الهيئة الحاكمة في امريكا وحليفاتها، وباصرارهم على غطرستهم وتجاهل اصوات الاعتراض للملاين من البشر في شتى انحاء العالم، فرضوا اخيرا حربا دموية على جماهير العراق. نتائج هذه الحرب لا تنتهي فقط بقتل عشرات لا بل ومئات الآلاف من الاطفال والشيوخ والشباب في العراق وتدمير البنية الاقتصادية للمجتمع واسس حياة ومعيشة الناس، بل ستنجم عنها العديد من المآسي التي ستظل تخيم على المجتمع وحياة الناس لعقود طويلة.
لحظات قبل بدء الحرب، اعلنت امريكا بان كافة الاموال التي ستنفق على هذه الحرب الوحشية، الاموال التي تصرف لتجييش الجيوش، والرشوة للبلدان التي أجرت اراضيها للجيش الامريكي، الاموال المصروفة على الصواريخ التي تقتل بها جماهير العراق وتدمر بها مجتمعهم، سيتم تأمينها بالزائد من واردات نفط العراق. انها اعلى درجات التوحش وسياسة نهب كبيرة تُمارس دون استحياء تحت غطاء " تحرير الجماهير وتصدير الدمقراطية للعراق".
الجماهير المظلومة في العراق جربت هذه السياسة والسنن المنبوذة على يد النظام الفاشي البعثي، فعندما كان يقدم على اعدام أحد ما يستوفي ثمن الطلقات من ذوي المعدوم. ما تقوم به الهيئة الحاكمة في امريكا حاليا وتعلنها دون خجل امام سكان الارض تحت عنوان " تحرير جماهير العراق من الدكتاتورية " هي نفس ممارسات وسياسات البعث ولكن بابعاد أوسع وبوحشية أشد، لان النظام البعثي كان فقط يستوفي ثمن الطلقات الا ان امريكا تستوفي اجرة أشقياءها وكافة مصاريف هذه البربرية من الجماهير.
ان اعلان حكومة امريكا هذا دليل آخر يضاف الى عشرات الادلة الواضحة الاخرى التي تظهر المحتوى الرجعي واللاانساني والمتغطرس لحرب تشنها امريكا وحليفاتها ضد العراق. بموجب هذا الاعلان فان هذه الحرب بالاضافة الى القتل والدمار وتنامي البربرية والرجعية وفرض التراجع على المعايير الانسانية على صعيد العراق والمنطقة والعالم، فانها ستعرض جماهير العراق ولسنوات الى الويلات والجوع والعوز وتودع واردات المجتمع ومنابع حياة الجماهير في خزينة البنتاغون.
وفقاً لذلك فان هذا الاعلان يمثل دليلا آخر لادانة هذه الحرب والنوايا اللاانسانية لامريكا. الحزب الشيوعي العمالي العراقي الذي وقف بقوة منذ البداية ضد سياسات امريكا الداعية للحرب، يدين ويفضح بشدة هذا الاعلان وهذه النوايا. ويناشد كذلك جماهير العراق وكافة الجماهير المتمدنة في العالم ومن اجل الوقوف ضد قتل جماهير العراق وضد مجمل الخطط والسيناريوهات والنوايا الشريرة لامريكا، ان يوسعوا ويشددوا من نطاق اعتراضهم ضد هذه الحرب، وعن طريق المظاهرات والاضرابات ومواجهة المؤسسات الحاكمة لجميع الدول المشاركة في هذه الحرب يضيقوا الخناق على امريكا وحليفاتها ويجبروهم على ايقاف هذه الحرب المتغطرسة وعلى سحب قواتهم من المنطقة فوراً ودون قيد أو شرط.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
20 مارس ( آذار ) 2003