أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حارث الخضري - المربد .....هزيمة تقدمية!














المزيد.....

المربد .....هزيمة تقدمية!


حارث الخضري
كاتب وأكاديمي

(Harith Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حمل المربد هذا العام مفاجاة من العيار الثقيل، تمثلت بقرار غريب يقضي بمنع الشاعرات من المشاركة في فعالياته.
كان التبرير الاولي لهكذا قرار – مع ملاحظة ان التبرير صدر من متنفذين في اتحاد الادباء العراقيين- يتلخص في محاولة الاتحاديين منع تكرار جريمة اخلاقية ارتكبتها – على حد تعبيرهم – احدى الشاعرات العراقيات في مناسبة شعرية سابقة.
من الطبيعي هنا ان يثير القرار وتبريره الكثير من الملاحظات الجدية حول مسيرة الحركة الادبية والثقافية في العراق لا سيما مع الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد، فأول الملاحظات تتلخص في عدم درايتنا بالمنطلقات التي اجازت للاحاد المركزي في بغداد او حتى فرعه البصري ان يقرر معاقبة جميع الشاعرات في العراق بسبب خطأ ارتكبته احداهن , طبعا هذا اذا فرضنا ان من قامت بالفعل ارتكبت خطأ اصلا.
ثانيا ان فحوى القصة، التي حرمت الشاعرات من المشاركة، تتلخص في ان احدى المدعوات لفعالية شعرية في البصرة قررت ممارسة الجنس مع احد الحرس – تم ضبطهما فيما بعد وبشهادة زميلة حاضرة وقت الحادث-, وهنا علينا ان نتساءل:" اين كان منظموا الفعالية وقت الحادث؟، وكيف استطاع ان يتسلل الفاعل الى غرفة نزيلة في الفندق، خصوصا وانها شاعرة ان صحت الرواية , ثم ان ما قامت به المشاركة لا يعدو قرارا اتخذته هي بملئ ارادتها وعليه فهي تعرف انها ستتحمل كافة النتائج لوحدها.
الملاحظة الثالثة وهي الاكثر غرابة ... فمن المعلوم ان طليعة المشاركين هم من التيار التقدمي والديمقراطي ولا افهم كيف اجازوا لنفسهم مهرجانا شعريا ذكوريا خالصا موقعين انفسهم – وبمنتهى السذاجة - في مطب تناقضات لا يحسدون عليها.
رابع الاثافي انني لحد الان لم اسمع ولا صوتا ثقافيا واحدا انتقد الظاهرة , ويبدو ان الامور ستمر بسلام مادامت الدعوات مجانية.
والان لنحاول ان نحلل هذا القرار الغريب .... فمن الواضح انه ليس هناك غبي واحد من الممكن ان يقتنع بتبريرات المنظمين , خصوصا ان هكذا طرح سيوصلنا الى نتائج كوارثية، اقلها ان كل شاعرة في العراق هي مشبوهه ومتهمة في اخلاقها .وبما انه لا يمكن تصور تصرف من دون سبب , اذن هناك – بالتاكيد – شيء ما دفع المنظمين الى ان يتصرفوا بهذا الشكل !
ويبقى السؤال عن ما هو الدافع ؟
قبل انطلاق فعاليات المهرجان التقيت باحد المثقفين وكان الموضوع هو محور حديثنا....كنا نتفق على ان السبب الوحيد لهكذا قرار هو تدخل جهات معروفة قررت ان لا يكون للنساء مكان في الواجهة الادبية العراقية , وان انسب مكان للمرأة في عصر العولمة هو منزلها واحضان زوجها .
وهنا لا اريد مطلقا ان اتهجم لا على اتحاد الادباء ولا على فرع البصرة للاتحاد ولكني احاول ان اثير نقاشا عن موضوع لا يمكن السكوت عنه. واتمنى ان تكون توقعاتي، وصاحبي، خاطئة وان يكون هناك مبرر منطقي اخر غير التبرير الساذج الاول وهذا ما اشك فيه.
ففي حال ثبتت الرؤية فانها باختصار هزيمة تقدمية امام تيار رجعي. كان الاحرى على كل من يدعي التقدمية ان لا يشارك فيها . فكل من تجرأ على اعتلاء منصة قاعة كتب على بابها " ممنوع دخول النساء " مشارك بالجريمة باصرار وتعمد.
واتذكر هنا كلمة لصديق نصها:" لن اسمح، بعد الان، لأي اديب في اتحاد الادباء ان يتكلم امامي عن حقوق المرأة!"
واخر احلامي ان لا يكون هذا المنع هو أول الغيث.



#حارث_الخضري (هاشتاغ)       Harith_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرصة مازالت عراقية
- غصت يهم قاعة المسرح الوطني.... المئات اضاءوا ليلة الفرح الكب ...
- الازمة العراقية الاخيرة ... هيمنة الحل الكروي
- عن الشموس التي انارت ليل العراق الطويل ....يوم الشهيد الشيوع ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حارث الخضري - المربد .....هزيمة تقدمية!