أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع














المزيد.....

النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6122 - 2019 / 1 / 22 - 12:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
مقالة كتبت باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
عندما نتحدث عن أدلة النبوة، وكل ما يرتبط بها، من وحي، وتبليغ، وأحكام لشريعة إلهية، أو من وجود رسل، وأديان، ووحي، مُدوَّن بعضه في كتب مقدسة، فلا بد من تقسيم البحث ابتداءً إلى النبوة العامة، والنبوة الخاصة، وأي منهما تثبت أو يُدَّعى ثبوتها بالأخرى، الخاصة بالعامة، أم العامة بالخاصة، أو بتعبير آخر، بين النبوة كمفهوم عام، والنبوة كمصداق خاص [أو مصاديق]، بما يعني بالنسبة للمسلمين نبوة محمد، وعلماء الكلام يوردون الأدلة العقلية والنقلية، على كل من النبوتين.
عندما نتناول هذه القضية ونفحص أدلة علماء اللاهوت أو علماء العقائد (Theology)، لا نجد دليلا قطعيا على صدق النبوة، بل قد نجد من الأدلة ما يجعل النبوة أمرا ممكنا من الناحية العقلية، وقد تستطيع بعض طرق الاستدلال أن تصل بالمتلقي إلى ما يجعله يرجح صدقها على نحو المفهوم، وقبل فحص المصداق، دون إمكان بلوغ مرتبة القطع واليقين. بل الأدلة القطعية هي وهم يتوهمه أصحاب هذه أو تلك العقيدة عبر يقين مسبق، مما يجعل صاحبه يقتنع بالأدلة التي تؤيد عقيدته المتخذ قرار الإيمان القطعي بها بموقف مسبق، وبالتالي فإن لاهوتيي تلك العقيدة يوردون حصرا الأدلة القوية، أو التي تبدو قوية للمتلقي غير المتوفر على مؤهلات الإلمام بكل طرق الاستدلال العقلي، والمشحون بقرار التصديق المسبق، ويسكتون عن موارد الضعف والثغرات في أدلتهم، ثم يوردون بالعكس الضعيف من استدلال خصومهم أو مغايريهم، أو حتى ما يبدو قويا، ولكن ما يملكون القدرة على الرد عليه بأدلة تكون أكثر متانة، أو تبدو كذلك، أو يدعّون ذلك، بما يجعل المتلقي - خاصة غير القادر على التعمق في البحوث العقلية - يصدّق بمتانة أدلة الرد على الخصوم أو المغايرين. ولا نجد لاهوتيا يعرض هو عقيدة دينه الذي يدين به بطريقة يكتشف عبرها نقاط الضعف والثغرات المشتملة عليها الأدلة المسوقة لصدق تلك العقيدة. أقول كل هذا عبر تجربتي التدريسية، لاسيما في تدريس العقائد؛ تلك التجربة التي طالما استوقفتني خلالها الثغرات الاستدلالية، والخلط بين الممكن والواجب العقليين، والخلط بين المنهج العقلي والمنهج التبريري، المتلبس بشكل المنهج العقلي، لا بجوهره الحقيقي. ولطالما رفضت المنهج التبريري هذا الذي تعتمده الكتب التدريسية المعتمدة، مصرا على مواصلة المنهج العقلي، وتأصيل مرجعية العقل، بدلا من مرجعية النص الديني، مقدما العقل على النص المقدس.
إن أصل فكرة أن يختار الله من أفراد المجتمع البشري أشخاصا، فيوحي إليهم برسالته إلى الإنسانية، ويكلفهم بمهمة تبليغ ما يوحى إليهم من رسالة، تتناول تصحيح العقائد، وتشريع الأحكام، ونقد السائد من أعراف وتقاليد خاطئة، والدعوة إلى مكارم الأخلاق، من حيث المبدأ تمثل إخبارا بدعوى قابلة للتصديق وللتكذيب، كونها من ممكنات العقل، وليست من ممتنعاته، ليمتنع التصديق، وبالتالي يجب التكذيب بها، ولا هي من واجباته، ليمتنع التكذيب، وبالتالي يجب التصديق بها.
ولكن يمكن القول ابتداءً، ولكونها قضية استثنائية، إن المطالَب بالأدلة هو القائل بصدقها، وليس القائل بكذبها. وكونها أصبحت ظاهرة مألوفة مرت عليها ثلاثة آلاف سنة، وصدّق بها أكثر الناس عبر الأجيال المتتالية، بما في ذلك المثقفون والعقلاء، لا يحولّها من قضية استثنائية إلى قضية عادية، أو بتعبير آخر من استثناء إلى قاعدة، بحيث يُستنكَر على غير المصدقين بها، أو المصدقين غير الموقنين، المطالبة بالدليل، لأنها ليست كالحقائق العلمية، مثلا كحقيقة دوران الأرض حول الشمس، التي لم تكن من قبل معروفة لدى الإنسان، فأصبحت من البديهيات، حيث إن الأدلة العلمية على ما هو متحقق، لا على ما هو مفترض التحقق، أدلة قطعية، إلا إذا كان غير المتحقق ممكنا يقينا عبر خضوعه لقانون طبيعي، تيقن العلم من صحته وشمول سريانه. بينما قضايا الدين، وعالم ما وراء الطبيعة، تبقى مفتقرة إلى الدليل.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجسد الله في إنسان والتناسخ والحلول
- ذكورة الله في الأديان
- خطأ تجاه المسيحية له إيجابياته وقع فيه الإسلام
- المعجزات في قصص الأنبياء 2/2
- المعجزات في قصص الأنبياء 1/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 2/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 1/2
- الإيمان بين العقل والدين
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 2/2
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 1/2
- النبوة حقيقة أم وهم 2/2
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 8/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 7/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 6/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 5/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 4/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 3/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 2/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 1/8
- النبوة حقيقة أم وهم 1/2


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع