أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - من مصر… الرئيسُ يُطلقُ طائرَ المحبة














المزيد.....

من مصر… الرئيسُ يُطلقُ طائرَ المحبة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6128 - 2019 / 1 / 28 - 03:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من قلب العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، ترحّم الرئيسُ المصري محمد عبد الفتاح السيسي على شهداء الوطن الأبرار، من أبطال الجيش والشرطة، الذين جادوا بالدم النبيل في سبيل استقرار وطنهم العزيز مصر وأمن شعبنا الطيب. ثم أعلن الرئيسُ، من قلب الكاتدرائية الجديدة: أن المصريين قد غرسوا "شجرة المحبة" معًا يدًا بيد، لتورق في فضاءات الدنيا بأسرها، فيعرفُ العالمُ أن المحبةَ والسلام والتسامح ستظلُّ تسكنُ أرضَ مصر، رغم ما يصنعه أهلُ الشرّ من محاولات إرهابية بين الحين والحين، يتصدّى لها أمنُنا الباسل. كان ذلك عشيةَ عيد الميلاد المجيد، يوم 6 يناير الماضي، حيث ذهبنا، نحن مجموعة من الأدباء والفنانين والشخصيات عامة، يتقدّمنا الرئيسُ السيسي وشيخُ الأزهر الشريف، لنحتفل مع قداسة البابا تواضروس وأشقائنا المسيحيين بعيدهم، كما اعتدنا في كل عام. وقد قرّر الرئيسُ هذا العام أن تتزامن ثلاثُ احتفالياتٍ مهمة في يوم واحد. أولا: احتفالنا مع أشقائنا المسيحيين بافتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح" أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، مع فضيلة الإمام الأكبر، وثانيا: احتفال قداسة البابا وأشقائنا المسيحيين معنا نحن المسلمين بافتتاح مسجد "الفتاح العليم"، بأرض العاصمة الإدارية الجديدة أيضًا، وثالثا: أن يكون الاحتفالان السابقان على شرف يوم ميلاد رسول السلام، السيد المسيح عليه وعلى أمّه البتول السلام . تلك هي الرسالة التي أراد أن يرسلها الرئيسُ إلى الشعب المصري والعالم بأسره: أن تُدشّن أكبر وأفخم كاتدرائية في الشرق الأوسط، جوار مسجد فخم هائل، في عيد ميلاد رسول السلام والمحبة؛ تلك هي الرسالةُ الأولى. وأما الرسالةُ الثانية، فهي أن يفتتح قداسةُ البابا مسجدَ المسلمين، وأن يفتتح فضيلةُ الإمام الأكبر كاتدرائيةَ المسيحيين، والقاسمُ المشتركُ بينهما هو رئيسُ الدولة. في رسالة واضحة إلى العالم أجمع تقول: إن الدولة المصرية تقفُ على مسافة متساوية من جميع عقائد أبنائها. وأن الفُرقة والشقاقَ والطائفية، لا محلّ لها في مصر.
للعام الخامس على التوالي، يحرص الرئيسُ محمد عبد الفتاح السيسي على تهنئة المصريين الأقباط المسيحيين في عيد الميلاد المجيد، من قلب الكاتدرائية المصرية. الأعوام الثلاثة الأوَل، كان الاحتفالُ في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تلك التي احتفلنا بعيد ميلادها الخمسين في العام الماضي. وفي العامين الأخيرين كان الاحتفالُ بعيد الميلاد في الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة: "كاتدرائية ميلاد المسيح"، تلك التي احتفلنا العام الماضي أيضًا بافتتاحها التجريبي في 6 يناير 2018، قبل الانتهاء من بنائها، واحتفلنا هذا العام يوم 6 يناير 2019 بافتتاحها الرسمي، في تزامن مع افتتاح مسجد "الفتاح العليم" على مرمى حجر من الكاتدرائية.
نتذكّرُ بكل فخر وتقدير، أولَ شهداء مصر الشرفاء في عام 2019، وهو الرائد "مصطفى عبيد"، الضابط بإدارة المفرقعات بالحماية المدنية في الشرطة المصرية. شابٌّ في الخامسة والثلاثين من عمره سبقه عشرات ومئات الشهداء الذين قدّموا أرواحهم على مذبح الطائفية والتكفير قربانا لله سبحانه وتعالى، وقربانا لمصر وأمنها واستقرارها وذودًا عن أرواح أشقائنا المسيحيين أبناء مصر الطيبة، التي لا تعترف إلا بأبنائها الشرفاء الذين لا يعرفون الفرقة ولا الشقاق ولا العنصرية ولا الطائفية.
ذلك الضابط النبيل، الرائد "مصطفى عبيد" رحمه الله، نجح في تفكيك عبوة ناسفة مخبأة داخل حقيبة شريرة مخفاة فوق سطح أحد المنازل في عزبة الهجانة، كانت تستهدف تفجير إحدى الكنائس بمنطقة حي مدينة نصر. فوأد البطلُ الشهيدُ مذبحة سوداء كانت حتميةً مُحققّة الوقوع؛ لولا يقظة رجال الأمن المصريين، وحرصهم على أرواح أبناء الوطن المسالمين. هذا الضابط المسلم افتدى بدمه أرواحَ أشقائه المسيحيين، وترك لأرملته الطبيبة طفلين صغيرين (يارا- يوسف)، سوف يكبران مع الأيام ويفخران بأبيهما البطل. زوجته، الدكتورة آيات، قالت والدموع تُشرِق في عينيها حَزَنًا وفقدًا: “الحمد لله ربنا اختاره للشهادة الكريمة. مايغلاش على ربنا، ولا على مصر. وقلتُ لأطفالي أن والدهم الآن في مكان أجمل من الأرض.” وأمّن على كلماتها والدُ الشهيد، اللواء عبيد الأزهري بالقوات المسلحة المصرية، الذي قدّم ولده فداءً لمصر، وافتداءً لأبنائها الأقباط. تلك هي أوراق "شجرة المحبة" التي تكلّم عنها الرئيس السيسي في خطابه يوم عيد الميلاد، والتي ستظلُّ تنمو وتُزهرَ حتى تُظلّل أرجاء مصر، بإذن الله.
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فِقه الدهشة… وقتلها!
- حملة 100 مليون صحة … شكرًا لدهشتي
- في الإمارات … مسجدُ مريمَ أمَّ عيسى عليهما السلام
- المصحفُ في بيتي …. جوارَ البتول
- الرئيسُ يصفعُ الطائفيةَ ... بكاتدرائية ومسجد
- الرئيسُ يضمُّ المحرابَ والمذبح
- سعد والاسكندراني …. ومسيو موريس
- سيناءُ البهيةُ ... التي عادت عروسًا
- كيف كسر الرئيسُ الحائطَ الرابع؟
- الرئيسُ يكسرُ الحائطَ الرابع
- مَن الذي يغازلُ إسرائيل؟
- هدايا الكريسماس … من الرئيس لأطفال مصر
- في المعبد اليهودي … بالقاهرة
- على هامش الفستان… طاقيّةُ التقيّة
- كلامٌ هادئ في شأن تونس والأزهر
- زهرةٌ بين منال ميخائيل و… بسملة
- عمرو سعد … والصبايا الجميلات
- نصف قرن على ميلاد الهرم
- مصرُ الكويتُ … والوزيرةُ الجميلة
- تلويث الذوق العام


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - من مصر… الرئيسُ يُطلقُ طائرَ المحبة