات الحركة النسائية من أجل المساواة والإنصاف ورفع كل أشكال التمييز والعنف ضد النساء ، إلا وسارعت أذرع البيجيدي إلى استقدام دعاة آخرين للاستقواء بهم بهدف الضغط على الدولة حتى لا تستجيب للمطالب النسائية أو تفعّل التزاماتها الدولية وما صادقت عليه مواثيق واتفاقيات .
4 ــ العمل على إفشال خطة تغيير البرامج التعليمية عموما ، ومقررات التربية الإسلامية على وجه الخصوص. فبمجد أن أعلنت الدولة ضرورة مراجعة البرامج التعليمية في مادة التربية الإسلامية حتى تعالت الاتهامات للدولة بالانخراط في الحرب على الإسلام والاستجابة للضغوط الأمريكية . كما ركزت خطة البيجيدي على تحريك عناصره داخل اللجان المكلفة بالمراجعة بهدف أن يبقى التغير شكليا ولا يمس الجوهر . وكذلك كان ، حتى إن الملك ، في كل مرة يعطي تعليماته بتغيير مضمون البرامج الدينية في المناهج التعليمية . وخير مثال على هذا التحايل لتعطيل أهداف التغيير ما تضمنه مقرر التربية الإسلامية للسنة أولى باك من تفكير للفلسفة والفلاسفة واتهامهم بالزندقة والفسوق . أما على مستوى الإعلام العمومي فالأمر أخطر إذ تحولت المحطات الإذاعية والتلفزية الدينية مثل إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم وقناة محمد السادس للقرآن الكريم ، منابر لبث الخطاب الديني الإخواني والداعشي في نفس الوقت.
5 ــ العمل على تعطيل الدستور وتفريغ بنوده من مضامينها بتشكيل مؤسسات صورية أو تأخير إخراج القوانين التنظيمية . ويمكن الإشارة هنا إلى هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز التي تم تشكيلها وإفراغها من صلاحياتها المنصوص عليها في الفصلين 19 و164 من الدستور. وقد أعدت مشروع القانون المؤسس لهذه الهيئة الدستورية بسيمة الحقاوي الوزيرة عن البيجيدي . وكذلك الشأن فيما يتعلق بقانون التحرش الذي لم تأخذ فيه السيدة الوزيرة البيجيدية بعين الاعتبار اقتراحات ومطالب الجمعيات النسائية .
6 ــ اعتماد سياسة تفقير غالبية الشعب وضرب قدرتها الشرائية بسلسلة من القرارات والإجراءات الغاية منها إحداث قطيعة بين الشعب وبين النظام ؛ بل جعل النظام المسئول المباشر عن وضعية التفقير والتهميش . فحتى عندما تدخل الملك وطالب من رئيس الحكومة بإعداد برنامج لتشغيل الشباب في ظرف 3 أشهر ، عجز هذا الأخير . بينما البرامج التي تستهدف ضرب القدرة الشرائية المواطنين ، فإن الحزب يعدها في أسابيع قليلة . وعبارة بنكيران ، رئيس الحكومة المقال، "أنا خدام عند الملك " يريد بها جعل الملك المسئول عن تلك القرارات التفقيرية التي أثارت غضب المواطنين .
7 ــ إغراق المغرب بالديون الخارجية ورهن قراره السيادي بيد الدوائر المالية الدولية . تلك هي إحدى الخطط الجهنمية للبيجيدي لتفجير الوضع الداخلي ودفع المواطنين إلى تنظيم الاحتجاجات التي لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبها . فبسبب ارتفاع المديونية إلى مستويات قياسية (92 % من الناتج الداخلي الخام) سيكون على الدولة رصد مواردها لتسديد الديون بدل الاستثمار ؛ الأمر الذي سيزيد من حدة التوترات الاجتماعية .
إذن ، الدعوة الحالية الموجهة لطارق سويدان تدخل ضمن إستراتيجية البيجيدي ،وحلقة من حلقاتها الهادفة إلى تطويق النظام وضرب شرعيته ،خصوصا وأن سويدان معروف بتهجمه المباشر على الملك ونعته بنعوت خسيسة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مدى نجاعة المقاربة الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
- أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
- كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
- ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
- لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.
- تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
- الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .
- لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
- جذور الإرهاب عقائده .
- أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج ...
- أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
- العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
- من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
- العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
- لله دركم آل المرابط .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .