أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الحناوي - أول صورة التقطت لي قبل مايقارب خمسة عقود.. تعرَّف عليها














المزيد.....

أول صورة التقطت لي قبل مايقارب خمسة عقود.. تعرَّف عليها


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 15:27
المحور: سيرة ذاتية
    


أول صورة التقطت لي قبل مايقارب خمسة عقود.. تعرَّف عليها
كاظم الحناوي
تلتقط ملايين الصور في عالم اليوم عبر الكاميرات الشخصية والهاتف المحمول والتلفزيونية والأمنية وغيرها، في شتى بقاع الأرض، لكن التقاط الصور لم يكن معروف قبل ما يقارب القرنين من الزمان، حيث شهد عام 1826 ولادة أول الصور الفوتوغرافية بواسطة الفرنسي نيبس لتكون اول صورة في العالم.
واستطاع نيبس من خلال تجربته تلك أن يلتقط جميع الظلال والحركات التي حدثت في منطقة التصوير، وهو ما يظهر عدم منطقية ظلال الصورة الاولى الموجودة الان في جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية.
أول صورة لشخص التقطت عام 1838، ولم يكن القصد منها التقاط صورة لشخص بالشارع ، لكنها كانت لتصوير متحف بوليفار في باريس، وكان زمن التعرض يصل إلى 7 دقائق، فكان المارة يعبرون الصورة ولكن لا يتركون أثرا لأن زمن التعرض طويل، عدا شخص يصبغ حذائه يظهر أسفل الصورة، الذي بقي فترة طويلة اكثر من سبعة دقائق من اجل حذائه، وهو ما جعله جزءا من الصورة، لتصبح أول صورة لشخصٍ على الإطلاق.
أما عني فقد دخلت المدرسة رغم عدم رغبة اهلي. مادفعني هو رؤية المجاميع من الاطفال العائدة من المدرسة، فقد كنت أسكن محلتي القديمة في بيئة جزء منها في المدينة والاخر في القرية عبر تنوع بيئي وبشري فريد، فبيوت الطين تحيط بها بساتين النخيل والمزروعات التي تسقى بمياه (المكينة) وهي عبارة عن مضخة تعمل بالنفط الاسود تنساب مياهها بالجداول عبر البساتين في شمال العين (اسم المنطقة) وجنوبها، إلى جانب كورة عبجل (وهي عبارة عن فرن مخصص لحرق اللبن وفخره لتحويلة الى طابوق) بقيت الكورة شامخة حتى بداية السبعينات تروي حكاية التحول من بيت الطين الى الطابوق الفخاري ، فكل زاوية من زوايا مدينتي تعطيك صورة تروي قصة مجد وتاريخ حضارة سطرها ابنائها على مر السنين.
فمقام الخضر الذي تحتضنه مدينتي يحكي قصة الايمان والزمان والخلود يقع على بعد اميال من اوروك(اول مدينة في التاريخ) حيث زقورة عشتار وتموز وعند موت تموز يعم الجفاف في الكون عندها يمتلئ قلب (اينانا) أو (عشتار) حزنا عليه فتصاب بالندم على كونها هي السبب لهذا الجفاف والخراب الذي عم مدينتها بتسليمها إله الخصب إلى الموت. ويبدأ الناس بممارسة طقوس الحزن مع (اينانا أو عشتار) وطقوس الندم الجمعي على (دموزي) تموز حتى تتم قيامته من جديد، عندها يبدأ الخصب في الربيع والصيف بعد الموت والجفاف وهكذا تبدأ دورة الحياة.
كل هذه الذكريات التي لازمت طفولتي جعلتني احتفل عند العثور على صورتي الاولى المختفية لما يقارب خمسة عقود حتى وجدتها في سجل ممزق حافظ عليه الاستاذ نعمة البدر مدير مدرسة الفتح من التلف والضياع.
وقد سبق أن أصدرت كتاب (آخر اسواق أوروك) عن الحبل السري الذي يربط مدينة الخضر بإوروك بدءًا من المعبد الأبيض قرب الزقورة والمزار الذي يُذكرني بأيام طفولتي حين اتفحص المدينة و ألوانها.
صورتي بالأبيض والأسود، حيث المُتعة عندما ألتقطت والانتظار بضعة أيام حتى تظهر الصورة فأرى النتيجة، وكانت تغمرني الفرحة حين أنجح في التسجيل بالمدرسة عبر الصورة التي كانت شرطا اساسيا للتسجيل سنة 1970.
واليوم وأنا أسترجع ذكريات مسيرتي الدراسية أتذكر تلك المعاناة التي عانيتها في مدرسة الفتح حيث اني وحيد ودائما ما كنت اتعرض للمطاردة حتى اصل الى مدخل بستان (النواس) قرب مدخل قرية العين آنذاك، فأعود يوميا من رحلتي الشاقة أجر أذيال الخيبة وأعتصر ألما لكنني لا اشكو فاذا شكيت سوف يرسلني أبي راعيا، وأسترجع المعاناة التي عانيتها بالامس لاعود للمدرسة غدا.
في المُقابل تكون فرحتي غامرة حين أرجع إلى المدرسة صباحا فيُقابلني الاستاذ معلم الصف الاول حميد حسون بابتسامته المعهودة عند اجابتي بالقراءة وظهوري عند السبورة لحل مسائل الحساب.
في محل التصوير للمرحوم صبحي عندما جلست على الكرسي للتصوير وكأنني أجلس على كرسي الامبراطور والفرحة تبدو على وجهي كالشمس في رابعة النهار، فانتقي بعض التفاصيل لتكرار حكايتي مع الصورة على الأصدقاء.
في مدينتي كانت هناك كاميرا واحدة والان ظهرت كاميرات عديدة وتنافست استوديوهات كثيرة في هذا المجال، وظهر في الساحة مصورون كُثر وأبدعوا في هذا المجال، كما أنّ التصوير تخطى مجال التصوير المعتاد لتظهر طائرات لاسلكية خاصة بالتصوير تحمل أرقى وأجود أنواع كاميرات التصوير الحديثة.
وبعيداً عن محلات التصوير، لم يخرج مصوري المدينة لتصوير الحياة الفطرية في القرن الماضي بشتى أنواعها ربما السبب ان الهدف هو المهنة لعدم وجود الموهبة وظل المال هو الهدف داخل محلات التصوير لذلك لم نسمع في القرن الماضي عن صورة مشهورة لمصوري المدينة .هذا عن تجربتي الشخصية مع الصورة الاولى بالأبيض والأسود.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات الدعاء هل تحقق أمانى المرضى بالعام الجديد
- الحناوي يتماثل للشفاء وسيعاود نشاطه في وقت قريب
- سيمبا و مقبرة الافيال !
- حكومة جديدة... عبد المهدي رئيسا وماذا بعد ؟
- ماذا يمكن ان تبني لنا حكومة عبد المهدي؟
- كارل ماركس استدلَّ على البيان تحت اجنحة الإوزّة
- فاليتا عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2018
- الصور التعبيرية … هل ستصبح شيء من التاريخ؟
- بين مقهى عويز والمذيع العاقولي علاقة صنعها زائر جديد
- (العصا) وسط نقاشات الأجواء المشحونة واحتقان العلاقات
- هدية لاهل البصرة على بساط اخضر
- مظاهرات الجمعة:هل يوجد ضوء في نهاية النفق؟
- سيناريو ليوم في مدينة الخضر (الجزء الثاني)
- سيناريو ليوم في مدينة الخضر (الجزء الاول)
- ليس دفاعا عن هاشم العقابي بل عن العراق
- التاريخ الاخرس ورمضان العشرين في الخضر(الجزء الثاني والاخير)
- التاريخ الاخرس ورمضان العشرين في الخضر- الجزء الاول
- الانتخابات العراقية: هل مرحلة التحوّل تتطلب حكومة تكنوقراط؟
- الدعاية الانتخابية : الشباب لن ينتظر الغد بل عليه ان يبدأ ال ...
- سياسيونا هل صنعتهم الصدفة؟!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الحناوي - أول صورة التقطت لي قبل مايقارب خمسة عقود.. تعرَّف عليها