محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 02:54
المحور:
القضية الفلسطينية
أقامت عشيرة عرب العرامشة في بلدة جُردية على الحدود الشمالية لفلسطين قرب رأس الناقورة . وفي الضّهيرة أقصى جنوب لبنان . حيث فُصلت جُردية عن الضّهيرة بموجب اتفاق سايكس - بيكو عام 1916 .
ففي عشرينات القرن الماضي كان الشاعر الكردي احمد علي شوقي أمير الشعراء ذات يوم في طريقه إلى لبنان يحمل في جعبته قصيدته (( يا جارة الوادي )) التي غنّاها المطرب محمد عبدالوهاب لينشدها في محفل شعري أُقيم لهذا الغرض عام 1928 .
كان الحفل المقام حول النار المتوهجة كحريق عرساً لأحدهم في ليل حالك تتخلله الدبكات البدوية والرقص الشعبي المتوارث . وساعة حطّ شوقي قدمه وجماعته على أرض المكان حتى انطلقت الزغاريد ترحيباً بالقادمين واعتزازاً بالزيارة المفاجئة .
شاع الخبر بين افراد العشيرة كالنار في هشيم يابس وتناقل أهل العشيرة الخبر ، إنه أحمد شوقي ، أمير الشعراء وشاعر مصر الأكبر وصاحب ديوان الشعر .
اسرع والد العريس ليدخل الضيوف الى الخيمة ويتفرّغ لخدمة الضيوف الذين يتقدّمهم رجل قصير يعتمر طربوشاً على رأسه بملابس افرنجية ، تشدّ يده على عصا ذات مقبض فضّي ، اخذ مقعده وجماعته في الخيمة .
أسرّ والد العريس البدوية ريحانة مزعل والتي كانت تغني في حلقة القوم الراقصين حول النار ، ببضع كلمات ، فشاعت بعدها في المكان للتّو أنغام صوتها العذب الرقيق تحيّة لشوقي وصحبه بأبيات ارتجالية من الدّلعونة .
من الدلعونة ( أغاني الجليل للشاعر سعود الأسدي ) : -
على دلعونا على دلعونا ... اهلاً وسهلاً يللي يحبونا
يا أحمد شوقي عِنْدينا قاصد ... وما عنا كرسي وعالريضه قاعد
يا أحمد شوقي يا بو القصايد ... يَلْلِي كلماتك بِتْهِزَّ الكونا
فيك وبرجالك أهلاً يا مصري ... يللي بقصدانك بتسَجّل نصري
شوقي يا شوقي يا عالي القصري... كُل مّره مَيّلْ عالخيمة هونا
شوقي يا شوقي وانت الأميري ... وشو تِبقى العجنة لولا الخميري
يا ريتني أبقى بِنْتَك لِزْغيِري ... وابقى خَدّامك واني الممنونا .
(مقتطف من كتاب:عشائر قضاء عكا، محمود عبدالله كلم ، دار بيسان للنشر والتوزيع ، بيروت ، شباط 2016)
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟