|
الاخوان المسلمين و الولادة المشوهة
احمد الشيخ دقو
الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 23:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان نظر القارئ بتمعن لراى ان العنوان لا ينم الا على السوداوية و التشائم ، ولكن الحال هكذا عندما نتكلم عن الغربان السود ( الاخوان المسلمين ) .
فتاريخهم مصبوغ بالدم وافكارهم لبوسها السواد و عقيدتهم مريضة وقلوبهم كالحجارة او اشد قسوة ، فتنه العصر وخوارج هذا الزمان ، شوكة في خاصرة هذه الامة منذ تاريخ الاستقلال حتى هذا اليوم ، فهم الشكل الجديد من الاستعمار الداخلي .
من تاسيس هذا الفكر حتى الان ، فابن الساعاتي ( حسن البنا ) يهودي الدين مغربي الجنسية ، و السفير البريطاني في مصر انذاك الذي يعتبر الاب الروحي الخفي للحركة ، هما من زرعا هذه البزرة الشيطانية في الوطن العربي . وتمت رعايتها من اجهزة المخابرات العالمية وتقويتها ، لتكون السبب الرئيسي في دمار هذه الامة واستنزاف مقدراتها و تدمير الشباب العربي .
و بالمتابعة للتسلسل التاريخي نرى بان فكرهم ومنهجهم يتطور حسب الاوضاع العالمية والعربية ويسعون الى التاقلم و الاندماج في المجتمع ( اجتماعيا واقتصاديا وحتى عسكريا ) . فنرى بان سيد قطب قام بتقسيم المجتمع الى قسمين {( مسلم وغير مسلم ( جاهلي ) )) فالمجتمع المسلم هو المجتمع الذي يطبق فيه الاسلام عقيدة وعبادة وشريعة و نظام ، والغير مسلم ( جاهلي ) لا تطبق فيه شريعة الله ولا تحكمه تطوراته .
حول هذه الفكرة تدور جميع الافكار الاخرى ، وهذا ما ظهر في كتاب ( في ظلال القران ) . وعلى اساس هذا النظرية اباحوا الجهاد وشرعوه ، فاخدوا في التاويل و الاجتهاد الظني ، و قاموا بتاسيس الجماعات الجهادية والإشراف عليها و تأمين الدعم لها المادي و المعنوي ، ومنها السلفية الجهادية وسلفية الصحوه و الجهاد الشعبي و... و... ثم تطورت افكارهم الجهادية للخارج برعاية وارشاد المخابرات الاميركية مثل : افغانستان ، من اجل محاربة الاتحاد السوفييتي السابق .
تم انشاء تنظيم القاعدة في افغانستان تحت رعاية وتسليح اميركي ، وهي عبارة عن متطرفين و مجرمي الاخوان المسلمين اضافة الى المرتزقة من الجماعات الاسلامية الجهادية والتي تتبع بالحتمية للتنظيم الام من الاخوان المسلمين .
وبامر مباشر من امريكا اطلق شيوخ الدعوة الاخوانية فتاويهم داعيين للجهاد في افغانستان وكان ابرزهم ومؤسس فكر القاعدة هو ( عبد الله عزام ) وهو العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، كما زار عزام امريكا عدة مرات بحجة جمع التبرعات ، واسس عدة مراكز للتجنيد ، وقد سمي عزام ( بامير المجاهدين ) ، و يرى عبد الله عزام ( بان هذا الصراع في افغانستان مجرد خطوه اولى في ثورة اكبر واشمل تتمثل في القضاء على الحكومات العربية ) . وكان اسامة بن لادن هو اقرب مساعديه حيث كانت مهمة بن لادن التمويل و الانفاق على اتباع عزام ، وإلتحق الكثير من الجماعات الجهادية وعناصر من الاخوان بعزام في افغانستان وكان ممن توافدوا اليه ( ايمن الظواهري) احد اشرس المتطرفين وقائد مايسمى ( جماعة الجهاد الاسلامي ) في مصر ، والتابع في الافكار والعقيدة للاخوان . وهنا يقول المؤرخ -- جيل كيبل - وهو مؤرخ للحركات الاسلامية ( ان المجاهدين العرب تم تدريبهم بشكل جيد لكنهم لم يحاربوا وان الحرب ضد الاتحاد السوفييتي ماهي الا كذبه كبرى من اجل الترويج لتلك الجماعات ) .
و ترى مجموعة الظواهري بان الثورة العنيفة السبيل الوحيد للاطاحة بالحكام العرب واقامة انظمة اسلامية ، وانتشر هذا الفكر بقوة بين جميع الجماعات على مستوى العالم العربي .
تم تولية اسامة بن لادن امير لجماعة الجهاد الاسلامي ، واتحدت جماعة عبد الله عزام وايمن الظواهري على فكر واحد وعقيدة واحدة مبدا الاخوان المسلمين وتشريعتها ( فهما من منبع واحد ) . وقام ايمن الظواهر بتوسيع العمل الجهادي ومفهومه للجهاد والعمليات الجهادية ليشمل الناس العاديين استنادا على نظرية ( رفضهم للتمرد والثورة على الحكام الفاسدين يعني انهم اما فاسدين مساندين لهؤلاء الحكام او انهم صامتون راضون بالفساد ، وفي كلا الحالتين يستحقون الموت ) . فيما افتى الزوابري في الجزائر( ان المجتمع الجزائري باكمله يجب قتله وان الذين يستحقون الحياة هم فقط ، لانهم الوحيدون الذين فهموا الحقيقة ) . وافتوا بمحاربة جميع الانظمة العربية بناء على راي ( ابي محمد عاصم المقدسي ) في كتابه ( الديمقراطية دين ) و ينسب الى التيار السلفي الجهادي وصاحب التأثير الكبير على شباب تنظيم القاعدة حيث قال ( يدخل في مسمى الطاغوت كل من جعل نفسه مشرعا مع الله سواء كان حاكما او محكوما ، نائبا في السلطة التشريعية او منوبا عنه ممن انتخبوه ) ، وهو يعتمد على الاية الكريمة ( ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) ، وهنا لا يكتفي بمجرد الاعلان اللفظي بالكفر والوصف بالطاغوت ، بل يدخل في تحديد اشكال الكفر اذ لا يجوز ان ينخرط المسلم في وظائف الطاغوت وخصوصا السلك العسكري ، ولاحقا افتى المقدسي بكفر القوات الامنية العربية كما اكد اتباعه . ويقول ايضا المجاهد وهو ( سامر بن صالح ) وقد جاهد في الشيشان (الطاغوت شيطان في صورة انسان يحتكمون اليه وهو صاحب امرهم ) . ونستشهد في خاتمة كتابه ( ان الديمقراطية دين غير دين الله وان مجالسها النيابية ليست الا صروحا للشرك و معاقل للوثنية يجب اجتنابها وهذا ليس امرا اجتهاديا انما هو شرك صريح وقد حاربه رسول الله ) .
نلاحظ التطور الجديد في الفكر الاخواني وكيفيت تحوله لجهاد علني ضد جميع الانظمه والافكار والمعتقدات ، وبخاصة عند استلام الامور الجهادية ( لعبدالله عزام و ايمن الظواهري ) . وهنا يضيف ( عبد الله ناصر الرشيد ) في كتابه ( فقه الجهاد ) حيث يستمد كلامه من حديث لرسول الله ( اخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) طبعا حديث ضعيف .و يعرف الجزيرة كل ارض يحدها ماء ، ويقول ( يجب قتال المشركين وجوبا ، فثبت ان اخراج المشركين بالقتال وسيلة مباحة في الاسلام ) .
يلاحظ هنا باختلاف النظرة و التحول التكفيري الى الشرك مع انها اخف لفظا من الكفر ولكنها اعم واوسع وتتيح المجال لهم باتهام من يريدون بالشرك اما الاكبر او الاصغر أن كان مسلما أو غير ذلك .
انتقال الفكر الإخواني الى القاعدة ولكن بصورة أكثر سوداوية واشد اجراما و بعنف غير مسبوق .
نعود للظواهري حيث قام على تقوية وتوسيع عمل تنظيم القاعدة بعد مقتل اسامة بن لادن ، وببداية احداث العراق ارسل ( ابو مصعب الزرقاوي ) المنتمي الى القاعدة وكان امير تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين الذي هو فرع بتنظيم القاعدة في العراق ، و واحد من اهم قيادات جماعة التوحيد والجهاد وشارك في افغانستان تحت قيادة عبد الله عزام و الظواهري وهو اردني الاصل سجن في السجون الاردنية لسنوات ، وقام في عدة هجمات في العراق ، ولم يستطع اعلان الدولة الاسلامية لانه من المهاجرين فاستخلف نيابة عنه ( ابو بكر البغدادي )ويعتبر الاب الروحي و الفكري لتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) . حيث كان خليفته والمبايعة من بعده ( لابو بكر البغدادي ) وهو المؤسس العلني والخليفة ( لداعش ) . ويقول مستشاره في كتابه ( الخونه ) وهو ( ابو بكر ناجي ) يقول ( الكل يعلم الرعب والقلق الاميركي من دخول اعداد كبيرة من الشباب في اعمال جهادية سؤاء من جانب الانبهار في اعمال تنظيم القاعدة و الانبهار من صمود قادتها ) ويضيف ( الحل هنا هو تجديد العقود والاوامر لانظمة الردة في البلدان المسمى مسلمة لمواجهة هذا الوضع الجديد نعم هذه الانظمة لن تتوقف من قمع الحركات الاسلامية والمكر بها ) ويضيف ( ان النظام المصري واجهزته الامنية من اخبث الانظمة الطاغوتية وتستمد قوتها وخبرتها من كونه الوريث للنموزجي الفرعوني ، فهو مثال الكوني للمنهج الشيطاني ، المثالي بجميع تجلياته . ولولا وجود البزور الايمانية المتمثلة في رجال اقسموا ان لا يجعلوا هذا النظام ياخذ انفاسه ويستقر لامره ، و الجميع يعلم بان افكار العقل الفذ للسلفية الجهادية ( ايمن الظواهري ) تضرب بجذورها في التربة المؤمنة بمصر ) . فهذا اعلان صريح لنسبت الفكر المتطرف واصله ، ويعلق ( ان النظام بمصر رفض محور الاخونة في مصر لانه يخشى ان يتحول هذا المحور بديل له ) .
فهم يطرحون موضوع الحكم البديل وجاهزيتهم للتعاون مع الامريكان في ذلك كما اكدت بعض الدراسات الامريكية ( ان الاخوان المسلمين سيكونوا رهن اشارة من يسمح لهم بالحكم ) .
وفكرة انشاء الدولة او الحكم هوالشغل الشاغل لهم فتم الايعاذ لابو بكر البغدادي بحتميت انشاء دولة عن طريق مراسلات تمت بين البغدادي و الظواهري و تبدا في العراق و تكون البزرة للتوسع في الشرق الاوسط ، . واعتمدوا في عملهم هذا على كتاب ( ادارة التوحش ) ل ابو بكر ناجي وهو المستشار الخاص لابو بكر البغدادي ، حيث يشرح فيه كيفية انشاء دولة وطرقها عن طريق التمكين ثم شوكت النكاية ثم ادارة التوحش ، حيث يعرف ادارة التوحش فيقول ( هي ادارة الفوضى المتوحشة ) ويضيف ( هي منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية يتعطش اهلها الاخيار منهم وعقلاء الاشرار لمن يدير هذا التوحش ، بل ويقبلون ان يدير هذا التوحش اي تنظيم اخيار كانوا ام اشرار ) ، لهذا هم يسعون لانشاء الفوضى و التخبط وعدم استقرار في المجتمع ، فهي مرحلة من مراحل التطور الفكري لديهم واستلام مقاليد الحكم . كما يستشهد الكاتب بحركة الامام السيد التي جددت دعوة االتوحيد والجهاد في منطقة الهند دكشمير وباكستان ، كما يضيف بان الحركات مثل حماس و الجهاد الاسلامي و الجماعات الاسلامية بمصر و الجماعات المقاتلة بليبيا هي الان في مرحلة ما قبل ادارة التوحش وهي مرحلة يطلق عليها (شوكة النكاية و الانهاك ) .
وشوكة النكاية هي المرحلة التي تمر في مصر وليبيا من زعزت امن وعدم استقرار ، بالاضافة للعمليات الجهادية الارهابية والتخريبية .
عزيزي القارئ ان ماقراته الان ماهو الا اليسير من افكارهم المتطرفة والدليل القطعي بان داعش هي الولادة المشوهة للفكر الاخواني ، ومن امهات كتبهن الحديث منها والقديم ، فهم خوارج هذه الامة و فتنة العصر ، وشوكة في خاصرة الامة من اجل اضعافها وتدمير شبابها بالتطرف والخروج عن طريق الصواب .
لهذا وجب علينا جميعا محاربت هذا الفكر بكل ما اوتينا من قوة وعلم ، ومحاربته بنفس اسلوبه وهو العلم والتوعية والفكر والارشاد السليم الصحيح في الاسلام ، فهذا الفكر لا يحارب بالسلاح التقليدي انما بالعقل ، فافكارهم منتشرة ليس في سوريا والعراق انما في جميع انحاء العالم ، فالحملة التي يقوم بها التحالف الدولي ماهي الا بداية للخطوة الاولى لمحاربة داعش واعوانها ......
#احمد_الشيخ_دقو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غباء سياسي ام استراتيجية ممنهجة
-
تشريح الثورة على طاولة التشريح
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|