أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اين نقف من طبول الحرب؟














المزيد.....

اين نقف من طبول الحرب؟


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 6121 - 2019 / 1 / 21 - 01:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما سمي عبر الحدود في سوريا ولبنان بالممانعة والمقاومة، وصدر الى العراق بشكل رسمي منذ احتلال داعش لاكثر من ثلث مساحة العراق، مما افسح المجال لخروج المليشيات الى الشكل العلني واضفاء الشرعية عليها تحت عنوان "الحرب على داعش"، نقول ما سمي هناك هو الاسم السري لصراع المصالح والنفوذ بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة وبين وروسيا والصين ووكيلها الحصري الجمهورية الاسلامية في ايران من جهة اخرى. وقد كشف اخيرا جواد ظريف وزير خارجية إيران عن الاسم السري في اجتماعه مع قادة المقاومة والممانعة في كربلاء وهم الحشد الشعبي عندما قال في كلمة له؛ يجب ان تحصل الشركات الايرانية على حصة الاسد من اعمار العراق ولا تسمح للشركات الامريكية والغربية، لان ايران قدمت الدعم للعراق ويجب ان تحصل على ثمن ذلك الدعم.
زيارة وزير خارجية امريكا للعراق والمنطقة لتشكيل ناتو عربي كما يسمى في الاعلام لتوفير الاستعدادات السياسية والعسكرية لاعلان الحرب على ايران هو الاستراتيجية الجديدة لإدارة ترامب وتمثل احدى الاجنحة السياسية في الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية التي طبل لها منذ اكثر من عام ، ولا يرى هذا الجناح في احتواء ايران كما فعلت ادارة اوباما غير اعطاء الفرصة لتغول الجمهورية الاسلامية على حساب النفوذ الامريكي وحلفائها في المنطقة. بيد ان الحقيقة التي يجب ان نراها، ان الولايات المتحدة الامريكية غير قادرة على شن حرب مباشرة على إيران التي تقف خلفها روسيا والصين اولا، ولكبر جبهة المواجهة العسكرية التي تمتد من لبنان ومرورا بسوريا والعراق والوصول الى اليمن لتنتهي في ايران التي تضم افغانستان ايضا. صحيح ان الولايات المتحدة الامريكية بحاجة الى حرب لوقف انحدار مكانتها والابقاء على عالم القطب الواحد، وخاصة بعد ان اتثبت المعطيات الاقتصادية بأن الناتج القومي الامريكي يبلغ ١٦ ترليون دولار بنسبة نمو سنوي بين ١٣٪ بينما يبلغ الناتج القومي الصيني ١٢ ترليون دولار بنسبة نمو ٦٪ سنويا، وهذا يعني ستتخلف امريكا على المدى القريب ويتراجع تفوقها الاقتصادي بشكل حتمي، وهي تخسر كل يوم اسواق جديدة لصالح الاقطاب الدولية التي تترجم على شكل مناطق نفوذ وحلفاء، وان بقائها اليوم هو بفضل قدرتها العسكرية وفرض عسكرتاريتها على العالم، بيد ان الحرب المباشرة ستكون تكاليفها باهظة وستكون نتائجها هي اخراجها من المنطقة بشكل نهائي. اما دق طبول الحرب وتسريب تقارير اعلامية بأن ادارة ترامب كلفت البنتاغون بوضع خطة عسكرية لضرب ايران، ليس الا جزء من حملة اعلامية وسياسية اكثر منها استعدادات عسكرية لشن حرب فعلية. ان الحرب بالوكالة هي المطروحة على الطاولة السياسية، وقد عبر عنها مسؤولون في مجلس الامن القومي الايراني قبل ايام بأن العراق مكان مناسب لضرب امريكا او شن الحرب عليها. في حين هدد بومبيو وزير خارجية امريكا المغلوب على امره عادل عبد المهدي وهو الذي لا يستطيع تعيين وزير داخلية، بينما يؤمر بحل المليشيات وتجريدها من سلاحها وضرب النفوذ الايراني في العراق، وكأنه سوبرمان قادم من هوليوود، وليس شخص عادي لا حول له ولا قوة، لا حكومة يراسها ولا دولة يقودها، لا مليشيات يتزعمها ولا جماعة يحتمي بها، بل استيقظ صباحا ليرى نفسه رئيسا للوزراء دون سابق انذار وفي غفلة ليس من الزمن فحسب بل من نفسه ايضا.
ليس للجماهير في العراق وفي ايران وفي المنطقة اية مصالح في الحرب المباشرة او الحرب بالوكالة، ولا في الصراع الامريكي مع الجمهورية الاسلامية. على العكس تمام فأن دق طبول الحرب وفرض اجواء الحرب والخوف من شأنها فرض التراجع على الاحتجاجات الجماهيرية والعمالية في ايران والعراق، ومنح الذرائع على طبق من ذهب لفرض سياسة قمع الحريات ومطالب الجماهير العادلة.
ان التيار القومي العروبي ببعده الاقليمي والذي وجهت له ضربة منذ احتلال وغزو العراق واقصي من المعادلة السياسية في العراق وحرم من النفوذ والسلطة والامتيازات، يحاول عن طريق تأجيج الحقد القومي على جماهير ايران بعنوان "العدو الفارسي" و"المجوس" وعن طريق التطابق مع المصالح الامريكية والانظمة الرجعية المتعفنة في الخليج بنشر الاوهام حول الاستراتيجية الامريكية وتعمية عيون الجماهير عن حقيقة الصراع بين امريكا وايران. في حين يحاول الطرف الاخر من الاسلام السياسي الشيعي الذي يستحوذ على السلطة والنفوذ والامتيازات بتحويل العراق الى جبهة امامية لحرب مستعرة، والى مرتع للعصابات والمافيات والشبكات التجسسية والمليشيات المحلية والعالمية وتحت شعارات المقاومة والممانعة والشيطان الاكبر والدفاع عن المقدسات الاسلامية وال البيت للتصدي لسياسات امريكا ضد ايران من الحصار الاقتصادي ومرورا بدعم كونترا ايران وهي المعارضة وانتهاء بالحرب عليها.
ان اولى المسائل الملقاة على عاتق الشيوعيين العمل على تبديد الاوهام حول الصراع المذكور وفضح ماهية كل الدعايات والسياسات والشعارات والعناوين التي تسوق في المجتمع كي تضفي الشرعية على الصراع المذكور، وكي يكون بالإمكان فصل جبهة الجماهير عن جبهة صراع الاقطاب الرأسمالية، وثانيا العمل على تقوية وتأسيس جبهة تحررية وانسانية بين عمال ايران والعراق وحتى في المنطقة وقواهم التحررية للوقوف بوجه كل السياسات المعادية للإنسانية والبشرية في المنطقة، وثالثا رفع استعدادات الجماهير في العراق لمواجهة هذه السياسات في جميع الميادين للدفاع عن امنها وسلامتها.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهتان في المشهد السياسي العراقي
- الجيش اداة للقمع الطبقي
- في رحيل جبار مصطفى.. بضعة كلمات للتاريخ
- لنودع عام تبدد الاوهام
- اعادة تأهيل داعش في المنطقة، ودور الشيوعيين والقوى التحررية ...
- الكذب السافر لسلطة الاسلام السياسي الفاشلة
- السترات الصفراء وحكومة عبد المهدي
- الاغتيالات في العراق من وجهة نظر غربية
- داعش يعود من الشباك
- الجماهير وازمة السلطة السياسية
- سلطة المليشيات بين الدولة الفاشلة والدولة الفاسدة
- هيئة اعلام واتصالات ام هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
- بمناسبة العام الدراسي الجديد.. تدمير التعليم من اجل خصخصته
- الاصلاحات بين القمع ونشر الاوهام
- اين نقف من الحكومة الجديدة؟
- القتل المنظم وترسيخ دكتاتورية الاسلام السياسي
- الحرية والاصلاح والاحتجاجات
- حكومة الاسلام السياسي الجديدة وافاق الاحتجاجات
- انتفاضة جماهير البصرة والصراع على السلطة
- رسالة مفتوحة الى لجنة منتسبي النفط وعمال الموانئ وربان السفن ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - اين نقف من طبول الحرب؟