أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015














المزيد.....

تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6124 - 2019 / 1 / 24 - 15:20
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في لبنان، حصلت مبادرة لإنشاء تنسيقية للعمل المشترك من أجل هدف محدد وهو التنسيق بين قوى الاعتراض والتغيير تحضيراً لنشاطات وتحركات مشتركة في مواجهة المنظومة السلطوية.

حتى الآن لم يتحقق الهدف الذي أُنشئت التنسيقية من أجله، ما يطرح سؤال استمرار هذه التنسيقية كما هي أو إعادة تزخيمها.
معظم الموجودين داخل هذه التنسيقية لم يُشركوا في عملية التنسيق بين المجموعات التي دعت لمسيرة الشموع في ٢ شباط، تنسيق استبعد العديد من المجموعات التي ترغب بالمشاركة في التحضير. وباتصالات مع بعض قياديي المجموعات التي تم استثناؤها من الدعوة للمشاركة والتنسيق، أعربوا عن امتعاضهم لعدم دعوتهم للمشاركة، خاصة مع عدم وجود شروط مسبقة لديهم من أجل المشاركة بالمسيرة، باستثناء طلبهم بأن يكونوا في عداد لجنة التنظيم مثلهم مثل باقي المجموعات.

حتى الآن فإن التبرير الذي يقدمه المنظمون هو أنه لا يمكنهم دعوة جميع المجموعات والقوى توفيراً للطاقة ومنعاً لإضاعة وقت في التحضير، ويضيفون القول بأن الشارع ليس ملكاً لأحد والجميع يستطيعون المشاركة في التحرك (ولكن من دون المشاركة في التنظيم والتحضير).

من الواضح إذن وجود تقصّد لاستبعاد وإقصاء جزء من مجموعات وقوى التغيير عن المشاركة في تنظيم التحركات الاعتراضية، لاعتبارات سياسية تنافسية.
حزب سبعة مثلا، ومجموعة إصلاح النظام ومجموعة متحدون، على سبيل الذكر لا الحصر، هم قوى مهمة وموجودة على الأرض وليسوا مجرد "فقاعات فايسبوكية". إقصاؤهم عن تنظيم مسيرة المشاعل هو خرق لمبدأ تعاون وحشد قوى الاعتراض والتغيير في مواجهة المنظومة السلطوية التحاصصية القوية. هل هناك داعٍ للتذكير بأن حزب سبعة، مثلاً، قد ساهم بقوة في بناء "تحالف وطني"، وهو قوة معارضة موجودة على امتداد الوطن، وبرنامجه الاجتماعي منحاز للفئات الشعبية ويتبنى مفهوم الدولة المدنية العادلة والقادرة؟ وهل من داعٍ للتذكير بالدور الريادي لمجموعتي "متحدون" و "الشعب يريد إصلاح النظام" في بعض الملفات الحساسة في مواجهة منظومة الفساد؟

يبدو واضحاً أن الهدف من هذا التصرف الإقصائي ليس توفير الطاقات والوقت بل هو جني الدعاية للمشاركين وعزل المجموعات غير المشاركة، أو إظهار أنها غير مؤيدة للتحركات. ما قد يدفع تلك القوى المُغيَّبة إلى التحرك بشكل منفرد ما يؤدي لإضعاف التحركات وإظهار قوى المعارضة مشتتة ومتنافسة.

هذا تماماّ ما حصل في حراك ٢٠١٥، عندما أخذت المجموعات تتخبط في تحركاتها وتتنافس على الكاميرا والصورة والنجومية، ما أدى إلى تشويه التحركات وهدر الطاقات في تنافس مؤذٍ ومُنتجٍ لصراعات ولخلافات كان يمكن منعها.

لم تُستخلص الدروس كما يجب من فشل حراك ٢٠١٥، ولذلك ليس بالإمكان غير إبداء الأسف لاستمرار النزعة الإقصائية، مترافقة بالنزعة التبريرية كما يتبين.
من المشروع أن يتم التعبير عن الامتعاض من رفض القوى المُنظِّمة لمسيرة المشاعل توجيه دعوة لسائر القوى الاعتراضية الراغبة فعلاً في المشاركة في التنظيم والتحضير.
عملية الإقصاء المتكررة هذه بشكل مقصود يقف وراءها قيادة "طلعت ريحتكم" في مسيرة المشاعل. وفي مظاهرة ٢٠ كانون أول كانت قيادة الحزب الشيوعي وراء تعمد إقصاءٍ جزئيٍ لبعض قوى المعارضة. القول بأن الشارع مفتوح لمشاركة الجميع هو تبرير مُتعالٍ يخجل قائله من قول الحقيقة، ويخجل من رؤية ونقد النزعة اليساروية الإقصائية المعروفة خلف عملية الاستبعاد.
لا يُفيد المعارضة في شيء خوض مواجهات ضد منظومة سلطوية موحدة، بصفوف مشتتة. ولا يفيدها انكشاف خلافاتها وانقساماتها من دون بذل جهد يذكر لتوحيد الصفوف خلف أهداف مشتركة. ليس الصراع اليوم بين يمين ويسار كي يُصار لاستبعاد قوى وسطية عن تحركات احتجاجية ترغب تلك القوى الوسطية بالمشاركة فيها. جوهر الصراع اليوم هو قيام الدولة المدنية المحايدة دينياً وخارجياً، المسؤولة والعادلة داخلياً. هذا المطلب وذاك الهدف تتوفر اليوم فرصة كبيرة لحشد أوسع كتلة سياسية وطبقية عابرة للطوائف والمناطق خلفه.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم أولي لتحرك الأحد الماضي
- الشيوعي في مواجهة أزماته
- المعركة الثقافية السياسية
- دعوة للنقاش: السيادة أولاَ أو الإصلاح؟
- سبعة، حزب أم منصة؟
- مراجعة نقدية للتحركات الاحتجاجية في لبنان
- هل يتحكم الشيعة بالنظام اللبناني، وكيف؟
- النظام الطائفي والإصلاح المحظور
- المعارضة في لبنان إلى أين؟
- قطب معارض كبير، هل هذا ممكن؟
- المعارضة جنوبا، بين الماضي والمستقبل
- المعارضة جنوبا، وعموما، عندما تلعب لعبة السلطة
- صوت واحد للتغيير
- لبنان، صوت واحد للتغيير..
- -التجمع اللبناني-، نقد لتجربة علمانية حديثة
- جبهة موحدة ضد السلطة، في لبنان
- مواجهة الفساد والارتهان للخارج في الخطاب المعارض
- أزمة التغييريين في لبنان
- معا من أجل الديمقراطية وحقوق المواطنين
- لأوسع ائتلاف معارض في لبنان في مواجهة -الطبقة السياسية-


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015