|
خواطرى حول الاسلام وغيره 6
زاهر زمان
الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 19:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تأكيد : [ لا توجد أية دلائل يقينية على أن هناك دعم أو تأييد غيبى ، من خارج كوكب الأرض ، لما أنجزه محمد ، كما يزعم من يروجون للأيديولوجية المحمدية وغيرها من الأيديولوجيات الدينية الأخرى . كل مافى الأمر أن الدائرة الضيقة من الأتباع المستفيدين من الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، للشخصيات القيادية التاريخية من أمثال ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ، يلجأون الى اختلاق روايات لأحداث خارقة للعادة ، ينسبونها لأمثال تلك الشخصيات العبقرية التأثير فى البشر وفى البيئة من حولهم ، أو يروجون رويات لأحداث خارقة للعادة ، يقوم باختلاقها مؤسسى الأيديولوجيات والمشاريع السياسية المفصلية فى حياة القبائل والشعوب ، لتمرير رؤاهم وأطروحاتهم بين أقوامهم ، كزعم مؤسسى مايسمى بالديانات السماوية ، أنهم تلقوا تعاليمهم وأحكامهم من كائن غيبى ، يقطن هناك فى السماء السابعة ؛ أطلق عليه البشر قديماً وحديثاً مسميات مختلفة ، منها : يهواه ، يسوع أو الله ، وغيرها من مئات الأسماء ، التى تتعدد بتعدد الشعوب والأزمان والثقافات واللغات ؛ المهم أنها جميعاً كانت أسماء لكائن أو كائنات غير مرئية تتحكم فى كل مايتصل بالبشر والنبات والأكوان وماهو مرئى ومحسوس ، وماهو غيب غير مرئى ولا محسوس ! ] دعونا الآن نوجز مااستعرضناه فى مقالات سابقة ، من ظروف وسمات شخصية ، مكنت مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، من تأسيس مشروعه السياسى لتكوين امبراطورية قريشية تدين لقريش بها العرب ، وتدفع لهم بها الجزية العجم : - اليُتم . - الروحانية وجموح الخيال . - قوة العزيمة وقوة الإصرار على بلوغ الهدف . - الفصاحة . - اهتمامه الشديد بالجوانب السياسية محلياً واقليمياً . - الفِرَاسة الشديدة - الجمع بين النقيضين المتطرفين وننتقل الآن الى سرد المزيد من السمات الشخصية لمؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، والظروف التى مكنته من وضع اللبنات الأساسية ، لقيام امبراطورية عربية ، على أسس دينية ، لا تزال أنظمة اقليمية ، تحاول بعثها من جديد ، على أنقاض الدول الوطنية ، التى قامت فى الشرق الأوسط ، بعد انهيار ماكان يسمى بالخلافة العثمانية وانتهائها على أيدى نظام كمال أتاتورك : • الذكاء الحاد وسعة الأفق والادراك : تميز مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية بالذكاء الحاد وسعة الأفق والادراك ، شأنه فى ذلك شأن أغلب من يولدون وينشأون فى البادية . وليس أدل على ذلك من ادراك محمد للوقار والهيبة التى كانت القبائل العربية تضفيها على معبوداتها وآلهتها ، والمتمثل فى حرص رؤوس تلك القبائل على الأخذ بمشورة الكهنة والسدنة القائمين على خدمة الآلهة ، عند الاقدام على الأمور المصيرية التى تتعلق بمصير القبيلة كالخروج للحرب أو الغزو . ناهيك عما كان يرى جده عبدالمطلب ، يتمتع به من هيبة ووقار بين قومه ، على الرغم أنه لم يكن من أثرياء قريش ، لا لشىء الا لأنه كان على ملة ابراهيم . لم يكن فقط رؤساء القبائل هم من يعملون بمشورة كهنة الآلهة وسدنتها ، بل حتى عامة البسطاء من أبناء القبائل كانوا يلجأون الى الكهان والسدنة ، فى أمورهم الحياتية ، كالزواج والانجاب والتحصين ضد ماكانوا يظنونه سحراً أو ماكانوا يظنونه مساً من الجن أو الشياطين ، والذى لم يكن فى حقيقته ، سوى أمراضاً نفسية وعصبية لأسباب عضوية ، تتمثل فى الأساس فى حدوث خلل فى الهرمونات التى تفرزها الخلايا العصبية فى المخ ؛ بل انهم كانوا يلجأون للسحرة والكهان ، حتى فى الأمراض التى سببها ميكروبى أو جرثومى أو فيروسى ، ظناً منهم أنها بفعل الجن والشياطين ! لقد استطاع مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، ادراك ما لتلك الخرافات والخزعبلات من تأثير قوى وفعال على توجهات وسلوكيات البشر من حوله ، ليس فقط على البسطاء والعوام ، بل حتى على رؤساء ووجهاء وعِلية القوم فى قبيلته من قريش والقبائل العربية الأخرى . ومع ذلك فقد كان أخطر وأكبر مااستولى على وجدان وعقل مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، هو ما كان يتمتع بهم جده عبدالمطلب بن هاشم من السلطان والهيبة والوقار والتعظيم ، بسبب اعتناقه لملة ابراهيم . ثم مالبث فى مراحل تالية ، أن رسخ فى يقينه ، أن سلطان حاخامات الدين اليهودى وقساوسة الدين المسيحى ، أقوى تأثيراً ونفوذاً فى توجهات وسلوكيات العوام والبسطاء ، من تابعى هاتين الديانتين ، من أية كهانة للآلهة التى كانت تعبدها قريش وغيرها من القبائل العربية الأخرى ، مما دفعه دفعاً الى اعتماد الأيديولوجية الدينية كأداة ووسيلة رئيسية ، فى سبيل تأسيس ذلك المُلك لقريش ، الذى تدين لهم به العرب ، وتدفع لهم به الجزية العجم . ولكن أية أيديولوجية دينية يمكن أن يتبناها محمد لإقامة ماكان يطمح اليه من مُلك ؟ هل يتبنى الأيديولوجية الدينية اليهودية ؟ أم يتبنى الأيديولوجية الدينية المسيحية ؟ تلك الأسئلة تنتقل بنا تلقائياً الى خصال أخرى من الخصال الذاتية لمحمد وهما خصلتى : العروبية و الابداع . • العروبية : نستطيع الجزم بكل أريحية أن مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، كان عروبياً حتى النخاع ، رغم القول المنسوب له بأنه ( لا فضل لعربى على أعجمى الا بالتقوى ) ، فتلك - فى اعتقادى الشخصى - لا تعدو كونها مقولة سياسية ، قُصِدَ بها بالدرجة الأولى استمالة غير العرب ممن اتبعوا الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، لصف الحكام العرب ، الذين ورثوا مُلك محمدٍ بعد مماته ، والذين كانوا جميعهم من قبيلة قريش العربية ، وضمان طاعتهم وعدم تمردهم ، وبذلك يكسبونهم كقوة بشرية ومادية ، تضاف الى رصيد هؤلاء الحكام العرب ، فى مواجهة من يتربصون بالامبراطورية العربية التى وضع لهم لبناتها الأساسية ، محمد بن عبدالله الهاشمى القريشى العربى . وليس هناك أدل على عروبية مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، من تفاخره بنسبه العربى من الحديث التالى : الحديث (عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللهَ اصْطَفى كِنانَة من وَلَد إسماعيل، واصْطَفى قُريشًا من كِنانة، واصْطَفى بَني هاشم مِنْ قُرَيش، واصْطَفاني مِنْ بني هاشم، فأنا سَيِّدُ وَلَد آدم ولا فَخْر، وأوَّلُ مَن تَنْشَقُّ عنه الأرض، وأوَّلُ شافع، وأوَّل مُشَفَّع«. ) الشرح [ في الحديث أن الله -تعالى- اختار كنانة وفضّله على أبناء إسماعيل من العرب، واختار قريشًا وفضّلهم على بقية قبيلة كنانة، واختار بني هاشم وفضّلهم على بقية قبيلة قريش، واختار محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وفضّله على بني هاشم، فهو -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم كلهم، وأعظمهم فضلًا، وهو بذلك لا يفخر على أحد، إنما يبلغ ما أوحاه الله إليه، وهو كذلك -صلى الله عليه وسلم- أول من يُبعث يوم القيامة، وأول من يشفع، وأول من تُقبل شفاعته. ] تنقلنا عروبية محمد القحة ، وتفاخره بها الى خصلةٍ أخرى من خصال مؤسس الأيديولوجية المحمدية الدينية العربية ، محمد بن عبدالله ، ألا وهى الابداع . • كان لزاماً على من يريد تأسيس مُلكاً لقومه من قريش ، تدين لهم به العرب وتدفع لهم به الجزية العجم ، أن تكون له ولقومه الأيديولوجية العربية الخاصة بهم ، والتى بها وحدها يمكنهم فرض ثقافاتهم وتقاليدهم وعاداتهم وشرائعهم ولغتهم ، وكل أسلوب حياتهم على العرب وغير والعرب ، كما سيفعل خلفاء محمد من بعده ، عندما يقومون بغزو جميع الشعوب التى تطالها سيوفهم ورماحهم خارج جزيرة العرب ، فى فارس والعراق والشام والشمال الافريقى ؛ بل وحتى حدود الهند شرقاً وجنوب وشرق أوروبا غرباً ، فى ماأسماه كُتَّاب التاريخ الاسلامى ، زوراً وتضليلاً ، بالفتوحات الاسلامية ، التى هى فى حقيقتها غزوات همجية بربرية ، ليس وراءها من أهداف سوى نهب ثروات الشعوب الأخرى واسترقاق رجالها وسبى نسائها واستعباد فتيانها وبناتها ، بواسطة الخليفة الاسلامى ونوابه فى الأقاليم المحتلة . كان لزاماً على محمد أن يؤسس لأيديولوجية دينية ذات صبغة عربية قلباً وقالباً ، ومن هنا بدأت رحلته فى تأسيس الديانة الاسلامية ، وكانت أول خطوة هو زعمه أن الاله الذى زعم من قبله أنه كلفهم بتبليغ شرائعه وتعاليمه وأحكامه الى أقوامهم وقبائلهم ، قد اختاره أيضاً لنفس المهمة ! تنويه : [ ليس هدف بحثى عن الحقائق التاريخية المجردة ، لكيفية نشأة الامبراطورية ( الخلافة ) الاسلامية ، هو القطع مع العرب أو المسلمين أو اتخاذهم أعداء يجب محاربتهم ، وانما هدفى الأول والأخير هو تجنيب شعوبنا التى كانت ذات يوم مجرد ولايات تابعة للخليفة الاسلامى ، سواء أكان عربياً من قريش أو عثمانياً من الأتراك ؛ تجنيب هذه الشعوب كوارث تدخلات بعض الأنظمة الاقليمية فى شؤون شعوبنا ومصالحها الحياتية العليا ، تارة باسم العروبة وأخرى باسم الاسلام . نحن نبحث عن استقلالية القرارات السياسية السيادية لشعوبنا وحكامنا ، والتى - اذا لم تتحقق - قد تلحق أفدح الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، كما حدث للشعب المصرى من كوارث لا حصر لها وآخرها هزيمة يونيو 1967 ، التى دمرت كل ماأنجزه جمال عبدالناصر من مشاريع لصالح الشعب المصرى ، بسبب تبنيه للكذبة الكبرى المسماة بالقومية العربية ، والتى ورطت مصر وشعبها فى مغامرات عسكرية ، دفع ومازال يدفع ثمنها الغالبية الساحقة من أبناء مصر البسطاء الكادحين ، لامانع لدينا من التعاون مع كل الأنظمة فى الشرق الأوسط وخارجه ، مهما كانت أيديولوجياتها الدينية أو السياسية ، شريطة ألا يكون ذلك التعاون على حساب المصالح العليا ، للشعب المصرى ، بكل فئاته وبكل طوائفه وانتماءاته الدينية والسياسية والعرقية ] وللكلام بقية
رابط حديث تفاخر محمد بنسبه العربى https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=5&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwitmtjvr4bgAhUEmbQKHVDyDkUQFjAEegQIAxAB&url=https%3A%2F%2Fhadeethenc.com%2Far%2Fbrowse%2Fhadith%2F10859&usg=AOvVaw0gRucK8KAaGvTnDv8LJLhF
#زاهر_زمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 5
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 4
-
خطورة مايحدث فى ( المنيا ) على مصر وشعبها !
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 3
-
خواطرى حول الاسلام وغيره 2
-
خواطرى حول الاسلام وغيره
-
حول اعادة بناء الشخصية المصرية
-
ماذا لو أصبح اسم مصر الرسمى جمهورية مصر الديمقراطية !
-
رداً على ماكتبه بشاراه أحمد عرمان فى مقاله [مناظرة حول -الأد
...
-
حقائق صادمة يجب أن يعيها المسلمون
-
ماهية العقل والاله الابراهيمى !
-
من وحى أحد تعقيبات الرئيس السيسى
-
لا مصلحة لى مع أبناء اسرائيل ياسيد عبدالحكيم !
-
من يقتل الفلسطينيين فى تظاهرات الأرض ؟
-
إسلام السيسى وإسلام مرسى !
-
مجرد تساؤلات حول وضعية أورشليم / القدس
-
نصيحة قلبية من Ex – Muslim لايران وتركيا وقطر
-
الأديان صناعة بشرية قلباً وقالباً !
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 4
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 3
المزيد.....
-
مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر
...
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
-
الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس
...
-
الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|