أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟















المزيد.....

الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6118 - 2019 / 1 / 18 - 16:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأمام المنقذ أو الأمام المنتظر، فكرة لايؤمن المسلمون بها فقط، بل يتداولها أغلب متبعي الديانات المشهورة على الأرض ، وخاصة الديانات السماوية الثلاث وإن اختلفت ببعض التفاصيل فأن النتيجة والهدف واحد ،وسنتناولها بالتفصيل في الديانة الأسلامية :
يجمع علماء المسلمون سنة وشيعة على تأكيد الكثير من الأحاديث المنسوبة للرسول في الأمام المهدي مثل :
" لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي ، يملأ الدنيا عدلا كما ملئت ظلما ً وجورا "
كما ان هناك من الفقهاء من يذكر آيات قرانية بعينها يعتبرها دالة على ظهور الأمام المهدي ،كالآيات :
" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) الأنبياء " .
" وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)القصص " .
فكرة العدل والظلم :
محتوى الفكرة ان الارض سائرة الى ان تمتلئ ظلما ً وجورا ً ويغتصب فيها القوي حق الضعيف ،وتسيل فيها الدماء ،رغم ماتوفر من عقائد وشرائع سماوية تحض على الأفعال الحميدة ، ورغم ماتوصل اليه الأنسان من تقدم في العلوم المختلفة ومنها الأخلاقية،ورغم مافَتح العلم من آفاق لأستغلال الثروات المختلفة في هذه الدنيا .
معلوم ان الشرائع السماوية دعت الأنسان الى العيش بسلام على الأرض، وعلى مكافحةغرائزه ،والتي يتوجب عليه عدم الأنسياق برعونه لسطوتها ،بل يجب ان يروضها بما وهبه الله من عقل، وما أختزنه من تجارب سابقة لأسلافه في هذه الحياة ، ومن ان الله سبحانه قد خلق الأنسان وبين يديه خيرات على هذه الأرض تكفيه وتكفي أحفاده ولكن بشرط ان يستخدمها بحكمة وعدل بعيدا ً عن الجشع والغرور ، أما إذا سار بالأتجاه المعاكس معتضدا ً بالغرور والطمع ،ومتترسا ً بالقوة، سيدمر نفسه والخيرات التي وجدت على هذه الأرض لخدمته ،والأمثلة كثيرة في تاريخ من سبقونا على هذه الأرض .
ويظهر من سير التاريخ ان الأنسان كان ينزع الى القوة والتجبروأغتصاب الحقوق كلما سنحت له الفرصة ، وأن الأرض سائرة الى الأمتلاء بالشرور ،في أغلب أوقاتها ،وهي تحتاج الى المصلحين حتى بعد ظهور الأنبياء والرسل ،وعلى رأي نيتشه :ان الدين هو ثورة الجياع،وعلى رأي ماركس :أن الدين أفيون الشعوب،ولكن الحقيقة في جمع القولين ،فالدين يبدأ على يد الأنبياء ثورة ليس عليهاغبار ، ولكن يستحوذ المترفون على نتائج هذه الثورة فيحولونها الى أفيون لأجل بقائهم واستمرار تسلطهم الذي يخفي الظلم وغياب العدالة ،وعندها نحتاج الى مصلح جديد يطلق ثورة تهد عروش الظالمين ،وهكذا سيكون الأمام المهدي هو المنقذ ،وهناك أفكار كثيرة لدى أغلب فرق الديانات ،فالبعض يذكر أنه سيطهر الأرض من الظلمة والمتجبرين وانه سيملك الأرض ويملئها عدلا ً،وسيعم الأمن والأمان والرخاء أرجائها ،فلن تكون بحاجة الى أجهزة الجيش وحفظ الأمن ،ولن يكون هناك جائع لايملك الطعام على وجه الأرض ،وهو يختلف عن الكثير من المصلحين الذين ظهروا في فترات مختلفة من حقب التاريخ ،في أنه يملك الأرض كنبي الله سليمان وذو القرنين ، ويهزم أعداء الإسلام وأبرزهم اليهود ،ولكنهم يختلفون بالتفاصيل .
اهل السنة :
يذكر علماء أهل السنة ان اسمه محمد بن عبد الله، من أهل بيت النبي، من ولد فاطمة ، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أفرق الثنايا ،سيولد كأي انسان عادي ثم يصلحه الله في ليلة، تُملأ الأرض قبل خلافته ظلما ً وجورا ً، فيملؤها بعد خلافته قِسطاً وعدلاً، وذلك في آخر الزمان. يملك سبع سنين أو أكثر، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، وتنعم في عهده نعمة لم تنعمها قط، يعطي المال صحاحا، ويحثيه حثيا، لا يعده عدا، يبايع بمكة، ثم يذهب إلى الشام وخراسان ‏وغيرهما، ثم‏ يكون مقره ببيت المقدس، يبايع بين الركن والمقام، يأتي في الرايات السود القادمة من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد .
يملك الدنيا كما ملكها ذو القرنين ونبي الله سليمان، ينزل المسيح عيسى بن مريم ويصلي خلفه .
الشيعة الأثنا عشرية :
يعتقدالكثيرين من الشيعة،وأن اختلفت قلة منهم،مثل أحمد الكاتب ، بأن محمد المهدي هو آخر الأئمة الأثني عشر، الذي تولى الإمامة بعد أبيه الحسن العسكري وقد ولد المهدي في 15 شعبان عام 255 هجري أي 874 ميلادي في مدينة سامراء شمال العراق ،وأمه نرجس زوج الأمام الحسن العسكري .
له غيبتان الأولى هي الغيبة الصغرى وكانت مدتها 69 سنة، وبدأت عام 260 هـجري أمتدت حتى عام 329 هـجري ،وكان أتصال الشيعة به يتم ليس مباشرة بل بواسطة سفرائه وهم :
• عثمان بن سعيد .
• محمد بن عثمان .
• الحسين بن روح .
• علي بن محمد السمري .
أما الغيبة الكبرى بدأت عام 329 هـجري، ويعتقد الشيعة أن مثل عمره وحياته كعمر وحياة عيسى والخضر بإعجاز إلهي .
ومن الضروري ان نذكر ان هناك من الشيعة من يعترضون على هذه التفاصيل ،مثل أحمد الكاتب من مواليد كربلاء المقدسة ،نشأ في بيئة شيعية كاملة ودرس دراسته العليا في الحوزة والف الكثير من الكتب حول الفكر الشيعي الأمامي، وأسس لاحقا ً حركة شيعية في السودان ،ولكنه يذكر في بحوثه المتأخرة أن مشايخ الفرقة الإثنا عشرية المعتبرين كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والنعماني والطوسي، يصرحون ويلوحون بعدم وجود دليل علمي تاريخي لديهم على وجود وولادة (ابن) للإمام الحسن العسكري ،وقد رد شبهاته تلك الكثيرين ،ولكن وان أختلفوا بهذه الصورة ،فالأختلاف ليس مهما ً كونه بالكيفية وبعض التفاصيل ،وهي امور ليست مهمة،ماداموا متفقين على ظهور الأمام المهدي ،وأقوال الرسول في ظهوره .
علامات ظهور الأمام المهدي لدى الشيعة :
وهي كما يقولون مستقاة من أحاديث آل بيت رسول الله ،ومما يفسرون به بعض آيات القرآن الكريم :
1- العلامة الأولى الكبرى هي إجتماع اليهود في أرض فلسطين .
"فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا". - الإسراء 104
2- ظهور راية اليماني الممهد وهي راية هدى ،و اليماني هو اسم ٌ نسبه إلى رسول الله ، وهو الممهد الرئيس للمهدي واول اصحابه بل هو قائدهم، واصله من اليمن من قحطان .
3- ظهور السفياني :
وهو رجل سفّاك للدماء ، أمويّ النسب ، حاقد على آل بيت رسول الله ، من وُلد أبي سفيان .
وهو وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر الجدري ، يخرج من أحد أودية الشام ،يقوم هو وجيشه بمجازر وهتك للحرمات ، يبدأ من الشام ثم يرسل جزء من جيشه الى العراق ،ثم يعود الجيش الى بلاد الشام بعد مايفعل أخس وأرذل الأفعال ، والجزء الآخرمن جيشه الذي يرسله الى الحجاز يخسف الله بهم في البيداء .
4- راية الخراساني و هي راية ثانية لأنصارالمهدي ، ويسمى الخراساني نسبة لأولياءه في خراسان .
5- الخسف في البيداء في منطقة تسمى حرستا او خرستا - حيث يخسف الله بجيش الكفر .
6- قتل النفس الزكية : يخرج في مكة شخص مؤمن معروف للناس بالتقية ،من نسل فاطمة الزهراء ،يقوم بالترويج لظهور الأمام ونصح الناس بتأييده ،ويقتله اهل مكة بين الركن والمقام .
المنتظَرأم المنتظِر :
كما اختلفوا في تفاصيل كثيرة حول الأمام ،فأنهم لم يعطوا جوابا ً قاطعا ً هل أن الأمام هو منتظَر – أي ان الناس يسوء حالهم الى أسوء مماهم فيه ،حيث يستأسد الطغاة وينتشر الفساد ويتناسون شرائع دينهم ومبادئ العيش السمح ،ويتحولون الى شريعة الغاب ،فينتظرون المخلص لهم من كل هذه الشرور وهو الأمام الذي سيخرج لينقذهم مما هم فيه ،أم أن الأمر ليس كذلك بل ان الأمام هو الذي ينتظرهم ،اي انه لن يخرج حتى يصلحوا من حالهم ويمتلكوا أسباب القوة والعلم ويصبحوا جديرين بصحبته والسير بركابه ،ويكونون اصحاب جديرين ،يقارع بهم الأمام الغلاة المتجبرين .
كما ادعى النبوة اشخاص كثيرون، فقد ادعى المهدي كثيرون ،ومن الطريف ان ينقل الرواة ان معاوية بن ابي سفيان رتب مع عدد من علماء بلاطه ،بأن يشهدون له أمام العامة بأنه هو المهدي الموعود !
وتجد في البلاد الأسلامية الكثير ممن تصدى ، وبمختلف الفترات التأريخية،و بشّر بقرب ظهور الأمام المهدي ،خاصةعندما يجدون ان الظروف سوداوية وان العادات التي يعدونها قبيحة قد انتشرت،أو ان ماجبلوا عليه من عادات وتقاليد بدأت تتغييرأو تهمل وتستجد عادات أخرى لم يعتادوها بدلا ً عنها، أو ان البلاد تخضع لحرب مدمرة أو احتلال ،او يعيشون ظروف أقتصادية صعبة ،اذن هم بأختصار يرون الأمام المهدي مبعوثا ً لأصلاح ماصعب عليهم اصلاحه وماصعب على عقولهم تقبله من عادات وتقاليد أوظروف قاهرة أو احتلال غاصب .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكرر أمريكا أخطاء عاصفة الصحراء؟
- قتل خاشقجي .. مسلسل شد انتباه العالم !
- بحرب أو بدونها ستزاح الأمبراطورية الأمريكية :
- هل في العالم العربي ديمقراطية ؟
- حرب كسر العظم .. من يفوز
- الملائكة والبهائم والأنسان
- الشباب أغلى الثروات المبددة
- هنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !
- خلق الأزمات مهنة أمريكية مربحة :
- هل نجح العرب أخيرا ً ؟
- القوة هي ما ينقص العرب
- أمريكا وحقوق البشر والكلاب
- معركة الأمعاء الخاوية
- ضم مركز التدريب المهني الى وزارة العمل كان خطأ
- بين القروض والضرائب و موارد العراق (2)
- بقايا الشرف العربي..فتاة قدمت مالم تستطعه الرجال :
- بين القروض والضرائب و موارد العراق (1)
- مجلس الأمن وتخاذل العرب :
- جريدة الشرق الأوسط ليست الحلقة الأولى :
- وعد بلفور ..مأساة قرن


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟