أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شاكر الناصري - فنزويلا: إنقلاب أمريكي ومأزق يساري!














المزيد.....

فنزويلا: إنقلاب أمريكي ومأزق يساري!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 6126 - 2019 / 1 / 26 - 04:06
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من المؤكد أن التدخل الأمريكي السريع في الوضع السياسي الفنزويلي، ودعم زعيم الإنقلاب، لم يكن الأول، وقطعاً لن يكون الأخير الذي ترتكبه الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الدولة وغيرها من دول أمريكا اللاتينية التي تسعى لأن تستعيدها كحديقة خلفية، بعد أن خرجت من سيطرتها بوصول حكومات يسارية إلى السلطة، أقدم العديد منها على اتخاذ خطوات جدية تصب في صالح سكان الدول المعنية، كالتعليم والاسكان والصحة وتأميم الثروات النفطية.

الإدعاء بأن أمريكا تدخلت من أجل وقف تدهور الأوضاع وخشيتها من هجرة الملايين من الفنزويليين الذين أصبح من المتعذر عليهم العيش في تلك البلاد بسبب التدهور الاقتصادي والتضخم المهول وسطوة الحزب الحاكم بقيادة مادورو، هو إدعاء لايمت إلى الواقع بصلة، فوقائع السنوات الماضية، تكشف عن محاولات أمريكية جدية، عسكرية ومخابراتية للاطاحة بحكم شافيز ومن بعده مادورو، وكذلك تأليبها للقوى الليبرالية الموالية لها، وتحريكها ضد النظام الحاكم، تصويرها هذه التحركات وكأنها تحركات شعبية ترفض حكم شافيز أو مادورو. يضاف إلى ذلك أن ما يعانيه ترامب من صراعات مع المؤسسات التشريعية الامريكية، التي منعته علناً من إلقاء خطاب وحدة الاتحاد، وتردي شعبيته داخل أوساط من انتخبوه أنفسهم، وتساقط الكثير من مساعديه في قضايا قانونية وأخلاقية، ساهم في دفعه لاتخاذ قرار بدعم خوان غوايدو، زعيم المعارضة الفنزويلية، الذي نَصب نفسه رئيساً للبلاد.

لم تقف أمريكا، ومؤسساتها المخابراتية والعسكرية والدبلوماسية مكتوفة الأيدي إزاء بروز قوى سياسية تستعيد الخطاب الشيوعي، ولا تتردد في اعلان الإنتماء للشيوعية والدفاع عن العمال والاستناد إلى الفئات الفقيرة التي تنتشر في دول أمريكا اللاتينية، فلا شيئ يثير حفيظة أمريكا ومؤسساتها سوى الشيوعية وأن تكون نظم الحكم المجاورة لها أنظمة شيوعية أو يسارية تدافع عن مصالح وحياة الناس ومستقبلها، وتقف ضد الهيمنة واحتكارات رؤوس الأموال، بل سعت جاهدة للتدخل بقوة، عبر فرض العقوبات الاقتصادية والحصار التجاري ومنع التعامل مع هذه الدول وابعادها عن التحالفات الاقتصادية الموجودة في العالم أو في القارة الامريكية، لأمريكا تجربة اجرامية ومخزية تتمثل في فرض حصار اقتصادي ضد كوبا قبل ما يقرب من ستة عقود، وكذلك عبر الشركات والبنوك والوسطاء والقوى السياسية الليبرالية لوضع العراقيل امام مشاريع جادة تهدف للارتقاء بحياة الناس ومستقبلها واخراجها من واقع الفقر والبؤس. ولعل تجربة البرازيل في عهد الرئيس لولا دا سيلفا، والانجازات الكبيرة التي حققها في مجال التعليم والصحة وخفض نسبة الفقر والعشوائيات وأحياء الصفيح ومواجهة الجريمة، كانت تجربة هامة وحية جداً، لكنها باتت تثير الريبة لدى أمريكا ومؤسساتها الاعلامية التي لم تتوقف عن كيل الاتهامات بالفساد والطغيان والدكتاتورية للولا دا سيلفا، مثلما فعلت مع غيره من زعماء الدول التي اصبحت ذات هوية يسارية وشيوعية. كولومبيا والارجنتين والإكوادور الأمر الذي تحقق لها وتمت إطاحة لولا دا سيلفا وزجه في السجن، دون محاكمة ولا أمل في اطلاق سراحه في وقت ما، بل وصل بولسونار، كرئيس جديد للبرازيل، حليف لأمريكا ويبز ترامب في عنصريته وفاشيته!

لم تكن تجارب دول أمريكا اللاتينية التي حكمتها انظمة وسلطات تنتمي لليسار والشيوعية، كما تعلن عن ذلك في خطبها وممارساتها وصراعاتها، تجارب شيوعية حقيقية وجدية، بل شابتها الكثير من الشوائب المدمرة، وكأنها لم تتعظ من تجارب الانظمة الاشتراكية والشيوعية في الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية، بل أن بعض زعماء هذه الدول هم نسخ مشوهة عن ستالين وهونيكر وشاوشيسكو وغيرهم في الممارسة والتعامل مع من يحكمونهم، أو مع من يختلف معهم أو يعارضهم.

من المعروف أن فنزويلا بلد نفطي، بل من أغنى بلدان العالم قاطبة من حيث مخزونه النفطي، لكن لا شافيز، ولا مادورو تمكنوا من تحويل هذه الثروات الهائلة إلى مصدر قوة للدولة والمجتمع في فنزويلا، والارتقاء بحياة السكان ورفاههم ، وإعادة بناء تنمية اقتصادية واجتماعية، وقبل ذلك احداث التحول الثوري داخل المجتمع، بل أكتفوا بمشاريع رخوة وهشة، مثل مشاريع الاسكان وحولوها إلى منجز عظيم. والانشغال بقضية تصدير الزعيم البوليفاري الذي يمنح الثروات لمن يناصره! المشكلة الحقيقية لنظم الحكم في فنزويلا مادورو، أو برازيل لولا دا سيلفا، انه ترك الاقتصاد دون تدخل مباشر، دون مشروع اشتراكي أو شيوعي ثوري واضح المعالم، بل ترك بنية النظام الرأسمالي تعمل كما هي في البنوك والشركات والأرباح، وأكتفت الدولة بدور الرأسمالي الأكبر الذي يهيمن على كل شيئ.

انحسار المد اليساري والشيوعي في أمريكا اللاتينية وابتعاده عن الحكم، سيساهم في عودة القوى اليمنية الموالية لأمريكا والمنفذة لاجندتها. لكنها هذه المرّة لن تعود بثوب الدكتاتور وحكم العسكر، كما فعل ذلك بينوشية في تشيلي، وبوردابيري في الاوروغواي، وفي الارجنتين وبنما وبارغواي، وكل الانظمة العسكرية الدكتاتورية التي حولت دول هذه القارة إلى مسرح للقتل والتنكيل والإنتهاكات المروعة بحق السكان. بل ستكون رايتها حرية رؤوس الأموال والشركات والبنوك الكبرى وصندوق النقد الدولي وتوأمه في إفقار العالم، البنك الدولي والمؤسسات المانحة الاخرى، والانصياع لكل ما تريده الإدارة الأمريكية.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السترات الصفراء ما بين العراق وفرنسا!
- الثقافة في العراق حصة المليشيات!
- قسوة التاريخ وفشل سلطة الإسلام السياسي في العراق
- اعتذارات هادي العامري
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! الجزء الثالث
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الثاني
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الأول
- اصلاحات العبادي تتسبب في زيادة الفقر في العراق..!!
- عن محنة رقية وأهلها مع كتاب العلوم!
- سمير صالح الذي عاد من جحيم أقفاص الأسر إلى جحيم العراق!
- -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، ...
- هل تُرك مسعود البارزاني وحيداً؟
- صناع الفشل...!
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شاكر الناصري - فنزويلا: إنقلاب أمريكي ومأزق يساري!