غريب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تمض عشرة ايام على تصريح الرئيس المصري محمد حسني مبارك في عائدية شيعة العراق الى ايران حتى طفت على السطح المشكلة المصرية الاخطر والمتمثلة في العلاقة بين المسلمين والاقباط ، تلك المشكلة التي يحاول هذا النظام الدكتاتوري ان (يطمطمها) بلغة اهل العراق و( لفلفتها ) بلغة اهل مصر.
انفجرت المشكلة باعتداء مسلم على الكنائيس القبطية، وبالاعتماد على الموروث الغني من العنف والاقصاء والقتل الاسلامي، ورد النظام المصري بلغة النعام الذي يدفن رأسه في الرمل وقفاه في العراء، وكذب كذبة لا يصدقها الا الرفاق في الحزب الحاكم، واعضاء القيادة القطرية في تنظيم العراق!!؟
انفجرت المشكلة الدينية في مصر وهو ما يزيدنا كعراقيين يقينا بصعوبة قيام الحرب الاهلية في العراق رغم ما يقدم لها من بوادر، فالوضع المصري لم يعاني ربع ما عاناه النسيج الاجتماعي العراقي.
تخيلوا رد فعل المسلمين لو ان الاقباط حكموا مصر الف عام وعاملوا المسلمين كمواطنين من الدرجة الثانية؟
تخيلوا شكل الحرب لو ان الاقباط احتكروا الثروات والمناصب والحياة الكريمة ثلاثة عقود ؟
تخيلوا ان الاقباط اعملوا في المسلمين قتلا ونفيا والقوهم في احواض السيانيد ؟
تخيلوا لو ان الاقباط شنوا حربا حمقاء ضد دولة عربية كان وقودها الغالبية المسلمة ضد دولة مسلمة؟
تخيلوا لو ان الاقباط هدموا وقصفوا مقدسات المسلمين في الازهر وغيرها فوق رؤوس المسلمين ؟
تخيلوا الاقباط يدفنون المسلمين في مقابر جماعية؟
كيف سيكون شكل العلاقة بين المسلمين والاقباط وما هو شكل الحرب البشعة التي كانت ستدور بينهم ؟
كل ذلك جرى مثله واكثر منه في العراق ولم تندلع الحرب التي يتمناها اخوتنا في الدين والتاريخ الحزين المخزي
عسى ان يقارن الاخوة في التاريخ الحزين المخزي بين ما جرى في العراق ونتائجه وبين ما يجري في مصر ونتائجه ولو تعرضت مصر لبعض ما تعرض له العراق لكانت اليوم غارقة في الدم رغم ان التنوع في العراق اكثر حدة واختلاف ..... اللهم لا شماتة.
#غريب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟