|
ايام الحزن والمصائب في العراق
سامان أمين
الحوار المتمدن-العدد: 1525 - 2006 / 4 / 19 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة ٌ المآسي التي نعيشها في العراق وكثيرة ٌ هي المصائب التي نحيا معها في العراق, المآسي والمصائب أصبحت حاجة مُلحة كالماء ِ والهواء وربما نستغرب أذا مر َ يوم من أيام الحزن في عراقنا دون مصيبة ودون ألم ودون بكاء وكأن َ العراق َ خُلق َ ليبكي وناسه ُ الطيبين خُلقوا ليلطموا الخدود َ ويقفون َ في مراسم العزاء ِ على الاحبة ِ والغاليين، فمنذ ُ عام 38 للهجرة والعراق يعيش ُ في حمام ِ دم ٍ لا ينتهي وهنا أكتب ُ التاريخ الهجري كوننا مسلمين وثانيا ً لأكون دقيقا ً في كلامي وربما لتأثيره ِ المباشر علينا وعلى مسرى حياتنا والتغيرات التي رافقتها بدأ ً من موقعة الجمل وأستشهاد الحسين الشهيد وأهل ِ بيته ِ وثارات الحسين وارهاب الحجاج والامويون وبعدهم العباسيون وفتنة القرامطة وأرهاب المغول والاحتلالين العثماني والبريطاني وصولا ً ألى نهاية الخمسينات في القرن العشرين والأرهاب الفكري والعقائدي والعسكري البوليسي للقوميين والتي أدت ألى أبادة العائلة المالكة وقتل الملك فيصل الثاني والتي أعتبرها أوسخ عملية تصفية لعائلة مالكة في القرن العشرين ( مع الفروقات الدينية والاخلاقية والانسانية والافعالية بين العائلة المالكة العراقية والعوائل المالكة في روسيا والنمسا وفرنسا سابقا ً ) وتحت ذريعة التبعية للأستعمار البريطاني ( العراق اليوم خالي من التبعية لأي دولة بالطبع) وهدر المال العام والفساد الاداري وفساد البلاط ( الدراسات حسب المعهد القومي للدراسات العراقية في قرية السلمان في محافظة السماوة بالتعاون مع فرعها في ناحية سُميل في محافظة دهوك أقرت أن العراق خالي من الفساد الاداري ولا يوجد نهب دينار واحد من الخزينة العامة ) والكثير الكثير من هذه المسوغات الكاذبة وهذا الكلام الفارغ والتي أثبتت الايام الحزينة للعراق كذب وزور تلك الادعائات وأتحدى أي عراقي مستقل وأي مفكر موضوعي واي مؤرخ شفاف أن يروي ايام العراق قبل الملك وبعد الملك ولست ُ هنا في موقع الدفاع عن المَلَكية والتي ذهبت ولن تعود وكثير من الاصدقاء يتهموني بأني أقطاعي لهذا أحب الملَكية، ولكنها حقيقة لا ينكرها أو بالأحرى لا يستطيع أنكارها ألا الذين قاموا بالانقلاب والتي تسمى ثورة في مفهومهم والمفارقة الكبرى أن الانقلابيين يرفعون الشعارات الرنانة والمزيفة في حقيقتها لكسب ود الشارع ويتحولون بقدرة قادر من صوت للحرية والاستقلال ولا للتبعية ومال الشعب للشعب ألى لصوص وسُراق مال الشعب ويأسسون دولة قمعية مستبدة ظالمة ديكتاتورية وهذا ما حصل في عراقنا بدأ ً بالزعيم الخالد كما هو مدون في ثقافاتهم وكتاباتهم عبد الكريم قاسم ووصولا ً الى يومنا هذا ولا داعي لذكر تفاصيل ماذا فعل خالدهم وعارفهم والذي بعده و حزب العفلق الاشتراكي بقيادة عبدالله المؤمن والذي بدأ معه مآساة العراق الكبرى من حروب وويلات وقتل وضرب بالاسلحة المحظورة وعمليات الابادة والانفال ودهاليز الدولة السرية والمبنية على الخوف والضرب بالحديد والنار وبعده دولة بريمر والذي كان سبب هذه الفتنة الواقعة في العراق حالياً والتي لا يستطيع كل قادة العراق من تلافيها أو أيجاد الحلول لها وربما كانوا مشغولين َ بأشياء أخرى غير الدم العراقي المذبوح ِ والمهدور ِ يوميا ً وبالعشرات وهم مسجونين طوعا ً في داخل مساحة من التراب البغدادي الحبيب والذي لا يتجاوز الواحد بالمئة من مساحة بغدادنا الجميلة سابقا ً وهي المنطقة الخضراء ولا أدري لما سُميت بالخضراء مع العلم نسبة التشجير فيها قليلة مقارنة ً بمناطق أو أحياء أخرى في بغداد وأنها أساساً كانت تسمى بحي التشريع ولكن لا أدري لماذا غيروا أسمها ربما هو أسم يدل على حقبة معينة أو نظام وطاغية فيجب أن نغيرها كما فعلنا مع كثير من الاشياء وكما يطالب اليوم كاتب عراقي يكتب مقالات على شاكلة حلقات مثل المسلسلات العربية ويطالب بأعدام خمسة وثمانين بالمئة من أدباء وكُتّاب وشعراء وفنانين وملحنين العراق بحجة أنهم كانوا من رموز النظام بل كانوا صداميين أكثر من صدام نفسه وهنا أقول لماذا لا نهدم فندق الرشيد و عشتار شيراتون وفلسطين ميريديان وقصر المؤتمرات ونصب الشهيد وطريق القادسية السريع وجميع الطرق والجسور والانفاق الموجودة في بغداد فأنها كانت من صنع النظام وبأمر من صدام !!! وهنا أذكر مقولة لجمال عبد الناصر مع كونه أنقلابيا ً أيضا ً ولكن لا يمنع أنه كان أفضل بكثير من أنقلابيّ العراق, عندما قال لصديق عمره ِ عبد الحكيم عامر أو حسين الشافعي ( لا أذكر بالتحديد الشخص فليسامحني القارئ نسياني ) والذي كان مديرا ً لأذاعة وتلفزيون مصر آنذاك عندما منعَ بث أغاني السيدة أم كلثوم كونها تمثل صوتا ً للبلاط الملكي المقبور وصوتا ً للنظام البائد فقال له : لماذا لا تأخذ فرقة عسكرية وتدمر الاهرامات ونصف مدينة القاهرة لكونهما مظاهر للنظام البائد, وهنا أقول أو أقترح لو تسمى المنطقة الخضراء بالحمراء لأسباب يعرفها الشعب العراقي وأصحاب الدم المذبوح لهذا الشعب المظلوم . وليسمح القارئ أن أروي له حكاية، في قديم الزمان وتحديدا ً في بدايات دولة بني العباس في العراق وبينما كان أبو العباس السفاح جالساً في مجلسهِ لمح َ أحد مؤيدي الدولة الاموية المقبورة فقال له : أترى كيف أذهب َ الله عنكم الطاعون بولايتنا . فما كان من الرجل ألا أن أفحمه بسريع الرد وقال : إن َ الله لا يجمع ُ على عبده ِمصيبتين، ولايتكم والطاعون . تُرى لو كان هذا الرجل موجودا ً في يومنا هذا وخرج الى شوارع بغداد فأني أجزم بأنه ُ سيصاب ُ بالهلع ِ والجنون ِ ويقول : لم أرى شعبا ً يجمع ُ الله عليه ِ كل هذه المصائب، ولايتهم والارهاب والقتل على الهوية ونحر الرقاب وحكومة الدريل ونهب المال العام والفساد والرشوة والمحسوبية والجوع والبطالة وحاميها حراميها وأنفلونزا الطيور ومصطلح شوف حبيبي وأخيرا ً وليس َ آخرا ً المصطلح الجديد في علم السياسة وفي أيام الحزن العراقي( يؤجل ألى أجل غير مسمى) أو لأكون أكثر دقة أهدار الدم العراقي الى أجل غير مسمى . هذا حديث ألرجل الاموي المقبور وليس َ كلامي . وعلى رأي كاظم الساهر الذي أطالب بأعدامه ِ شنقاً حتى الموت في ساحة التحرير أو ساحة الخّلاني لأنه غنى لصدام ... أبات مهموم وأصبح مستعد للهم أضحك مع الناس قاتل لوعتي بصدري يا معشر الناس ما تخلص مآسينا رضينا بالهّم والهّم ما رضى بينا يزيدنا جروح حتى اللّي يواسينا أرحمني يا رب ارحمني أرحمني يارب في برج الصبر نجمي شمسوي من شر واشايف أنا بعمري
#سامان_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مثلث الموت
-
الاحتكار التقني والاتصالاتي
-
العتب بين الاحباب
-
سرقة أدبية
-
المرأة ..ثم المرأة .. وأخيراً المرأة
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|