رامى جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 12:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المقتنعون بأننا "خير أمه أخرجت للناس" لم يتفهموا بعد أننا "أمة ضحكت من جهلها الأمم".. يوم الأربعاء الموافق 29 مارس عام 2006 أنشغل العالم كله بمتابعة ظاهرة كسوف الشمس, لما لهذه الظاهرة من أهمية علمية فائقة في إكتشاف الأسرار الشمسية التى لازال الكثير منها غير معروف حتى الآن.. وتوافد العلماء من كافة أنحاء الأرض على المناطق التى يظهر فيها الكسوف بوضوح, لرصد هذه الظاهرة التى تتكرر كل بضع سنوات في مناطق مختلفة, ولا تتكرر في ذات المنطقة إلا كل 200 عام.. فماذا فعلنا نحن؟..
إن من رأى ما حدث في الشوارع في هذا اليوم سيعرف أنه لا أمل إطلاقاً في نهضة مجتمعية, ولا فائدة من التواجد في هذه البلاد أصلاً, فالهجرة هى الحل.. بل ولا جدوى من كتابتنا في هذه الزاوية أيضاً; فنحن نكتب لبعضنا البعض, أما الأفراد العاديون, والتى تتفشى فيهم الأمية (الأمية50% على أقل التقديرات) فلا يسمعون عنا ولا يتأثرون بما نكتب ولا يتعلمون شيئاً.. لعلك تتساءل عزيزى القارئ, وما الذي حدث لأقول ذلك؟ وإليك ما حدث.. أصطف المصلون على جانبى الشوارع- بعد أن أمتلأت المساجد- لإقامة شعائر الصلاة, صلاة الكسوف, لماذا؟ لأن الكسوف غضب من عند الله, ويجب أن نصلى لرفعه!!!.
إن المساكين الذي أصطفوا للصلاة لا يعلمون أن الكسوف ظاهرة طبيعية لا علاقة لها بالغضب أو الحزن الإلهى, ولا يعلمون أن الكسوف الكلى يستمر لدقائق معدودات- حد أقصى ست دقائق- وأن الظاهرة ستنتهى سواء أقاموا الصلاة أو مكثوا في الحانات.. لا يفهم هؤلاء البؤساء أن العلماء قد حددوا بدقة مواعيد الكسوفات التالية للشمس, بالدقيقة والثانية, فهل يحدد العلماء مواعيد غضب الله؟!.. فيا أيها المؤمنون أعلموا أن الله سيغضب "كلياً" في منطقة "وادى الملوك" بمصر عام 2027.
#رامى_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟