أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ذكورة الله في الأديان














المزيد.....

ذكورة الله في الأديان


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 13:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



مفهوم (الأبوة) المنسوب لله، والذي ناقشناه آنفا، يجرنا إلى مناقشة ما إذا كان معنى الأم هو الأرجح نسبته إلى الله مجازيا وعرفانيا من معنى الأب، إذ الأم أحن وأرق وأعطف وأدفأ، ولكن ربما اختير الأب، كونه الأقوى والأسيَد، ولعله الأحكم، والأكثر حزما، بحسب العرف السائد، لاسيما في عصور النبوات، والتي كانت عصور الهيمنة الذكورية، وليس في عصرنا، عصر مساواة المرأة بالرجل، وإن تخلفت عن ذلك مجتمعات، ومنها تلك ذات الأكثرية المسلمة. ولكن كون علاقة (البنوة - الأبوة) إنما يراد التعبير بها عن دفء العلاقة، لذا كانت الأمومة ستكون هي الأبلغ تعبيرا عن هذا المعنى، لاسيما أننا نعلم أن الله يتعالى عن اتصافه بالذكورة أو الأنوثة، ولكن الغريب أن كل اللغات التي تشتمل على التذكير والتأنيث قد ذكَّرته سبحانه ولم تُؤنِّثه أيّ منها، حسب معلوماتي، أو تُحيِّد جنسه، تعالى الله عن التجنُّس والتذكُّر والتأنث. ولعل تذكير الله لغويا متأت من هيمنة ثقافة المجتمع الذكوري لآلاف من السنين، وما كان للوحي – حسب التبرير الديني - إلا أن يأتي بلغة الناس، لأنهم هم المعنيون بمخاطبته، وهذا يستوجب مخاطبتهم بلغتهم هم وبأدوات لغتهم. ومع هذا لا نجد في كتاب مقدس من كتب الوحي ما يُنزّه الله عن الذكورة بالمعنى الحقيقي البشري للذكورة، فيشير - كما كان يجدر الإشارة إليه - إلى أن الذكورة شأن لغوي اعتباري، لا غير، وإنها بمعناها الحقيقي من صفات المخلوقين، وليست من صفات الخالق، كما نزهه القرآن من الأبوة بمعناها الحقيقي. ولو كانت كل اللغات تشتمل على ثلاثة أجناس؛ المذكر والمؤنث والمحايد كما في الألمانية، لكان الأقرب إلى تنزيه الله سبحانه استخدام الجنس المحايد، وهكذا بالنسبة للأشياء غير المتصفة بالجنس. ولكن اللغات عند تكونها لم تكن تعتمد المنطق والفلسفة والقانونية إلا بشكل محدود. وفي حدود اللغات التي اطلعت عليها، واطلاعي بلا شك محدود، وجدت اللغة الفارسية ومثلها الكردية، كلغتين وحيدتين، في حدود ما ذكرت، لا تميزان بين الذكر والأنثى، لا بالضمائر، ولا تصريف الأفعال، ولا الصفات، فحتى الضمير الثالث، الذي نجد في أكثر اللغات تمييزا بينهما، كالإنگليزية (he/she) والألمانية (er/sie)، مع إن الألمانية هي الأقرب للعربية فيما هو التذكير والتأنيث، باستثناء الضمير الثاني، وكذلك في كثير من قواعدها؛ أما الفارسية فالضمير الثالث للمذكر (هو) والمؤنث (هي) على حد سواء (أو). ولم تكتف الأديان الإبراهيمية بتذكير الله لغويا، بل صورته منحازا للرجل انحيازا شديدا، سيأتي بحثه قرآنيا.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ تجاه المسيحية له إيجابياته وقع فيه الإسلام
- المعجزات في قصص الأنبياء 2/2
- المعجزات في قصص الأنبياء 1/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 2/2
- قصص الأنبياء في الكتب (المقدسة) 1/2
- الإيمان بين العقل والدين
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 2/2
- الدين مؤسس أم هادم للأخلاق 1/2
- النبوة حقيقة أم وهم 2/2
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 8/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 7/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 6/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 5/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 4/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 3/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 2/8
- ثلاثية الإيمان والعقل والدين 1/8
- النبوة حقيقة أم وهم 1/2
- قصة بدء الخليقة بين الكتب المقدسة والعلم
- خلق آدم وحواء والخطيئة الأولى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ذكورة الله في الأديان